ألمانيا تدين تجدد أعمال العنف في لبنان وتطالب بنزع سلاح الميليشيات
٢١ مايو ٢٠٠٧دانت ألمانيا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي الاثنين "بأشد العبارات" المواجهات بين الجيش اللبناني والإسلاميين التي راح ضحيتها أكثر من خمسين قتيلا. ودعت برلين إلى نزع سلاح "الميليشيات" في لبنان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتن ياغر للصحافيين في برلين إن الحكومة الألمانية "تتابع المعارك بين الجيش اللبناني والمجموعات المسلحة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بقلق كبير،" مضيفا أن الحكومة الألمانية "تدين الهجوم على قوى الأمن اللبنانية "بشدة". وتابع المسؤول بالقول إن هذه الأحداث "تذكرنا بضرورة ملحة وهي نزع أسلحة الميليشيات في لبنان. وقال ياغر:" ندعو كافة الأطراف إلى تفادي تصعيد النزاع".
ألمانيا تطالب بنزع سلاح الميليشيات
وكانت المعارك قد اندلعت أمس الأحد بين الجيش اللبناني وعناصر جماعة "فتح الإسلام" في محيط مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين. وقال مارتن ياغر، المتحدث باسم الخارجية الألمانية اليوم الاثنين في العاصمة برلين:" يجب أن نوضح أن السلطة في لبنان تقع في يد الدولة وليس في يد الميليشيات". وأكد المتحدث أن نزع سلاح الميليشيات يأتي متطابقا مع محتوى قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 1559 ورقم 1701. وأضاف أن الحكومة الألمانية تنظر "بقلق عميق" إلى المعارك الدائرة حول مخيم نهر البارد. وطالب المتحدث جميع الأطراف بتجنب تصعيد الموقف، قائلا "يجب عدم السماح بسقوط لبنان في حلقة العنف من جديد".
لبنان يدخل مجددا دوامة العنف
وأسفرت المعارك لغاية الآن عن سقوط 46 قتيلا بينهم تسعة مدنيين فلسطينيين وأكثر من سبعين جريحا الاثنين في قصف الجيش اللبناني في المخيم المذكور. وبهذا يكون لبنان قد دخل حلقة جديدة من أعمال العنف والمعارك الدموية في شماله المحاذي لسوريا. ويأتي هذا في الوقت الذي يتهيأ فيه مجلس الأمن الدولي لإقرار نظام المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. وفي وقت ما زالت تعيش فيه البلاد أزمة سياسية حادة، شهدت بيروت مساء الأحد عملية تفجير أثارت الذعر وأدت إلى مقتل امرأة وإلى إصابة عشرة أشخاص بجروح. وكانت سوريا والمعارضة اللبنانية التي يقودها حزب الله حليف دمشق قد حذرتا الأسبوع الماضي من زعزعة الاستقرار إذا أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا جديدا لإنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الحريري.
النهار:" تطور بالغ الخطورة."
وترى صحيفة "النهار" اللبنانية المعتدلة أن الاعتداءات المدبرة والمنسقة والمنظمة ضد الجيش "كشفت بوضوح تغلغلا بالغ الخطورة لتنظيم أصولي في قلب طرابلس." وعنونت جريدة "الحياة" اللندنية افتتاحيتها بـ :" يوم فتح الإسلام: مجزرة تدمي لبنان وتهدد استقراره".
من الجدير بالذكر أن "فتح الإسلام" ليس تنظيما فلسطينيا كما يوحي اسمه، بل أنه يضم مقاتلين من جنسيات عربية مختلفة. ومن بين قتلاه الأحد في طرابلس متهمان اثنان في عمليات إرهابية وقعت في لبنان وألمانيا.
عباس:" خففوا معاناة أهالي المخيمات."
من جانبه، أكد عباس أن الوفد الفلسطيني الذي زار السنيورة "قدم جملة مطالب من شانها تخفيف معاناة أهالي مخيم البارد ومعاناة الفلسطينيين عموما." على الصعيد ذاته، أشاد الوزير اللبناني أحمد فتفت ونائب الشمال بالموقف الفلسطيني، قائلا:" للمرة الأولى في تاريخ لبنان، تساند منظمات فلسطينية الجيش اللبناني." وجدد فتفت الأحد اتهاماته لسوريا التي أشارت تقارير دولية إلى احتمال تورط مسؤولين أمنيين منها في اغتيال الحريري وهو ما تنفيه دمشق. هذا ونفت سوريا أي علاقة لها بفتح الإسلام.