أماكن مختفية - حين تدفع القرى الثمن
التطور الصناعي واستخراج المواد الخام عاد على البشرية بالمنفعة، لكنه في الوقت ذاته ترك الكثير من الآثار السلبية على قرى وأراضي دُمرت لإفساح المجال لمشاريع واسعة النطاق في مجالات عدة كالنقل والتعدين.
ما تبقى من القرية
متداعية ومهجورة هي. أول ما قد يتبادر إلى ذهن السامع عند سماع "مواقع مختفية" الجزيرة اليونانية الأسطورية أطلانطس أو الجزر الغارقة في العصور القديمة. لكن حتى في يومنا هذا توجد في ألمانيا أماكن اضطر أهلها للتخلي عنها لتدميرها من أجل إفساح الطريق لمشارع ضخمة.
الذهب البني
أحد أسباب التهديم هو تعطش الصناعي للطاقة، فمثلاً يقع أكبر موقع لاستخراج الفحم في أوروبا شمال غرب كولونيا. هناك تقلب حفارة ضخمة الأرض لاستخراج الفحم. في الخلفية نرى محطة فريمرسدوف لتوليد الطاقة من الفحم البني. كما مسحت عشرات القرى عن بكرة أبيها في العقود الماضية نتيجة منجمي الفحم غارتسفايلر الأول والثاني.
قبل قدوم الحفارات
كان لا بد من ترحيل سكان مدينة أوتزينرات البالغ عددهم 1500 من أجل المنجم الواقع في ولاية شمال الراين وستفاليا، حيث بدأ ترحيلهم في عام 2000، وحتى عام 2006 تواجدت لوحة مواقيت الصلاة الكنسية على مدخل الموقع.
اختفاء قرية
ولكن بعد مرور عامين، لم يبق للقرية من أثر. فهنا نرى صورة للموقع ذاته ولكن في عام 2008، حيث لا وجود للمنازل ولا للسكان أو حتى للوحات. فمرحباً بالحافرات المتواجدة على مرمى البصر لاستخراج الفحم البني.
صحارى بنية
وتدمر المنازل باستخدام جرافات ضخمة ماحية بذلك آخر علامات الحياة في القرية الأصلية. حتى أنه يصعب القول من على الطابق البني الضخم في منجم تعدين الفحم البني أين انتصبت العمارات وأين لعب الأطفال في يوم من الأيام.
كنيسة وحيدة
كما تلاشت قرية ألتنفيردر في هامبورغ تماماً لتبقى الكنيسة وجزء من المقبرة القديمة شواهد على المنطقة السكنية التي يرجع تاريخها إلى العصور الوسطى. إذ بدأت مدينة هامبورغ منذ عام 1960 بشراء الأراض المطلة مباشرة على أسطح مائية للنقل بهدف إنشاء ميناء للحاويات.
معامل على مدار الساعة
تعد محطة الحاويات هامبورغ ألتنفيردر إحدى أكثر المحطات حداثة، حيث يبلغ طول رصيف الميناء 1400 متر وهو ما يمكن أربعة سفن ضخمة من تفريغ محتواها في الآن ذاته. كما تسمح محطة القطار الداخلية السفن بتحميل وتفريغ جميع القاطرات.
مكان لا وجود له الآن
ومن الأسباب الأخرى لاختفاء قرى أخرى في ألمانيا تأمين مواصلات دولية، كما في برلين مثلاً، فقرية ديبنسي اختفت بسبب بناء مطار العاصمة الجديدهناك في ضواحي جنوب شرق برلين كان يقطن قرابة 350 شخصاً.
توسيع المطار
منذ عام 2006، يجري بناء مطار دولي في برلين براندنبورغ "ويلي برانت"، الذي من شأنه أن يحل محل مطار شونفيلد وتيجيل. وتصل أعداد زائري هذا المطار إلى 27 مليون مسافر سنوياً، والذي كان في أحد الأيام وطناً لبضع مئات من الناس.
ارتحال قرية
ولكن في كل مرة تختفي قرية، تظهر مرة أخرى في موقع جديد. قرية ديسبينسا القديمة اندثرت ولكن على بعد 15 كيلو متراً جنوباً تقع قرية ديسبنسا الجديد في فيسترهاوسن..
محي الذكريات
عدد قليل من الصور القديمة هي كل ما تبقى من شولنبيرغ في هارتز. بعد أن أغلقت مناجم الفضة والنحاس والرصاص في المنطقة، غرقت مدينة التعدين في منتصف الخمسينيات. حتى غرقت المدينة بعد بناء سد وادي أوكر وخزانه.
إطلالة على البحر
تقع قرية شولينبيرغ الحديثة على بعد حوالي 60 مترا فوق سطح البحيرة التي تضم ما يربو على 47 مليون متراً مكعباً من المياه (المتر المكعب الواحد يحتوي على 1000 لتر). وقد تم تسخير سد وادي أوكر لإنتاج الطاقة وإمدادات مياه الشرب.
مياه عميقة
في حالة تعبئة خزان إدر في هيسن بشكل جيد، لا يمكن للرائي معرفة كنه ما في أعماقه تحت السطح الهادئ للمياه.
قرى مختفية تظهر من جديد
في بعض الأحيان تظهر آثار وبقايا القرى القديمة في بحر الإدر من جديد. فقرية بيرش غطتها مياه السد في بدايات العشرينات. إلا أنه في المياه الضحلة تظهر القبور الخرستانية للمدينة القديمة من جديد.
قرى مهجورة تجذب السياح
قرية آزيل هي أيضاً قرية غمرتها المياه. إلا أن جزءاً منها يعود للظهور في الصيف الجاف. حينها يتحول الجسر القديم المبني في عام 1887 إلى معلم جاذب للسياح.