ألمانيا تصف الاستراتيجية الأميركية النووية الجديدة ب "التاريخية"
٧ أبريل ٢٠١٠رحَّبت الحكومة الألمانية في تصريحين أدلى بهما وزير الخارجية غيدو فيسترفيلله والناطق الرسمي باسمها كريستوف شتيغمانز بمضمون الاستراتيجية الأميركية الجديدة حول الأسلحة النووية وأهدافها.
وفيما وصف وزير الخارجية الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي باراك أوباما ب "الخطوة الكبيرة" و "التاريخية" رأى المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن الاستراتيجية الجديدة "خطوة سليمة ومهمة" على طريق اتخاذ المزيد من خطوات نزع الأسلحة النووية ومنع انتشارها. وكشف ردا على سؤال أن الإدارة الأميركية أبلغت الحكومة الألمانية بشكل مسبق عن استراتيجيتها النووية الجديدة.
مركل تجتمع مع أوباما الأسبوع المقبل
وتعتزم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مناقشة تلك القضايا بشكل تفصيلي مع الرئيس أوباما على هامش زيارتها للولايات المتحدة التي ستبدأ الأسبوع المقبل. وقال شتيغمانز إن الاستراتيجية الأميركية الجديدة "تُعتبر ركيزة جديدة تتسم بالثبات وترمي إلى تحقيق أهداف أبعد". وبعد أن رأى أن الاستراتيجية تجسّد "خطوات مسؤولة على طريق (تؤدي إلى) عالم خال من الأسلحة النووية" ذكر أن الاستراتيجية الجديدة "تعترف في الوقت نفسه باللجوء إلى ردع بوسائل تقليدية ونووية طالما أن ذلك سيكون ضروريا".
ورحبت الحكومة الألمانية بصورة خاصة بتخلي الولايات المتحدة عن الاختبارات النووية وتطوير أسلحة نووية جديدة. وفي إشارة إلى مطلب سحب كامل الأسلحة النووية الأميركية من ألمانيا الذي يحث عليه وزير الخارجية فيسترفيلله بصورة خاصة أشار شتيغمانز إلى وجود تفاهم داخل الحكومة الألمانية على ضرورة اتخاذ القرارات دائما في إطار تنسيق وثيق مع جميع الحلفاء.
فيسترفيلله يدعو إيران لعدم التسلح نوويا
وقبل فترة وجيزة من سفره من برلين إلى القارة الأفريقية للقيام بجولة تستغرق بضعة أيام يزور خلالها عددا من الدول فيها تحدث وزير الخارجية الألماني عن قرار أميركي "تاريخي" وعن "تقدم جدير بالملاحظة" معتبرا خطوة واشنطن "كبيرة جدا في مجال نزع السلاح النووي في العالم".
وأوضح فيسترفيلله في بيان تلاه في مقر وزارة الخارجية الألمانية أنه "عندما تتخلى قوة نووية رائدة عن تطوير رؤوس نووية جديدة، وتحدّ أيضا من استخدام أسلحتها النووية وفقا لخطة موضوعة، فهذا شيء ينبغي وصفه بالتاريخي". ورأى المسؤول الألماني في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة إشارة موجهة إلى الدول التي تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية. وأكد أن الاستراتيجية النووية الجديدة والتوقيع المرتقب على معاهدة خفض الأسلحة النووية "ستارت" بين الولايات المتحدة وروسيا "يظهران عزم القوى النووية على نزع السلاح النووي".
ودعا فيسترفيلله في هذا السياق إيران إلى التخلي عن فكرة التسلح النووي مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود "فرص جديدة" في الاستراتيجية الجديدة لسحب الأسلحة النووية الأميركية من الأراضي الألمانية. وإذ لفت إلى أن إشارات واشنطن المتعلقة بهذا الأمر "تعطي دفعا لمطالب الحكومة الألمانية في هذا الشأن" أقرَّ بأن قرارا مثل هذا "لن يتخذ خلال ليلة وضحاها". وأضاف: "إن سياسة نزع السلاح النووي تحتاج إلى نفس طويل".
وحيَّا الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني المعارض النهج الجديد للحكومة الأميركية مشيرا إلى وجود جملة من الخطوات المتقدمة. وقال المتحدث باسم الحزب للشؤون الخارجية النائب رولف موتسينيخ إنه كان يتمنى لو كانت الاستراتيجية النووية الجديدة تتضمن خطوات أبعد مما تم إعلانه، لكنه رأى "أن على المرء أخذ الإطار السياسي العام في الولايات المتحدة في عين الاعتبار". ولحظ أن الرئيس أوباما يحتاج إلى موافقة نواب الحزب الجمهوري على خطته مضيفا أنه حققَّق أمرا كان موضع نقاش وجدل داخل إدارته ذاتها.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: هيثم عبد العظيم