في الجزء الثاني من سلسلتنا، يسافر مراسل "دي دبليو" غيليرمه بيكر الى مدينة بلوميناو في ولاية سانتا كاتارينا، التي تأسست في وسط الغابات عام 1850 على يد الصيدلي هيرمان بلوميناو الذي جاء من منطقة هارتس. أصبحت المدينة رمزاً للهجرة الألمانية إلى البرازيل وتستضيف سنوياً ثاني أكبر مهرجان أكتوبر في العالم.
لكن لا شيء في بلوميناو يذكرنا بأن السكان الأصليين عاشوا هنا قبل المهاجرين الذين تم القضاء عليهم تقريبا في صراع دموي مع المستعمرين. مراسل "دي دبليو" غيليرمه بيكر يزور مجتمعا للسكان الأصليين في منطقة نائية.
في لقاء مؤثر تشرح عالمة الآثار والمؤرخة "فالديريس بريبرا" ما يعنيه استيلاء الاستعمار على الأراضي بالنسبة للشعوب الأصلية في لاكلانو-شوكلنغ أو كاينغانغ أو غواراني حتى اليوم، وكيف تحاول إحياء ثقافة السكان الأصليين ولغتهم.
مراسلنا يتعمق أكثر في بحثه ويسأل: لماذا لم يعد أحد يتحدث الألمانية في عائلته ذات الأصول الألمانية، وما هو الدور الذي لعبه النازيون وما هي عواقب كل ذلك على أفراد عائلته - خاصة جدته "إيدا" التي هاجرت إلى البرازيل مع أبوين بالتبني عامي 1925 عندما كانت طفلة واضطرت إلى ترك إخوتها.
وللتعرف على فصل خاص عن الهجرة الألمانية إلى البرازيل، يزور غيليرمه بيكر المتحف اليهودي في ساو باولو ويتعرف على الدعم الذي لقيه المنفيين اليهود بعد وصول النازيين إلى السلطة.
وفي برلين، يلتقي غيليرمه بيكر بالممرضة البرازيلية "تايانا سانتوس" في مستشفى شاريتيه الجامعي - وهي واحدة من العديد من العمال المهرة الذين تشتد الحاجة إليهم في ألمانيا اليوم والذين يتم توظيفهم الآن من قبل الحكومة - تماما كما تم تجنيد المهاجرين الألمان ذات يوم من قبل الإمبراطورية البرازيلية قبل 200 سنة.