ألمانيا - لاجئان "يغتصبان" أوكرانية ودعوات لحماية اللاجئات
١٥ مارس ٢٠٢٢أفادت صحيفة بيلد الألمانية واسعة الانتشار أن لاجئين اثنين "اغتصبا" لاجئة أوكرانية (18 عاماً) في سفينة بنهر الراين ترسو قبالة مدينة دوسلدورف. وقالت الصحيفة إن الحادثة وقعت في السادس من آذار/مارس على متن سفينة "أوسكار وايلد"، التي تستخدم حالياً كمسكن للاجئين القادمين من أوكرانيا. وادعت الصحيفة أن أحد اللاجئين (37 عاماً) ينحدر من العراق والآخر (26 عاماً) من نيجيريا، رغم أن كليهما يحملان جوازات سفر أوكرانية، بحسب الصحيفة.
وأشارت "بيلد" إلى أن الشرطة بدأت بإجراء تحقيقات حول "الاشتباه في اغتصاب"، واعتقلت المشتبه بهما، مضيفة أن السلطات تسعى إلى توضيح كيفية حصول المشتبه بهما على جوازات السفر الأوكرانية. وقالت الصحيفة إن مكتب المدعي العام في دوسلدورف أكد لها إجراء التحقيقات.
بينما قالت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن متحدثا باسم الشرطة في مدينة دوسلدورف أكد وقوع الحادثة وأنه تم القبض على اثنين مشتبه بهما. ولم تؤكد الشرطة كون الضحية شابة أوكرانية فرت من الحرب، مشيرة إلى واجب حماية الضحايا.
ولم يغتصب المشتبه بهما الضحية معًا، وإنما على التوالي. أي أنها تعرضت للاغتصاب مرتين على متن السفينة. وبحسب معلومات "بيلد" فإن الشابة سافرت الآن إلى بولندا. لكن سلطات التحقيق لم تؤكد الأمر وقالت "ليس لدينا علم بذلك". ولم ترغب سلطات مدينة دوسلدورف الرد على استفسارات في البداية، بحسب ما قالت "د ب أ".
وأثارت الحادثة "صدمة" في الأوساط السياسية، بحسب الصحيفة، التي نقلت عن نائبة رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي أندريا ليندهولز قولها: "يجب على السلطات أن تضمن بشكل خاص حماية النساء الأوكرانيات عن طريق التحقق من أماكن الإقامة"، وتابعت: "تُلزمنا قضية دوسلدورف بالتصرف على الفور".
من جهته قال رئيس نقابة الشرطة الاتحادية هايكو تيغاتس لـ"بيلد": "يتعين على السياسيين الآن بذل كل ما في وسعهم لضمان عدم تراكم حالات الاغتصاب الفظيعة مثل حادثة السفينة بدوسلدورف"، وأضاف: "العقوبة القاسية والسريعة التي يتبعها الترحيل هي اللغة الوحيدة التي يفهمها هؤلاء الجناة".
تحذيرات من استغلال اللاجئات
ووسط تضامن واسع في ألمانيا مع اللاجئين القادمين من أوكرانيا، تحذر السلطات من سعي البعض لاستغلال النساء الأوكرانيات. وقال متحدث باسم الشرطة الاتحادية لـDW: "لدينا حالياً عدد كبير من الأشخاص الذين يريدون المساعدة بنوايا صادقة، لكن من ناحية أخرى هناك أشخاص يريدون استغلال هذا الوضع"، وأضاف: "للأسف، هناك أشخاص يرغبون في استغلال يأس وحاجة اللاجئين الوافدين. ويمكن ملاحظتهم بوضوح لدرجة أنهم يلفتون أنظار المتطوعين وموظفينا في الشرطة الاتحادية".
وأشار المتحدث إلى ضبط عشرات من حالات محاولة استغلال اللاجئات الأوكرانيات، مشيراً مثلاً إلى حالة حاول فيها رجل (55 عاماً)، معروف لدى الشرطة بارتكاب جريمة اعتداء جنسي، تقديم عرض لإيصال لاجئات أوكرانيا مجاناً إلى هامبورغ.
وقد نشرت شرطة برلين تحذيرات من استغلال اللاجئين القادمين من أوكرانيا على وسائل التواصل الاجتماعي، بالأوكرانية والروسية والإنجليزية. وبهذا الخصوص، تقوم الشرطة أيضا بتنبيه فرق المساعدين خلال الاجتماعات الصباحية في محطة القطار الرئيسية في المدينة.
لكن الإخصائية الاجتماعية مونيكا سيسيك-إيفانس، التي تدير مركزاً استشارياً لضحايا الاتجار بالبشر في ميونيخ، تقول إن هناك حاجة لاتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية اللاجئات الأوكرانيات من الاستغلال. وتقول سيسيك-إيفانس لـDW: "سيكون من الأفضل أن يقوم أولئك الذين يستقبلون امرأة أو عائلة أوكرانية بتسجيل أسمائهم لدى السلطات".
وتعمل سيسيك-إيفانس وفريقها على إعداد نشرة باللغة الأوكرانية ستكون متاحة في محطات القطارات في الأيام المقبلة. وتوجه الأخصائية الاجتماعية نصائح للاجئات لحماية أنفسهن من الاستغلال جنسياً، وتقول: "لا تعطي جواز سفرك لأحد. احتفظي بهاتفك معك في جميع الأوقات. التقطي صورة لرقم السيارة قبل ركوبها. اطلبي رؤية بطاقة الهوية عندما يتم عرض شقة أو غرفة عليك واكتبي الاسم والعنوان (لمقدم العرض). كوني حذرة عندما يعدك شخص ما بتقديم الكثير من المال بسرعة".
م.ع.ح