ألمانيا - صعوبات الطلبة الأجانب في التحضير للامتحانات
٣١ أغسطس ٢٠١١يعتمد نظام التعليم الجامعي الألماني بشكل كبير على المبادرة الفردية واستقلالية الطالب في القيام بعمله وهذا ما يجعل بعض الطلاب الأجانب يشعرون بنقص في الرعاية من طرف أساتذتهم، كالطالبة داماريس تسيمرمان البرازيلية الأصل، والتي تدرس إدارة الأعمال في جامعة هامبورغ الألمانية منذ سنتين. خلال هذه الفترة لم تتواصل الطالبة الشابة ولو لمرة واحدة مع أي ٍمن أساتذتها. وهو وضع لم تعهده خلال دراستها في موطنها الأصلي البرازيل.
نظام يعتمد على المبادرة الفردية
لقد كانت تسيمرمان تدرس في جامعة خاصة، حيث "كانت عناية الأساتذة بالطلاب أكثر كثافة مقارنة بجامعة هامبورغ"، كما توضح الطالبة الشابة. فالأساتذة هناك كانوا "يساعدونا حتى في الأشياء البسيطة، كأن يدلونا على أماكن الطباعة أو أين يمكن شراء الكتب مثلا. فضلا عن أن الجامعة في البرازيل لم تكن كبيرة كجامعة هامبورغ. الوضع كان مختلفا تماما."
ولم تكن الطالبة داماريس تسيمرمان الوحيدة التي تشعر بنقص في الرعاية داخل الجامعة. فالوضع ينطبق على أغلب الطلاب الأجانب كما يقول البروفيسور توماس إيغر، مدير معهد الدراسات القانونية والاقتصادية في جامعة هامبورغ. ويستقبل هذا المعهد طلابا يحملون أكثر من ثلاث وثلاثين جنسية مختلفة، كما أن تجاربهم التعليمية والجامعية مختلفة تماما. فعلى سبيل المثال يجادل الطلاب القادمون من الهند أو إسرائيل أكثر من الطلاب الآخرين، وهو أمر يثير دهشة البروفيسور إيغر. فحسب قوله لا يصدق هؤلاء الطلاب ما يقوله الأستاذة "إذا لم تتوفر براهين منطقية لذلك. أما الطالب الصيني النمطي فيتميز بالاجتهاد ولا يناقش أثناء الدرس، وإنما يأتي بعد الحصة لتوضيح أمور تبدو له غير منطقية. عدا ذلك يبقى الاختلاف الأكبر بين الطلاب تجربتهم مع الأعمال الكتابية التي يحررونها بشكل فردي ومستقل."
نصف الطلاب الأجانب لا يكملون دراستهم
إن القدرة على إنجاز مثل هذه الأعمال الكتابية تشكل جزءا مهما من الدراسية في جل الجامعات الألمانية. وهي وسيلة اختبار يعتمدها معهد الدراسات القانونية والاقتصادية في هامبورغ بشكل مكثف كما يقول البروفيسور إيغر، ويؤكد على أنه بإمكان طلاب المعهد الحصول على مساعدات ونصائح حتى خارج الحصص الدراسية، كخدمة إضافية.
ويقدم المعهد للطلاب ورشات تدريبية منتظمة يتم فيها مناقش مواضيع تتعلق بطرق التحضير للامتحانات وتنظيم الوقت ووضع الأوليات. لكن إتقان اللغة الألمانية يبقى المشكلة الرئيسية التي تواجه الطلاب الأجانب، كما تقول الطالبة داماريس تسيمرمان. فكما تتذكر، كانت تقضي في بداية دراستها وقتا طويلا للدراسة في البيت "حيث كنت أترجم كل المواضيع التي نناقشها في الفصل إلى اللغة البرتغالية، حتى أتمكن من تعميق البحث فيها وفهم الإشكاليات المطروحة. لكني كنت أواجه صعوبات كبيرة أثناء اجتياز الامتحانات التي تتم أغلبها باللغة الألمانية."
ولتجاوز مشكل اللغة ينصح المعهد الطلاب الأجانب بالانضمام إلى مجموعات تحضيرية تضم طلابا ألمانا وعدم الاقتصار على الدراسة في البيت. لكن الطالبة داماريس لم تكن تجرأ على ذلك بسبب خجلها. وهذا ما كان يزيد من عدم ثقتها في النفس ما كان يدفعها إلى التفكير في الانقطاع عن الدراسة، وهي مشكلة يواجهها أغلب الطلاب الأجانب، حيث تشير الإحصائيات إلى أن خمسين بالمائة من الطلاب الأجانب في ألمانيا لا يكملون مسيرتهم الدراسية. أما الطالبة داماريس تسيمرمان فقد استطاعت أن تحصل على شهادة البيشلر بنجاح.
يانينة ألبريشت / خالد الكوطيط
مراجعة: طارق أنكاي