ألمانيا تساهم في إقامة مؤسسات دولة فلسطين المقبلة
٣ ديسمبر ٢٠١٠أكدت الحكومة الألمانية أن المساعدات البنيوية التي تقدمها للسلطة الفلسطينية لإقامة مؤسسات حكومية فعّالة هي تهيئة عملية ومسبقة لتحقيق حلّ الدولتين في أزمة الشرق الأوسط وإقامة فلسطين إلى جانب إسرائيل. وذكر الناطق الرسمي باسمها شتيفن زايبرت ردا على سؤال لـ "دويتشه فيلّه" أن حكومته لن تفقد الأمل، رغم كل العراقيل والمصاعب القائمة حاليا، حيث "بإمكان وصول عملية المفاوضات الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى نتائج طيبة للشعبين في المنطقة".
زايبرت: لألمانيا مصلحة كبيرة في حل الدولتين.
ودون أن يعلق مباشرة على قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة الرئيس الاتحادي الألماني كريستيان فولف لإسرائيل أخيرا بأنه يعتقد أن ألمانيا قادرة على لعب دور رئيسي لحل النزاع الشرق أوسطي قال زايبرت إن برلين "لا ترى في نفسها القدرة على ذلك".
وأضاف أنها تجد مع ذلك "مصلحة كبيرة في إيجاد حلّ نهائي، و ستسعى إلى تحقيق ذلك بكل ما تملكه من قدرات". وعقّب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية شتيفان بريدول بالقول إن ألمانيا تلعب مع ذلك دورا نشطا في أزمة الشرق الأوسط لكونها شاركت في الرباعية الدولية، وهي ممثلة الآن بالاتحاد الأوروبي.
وعما إذا كانت برلين تدرك أن نهج الاستيطان الذي تمارسه إسرائيل دون تراجع أو استعداد لتقديم تنازلات يمنع عمليا قيام دولة فلسطينية قادرة على الحياة قال بريدول إن هذه النقطة هامة جدا مذكرا بأن للحكومة الألمانية موقف نقدي منها معروف.
لكنه ذكّر في الوقت ذاته بوجود نقاط أخرى هامة تعرقل الوصول إلى حلّ نهائي لأزمة الشرق الأوسط مثل ضمان أمن إسرائيل والاعتراف بوجودها.
حجر الأساس لأربعة مراكز شرطة
وعن مغزى تقديم مساعدات إلى السلطة الفلسطينية لتنفيذ مشروع يقضي ببناء 55 مركز فاعل للشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الهدف هو بناء بنى حكومية تحتية فعالة بانتظار تحقيق حل الدولتين فعلياً على الأرض في يوم ما.
وأضاف: "إذا أردنا أن تكون الدولتان فاعلتين فيجب أن تكونا قادرتين على العمل، وأن تكون المؤسسات فيهما تعملان". واضاف أن الاتحاد الأوروبي يقدم بدوره مساعدات مالية إلى السلطة الفلسطينية.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد أعلنت أخيرا في بيان لها أن مدير مكتب الممثلية الألمانية في رام الله غوتس لينغنتال وضع مع وزير الداخلية الفلسطيني سعيد أبو علي في قضاء جنين حجر الأساس لبناء أربعة مراكز للشرطة من أصل 55 تموّل وتبنى كجزء من التزام ألماني شامل تبلغ قيمته 15 مليون يورو ستخصص لدعم الشرطة وتعزيز بنية القضاء الفلسطيني أيضا.
وتابع البيان أن ألمانيا تشارك أيضا في تدريب وتأهيل شرطيّين فلسطينيّين وخرّجت 700 شرطي منهم حتى الآن.
برلين تحث المجتمع الدولي على دعم اليمن
من جهة أخرى نشرت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" مطلع الشهر الجاري أن ألمانيا تحثّ المجتمع الدولي على تقديم المساعدة والدعم إلى اليمن حتى لا
يتحول إلى قاعدة للإرهابيين التابعين لتنظيم "القاعدة".
ولفتت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الألمانية قلقة حاليا من الأوضاع غير المستقرة في اليمن وُتعد حاليا مبادرة في هذا الصدد لا تبحث فيها مسألة الدعم الأمني فقط، بل وكذلك تقديم المساعدات له على المستويين السياسي والاقتصادي.
وتابعت الصحيفة أن المعنيين في وزارة الخارجية يفكرون حاليا في تعزيز الحوار بين خبراء الأمن في البلدين، وتقديم المشورة إلى الشرطة اليمنية والعمل على تدريبها أيضا. ورأت كذلك أن على دول مثل السعودية وعُمان والكويت والإمارات المساعدة من خلال فتح أسواقها أمام رجال الأعمال اليمنيين.
اسكندر الديك
مراجعة: هبة الله إسماعيل