ألمانيا تحقق في عمليات تخريب لكابلات سكك الحديد
٩ أكتوبر ٢٠٢٢تولى جهاز "حماية الدولة" في المكتب المحلي لمكافحة الجريمة بالعاصمة الألمانية التحقيق في واقعة التخريب التي تعرضت لها السكك الحديدية الألمانية أمس السبت (08 أكتوبر/تشرين الأول)، وهو مكتب معني بالتحقيق في الجرائم ذات الدوافع السياسية.
وكان مجهولون قد دمروا أمس كابلات اتصال مهمة تابعة للسكك الحديدية في منطقتي برلين-هوهنشونهاوزن وفي ولاية شمال الراين ويستفاليا، الأمر الذي تسبب في إحداث فوضى في حركة النقل في شمال ألمانيا.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قالت متحدثة باسم شرطة برلين اليوم الأحد إن "جهاز حماية الدولة التابع لمكتب مكافحة الجريمة تولى التحقيقات".
وأضافت المتحدثة أن من غير المستبعد أن تكون هناك خلفية سياسية للجريمة لكنها أشارت إلى أن التحقيقات ستسير في كل الاتجاهات، واستبعدت المتحدثة التوصل إلى نتائج اليوم.
وفي سياق متصل نقلت وكالة رويترز عن الشرطة الألمانية إنها لم تستبعد الدوافع السياسية وراء ما يُشتبه في أنه تخريب لخطوط الاتصالات بشبكة السكك الحديدية أمس السبت، لكن ليس هناك ما يشير إلى تورط دولة أجنبية أو إرهاب.
وتحدثت دوائر أمنية عن تعرض كابلات الألياف الضوئية لأضرار متعمدة في منطقتين. وأضافوا أن هذه الأضرار أدت أيضا إلى تعطل نظام التشغيل الاحتياطي.
وكان وزير النقل الألماني، فولكر فيسينغ، ذكر أمس أن الاضطرابات التي حدثت على نطاق واسع في حركة السكك الحديدية بشمال ألمانيا صباح أمس كانت ناتجة عن أعمال تخريب في موقعين.
وقال الوزير في مدينة "لانداو إن دير بفالتس" بجنوب البلاد إن كابلات السكك الحديدية تعرضت للقطع في موقعين، متحدثا عن "أعمال تخريبية"، وأضاف فيسينج: "كابلات ضرورية لحركة القطارات قُطعَت عمدا".
وكتبت وزيرة الداخلية نانسي فيزر، أمس السبت، إن التخريب كان متعمدا، وإن الكابلات المخربة كان لها دور كبير لحركية النقل في منطقتين.
"احتمال ضلوع روسي"
وكان المسؤول في حزب الخضر الألماني وعضو الائتلاف الحكومي أنطون هوفرايتر "لا يمكننا أن نستبعد وقوف روسيا أيضًا وراء الهجوم على شركة سكك الحديد"، معتبراً أن حوادث التسريب الأخيرة من خطي أنابيب الغاز نورد ستريم1 و2 في بحر البلطيق تحمل أصلا "بصمات الكرملين".
وأضاف رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الألماني في مقابلة مع مجموعة "فونكي" الإعلامية "ربما في الحالتين يتعلق الأمر بتحذير لأننا ندعم أوكرانيا". ودعا إلى الإفراج عن 20 مليار يورو لحماية البنية التحتية الحيوية بشكل أفضل، وتعزيز قدرات الشرطة وأمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
كذلك أصدر مسؤول عسكري ألماني كبير تحذيراً الأحد. وقال الجنرال كارستن بروير في صحيفة بيلد اليومية إن "كل مولد للكهرباء وكل محطة طاقة وكل أنبوب لنقل الطاقة هو هدف محتمل"، مشددا على تزايد "التهديدات الهجينة".
ودعت المعارضة المحافظة أيضًا إلى إعادة النظر بالهيكل الأمني في ألمانيا والاتحاد الأوروبي. وقال ثورستن فراي المسؤول في حزب المستشارة السابقة أنغيلا ميركل لمجموعة "ار ان دي" الصحافية "يتطلب العصر الحديث الذي يشهد حروباً تكييف مفاهيمنا".
وتصاعدت المخاوف من هجمات تستهدف البنية التحتية المهمة في ألمانيا منذ غزو روسيا لأوكرانيا والهجمات على خطي أنابيب نورد ستريم.
إ.ع/م.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)