ألمانيا تطالب إسرائيل والفلسطينيين التخلي عن العنف والاستيطان
١٥ سبتمبر ٢٠١٠وصف وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيله انتقال المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من محادثات غير مباشرة إلى مباشرة بأنه "تقدم" على طريق حل النزاع القائم في الشرق الأوسط. واستدرك في كلمة ألقاها باسم الحكومة أمام البرلمان الاتحادي قائلا إن المفاوضات الجارية حاليا في المنطقة "ليست أكثر من فرصة" حتى الآن.
تأييد حل الدولتين والتخلي عن العنف والاستيطان
وشدد فيسترفيله في كلمته التي ألقاها اليوم (2010/9/15) في برلين لمناسبة بدء المناقشة العامة لموازنة الحكومة لعام 2011 على أنه يرحب باسم البرلمان أيضا بالمفاوضات الجارية في شرم الشيخ وفي القدس "في وقت لم يكن الكثيرون يصدّقون حتى وقت قصير إمكان حصولها". وبعد أن وجه نداء إلى الأطراف المتنازعة "بالتخلي عن كل ما يمكن أن يهدد استمرار عملية السلام" أكد أن حكومته تؤيد حل الدولتين الذي يتطلب في رأيها "التخلي الكامل عن العنف، ولكن أيضا تجميد كل الأنشطة الاستيطانية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومعروف أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يزال يرفض تمديد قرار تجميد الاستيطان الذي ينتهي مفعوله في 26 الشهر الجاري فيما يهدد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس بقطع المفاوضات في هذه الحالة. وتضغط أطراف عدة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا على إسرائيل لاتخاذ قرار لصالح التمديد.
بيشكه: محادثات جدية تعالج المواضيع المعقدة
وردا على سؤال ل "دويتشه فيله" حول مدى جدية المحادثات الجارية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وسط التشاؤم الكبير المسيطر على أجواء المنطقة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه إن الانطباع الأولي الذي تكوّن من خلال الاتصالات التي أجرتها وزارته مع الأطراف المعنية، خاصة مع الولايات المتحدة، هو أن المفاوضات "تجري بكل جدية، وأن الطرفين دخلا في المواضيع الجوهرية المعقدة والصعبة المتعلقة بالحل النهائي، وهي الأصعب التي يتوجب إيجاد حل لها".
وحول التساؤلات التي لا تزال مطروحة عن سبب عدم لعب الاتحاد الأوروبي دورا في المفاوضات الجارية على الرغم من أنه بذل جهدا كبيرا على مدى الأشهر الماضية من أجل استئنافها بعد توقف طويل، لفت بيشكه إلى أن عدم سفر مفوضة الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الليدي كاثرين اشتون إلى واشنطن للمشاركة في افتتاح المفاوضات فيها يعود إلى سببين: الأول، قرارها المستقل الذي اتخذته، والثاني سفرها إلى الصين في الوقت الذي بدأت فيه المحادثات المباشرة.
نواب ألمان يدعون حكومتهم لدعم أشد لجهود السلام
وفي النقاش الذي جرى في البرلمان حول السياسة الخارجية لألمانيا تطرق النائب عن الحزب الاشتراكي رولف موتسينيخ والنائبة عن حزب الخضر كيرستين مولر إلى الوضع في الشرق الأوسط والمفاوضات الجارية، فانتقدا الحكومة على تقصيرها في لعب دور أكبر لدعم الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة حاليا من أجل إنجاح حل الدولتين. وقال موتسينيخ إن الأمور في الشرق الأوسط تتطور بصورة مقلقة جدا لافتا إلى عمليات التسلح الجارية فيه وآخرها صفقة السلاح الأميركي إلى السعودية بقيمة 60 مليار دولار. وأضاف أن التسلح ليس بديلا عن الدبلوماسية الذكية في المنطقة.
اسكندر الديك
مراجعة: عبد الرحمن عثمان