ألمانيا تستعد لاستقبال الدفعة الأولى من اللاجئين العراقيين تمهيدا لإعادة توطينهم
١٨ مارس ٢٠٠٩من المنتظر أن تصل إلى ألمانيا يوم غد الخميس (19 مارس/ آذار) الدفعة الأولى من اللاجئين العراقيين، وذلك في إطار خطة أوروبية لإعادة توطين نحو 10 آلاف لاجئ عراقي في دول الاتحاد، تعتزم ألمانيا استقال نحو 2500 منهم. وسيظل هؤلاء اللاجئون، وغالبيتهم كما تقول بعض المصادر المطلعة من الأقليات الدينية والعرقية كالمسيحيين والصابئة، في معسكر فريدلاند بالقرب من مدينة جوتينجن غرب ألمانيا لمدة أسبوعين حتى الانتهاء من توزيعهم على الولايات الألمانية، ومن المتوقع أن يمنحوا تصاريح الإقامة وللعمل.
وفي هذه الأثناء طالبت "جمعية الشعوب المهددة" ألمانيا بفتح أبوابها أمام المزيد من اللاجئين العراقيين. وقال تيلمان تسولش، أمين عام الجمعية اليوم الأربعاء خلال زيارة لمعسكر فريدلاند قبل يوم من وصول الدفعة الأولى، إن على ألمانيا استقبال 50 ألف مسيحي عراقي بدلا من 2500 فقط، وفقا لما نقلته عنه وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ ).
صعوبات اللغة وتحديات الاندماج
ولتسليط الضوء على تطلعات ومخاوف اللاجئين العراقيين القادمين إلى بلاد، ربما لا يعرف معظمهم عنها سوى القليل، أجرى راديو دويتشه فيله مقابلة خاصة مع بعض هؤلاء. وفي هذا الصدد تقول نهلة لبيب بشير، وهي مسيحية عراقية، إن الأسر التي تستعد لمغادرة سوريا يملؤها الأمل في حياة أكثر أمنا وسلاما في بلد لا يعرفون عنه شيئا تقريبا. أما المعلمة المتقاعدة، سميرة توما، فتقول إن أسر المهاجرين العراقيين تركت وراءها عذاب سنوات الهروب والتشرد لتستقر في ألمانيا وتواجه تحديات الاندماج في المجتمع الغربي التي تبدأ باللغة ولا تنتهي باختلاف العادات والتقاليد.
انتقادات للتعامل المزدوج...
وفي الوقت الذي تستعد فيه ألمانيا لاستقبال لاجئين عراقيين جدد، وتمنحهم حق الإقامة والعمل، ينتقد البعض السلطات الألمانية على طريقة تعاملها "المزدوجة" مع اللاجئين العراقيين المتواجدين على أراضيها منذ سنوات، والذي ينتظر الكثير منهم ـ وسط ظروف حياتية صعبة ـ ترحيلهم إلى بلادهم عند أول فرصة. في هذا السياق يقول كاي فيبر، من اتحاد اللاجئين في ولاية سكسونيا السفلى، إن من غير المنطقي القول إنه بالنظر للظروف السائدة في العراق سوف نستقبل ضحايا هذه الحرب وفي الوقت نفسه، يتم التفكير في ترحيل أناس إلى هذا البلد، وفقا لتعبير فيبر في مقابلة مع دويتشه فيله وفي الوقت الذي رحب فيه اتحاد اللاجئين في ولاية سكسونيا السفلى من حيث المبدأ باستعداد ألمانيا لاستقبال 2500 لاجئ عراقي، إلا أنه اعتبر هذا العدد قليلا بالنظر إلى إجمالي عدد اللاجئين في معسكرات اللجوء في سوريا والأردن والذين يبلغ عددهم نحو 2.5 مليون، وفقا لقول كاي فيبر.
...وانتقادات للطريقة الانتقائية في الاختيار
وتبرر السلطات الألمانية ذلك الأسلوب الانتقائي في قبول طلبات اللاجئين العراقيين، بأن هؤلاء الذي تعتزم توطينهم، هم الذين يواجهون خطر الموت في حال عودتهم إلى بلاده. يذكر هنا أن جدلا ثار في ألمانيا حول الطريقة الانتقائية في استقبال المسيحيين العراقيين دون غيرهم من الطوائف والأقليات التي تعاني من نفس المخاطر، الأمر الذي دفع إلى توسيع طلبات اللجوء لتشمل فئات أخرى. وفي هذا السياق أكدت منظمه الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والاتحاد الأوربي على أن الذين تم الترحيب بهم ليسوا فقط من المسيحيين، بل أيضا من أقليات أخرى كالصابئة واليزيديين، إضافة إلى أرامل وأطفال ومرضى غير قادرين على إعالة أنفسهم.
يذكر هنا أن الحكومة العراقية تطالب بعودة اللاجئين العرقين إلى أراضيهم، بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والطائفية وفي مقدمتهم المسيحيين، معربة أكثر من مرة بأن الإرهاب شمل الجميع ولم يقتصر على فئة دون أخرى.
(ع ج م/ س. ك /دويتشه فيله/ د ب أ)