أمم افريقيا 2006: ميدو "المشاكس" لم يتعلم الدرس ويتمادى في أخطائه
٨ فبراير ٢٠٠٦لم يتعلم مهاجم توتنهام الانكليزي الدولي المصري أحمد حسام الملقب ب"ميدو" الدرس حتى الان برغم خبرته الاحترافية الطويلة في الملاعب الاوروبية ويواصل ارتكاب الاخطاء "المشينة" بحق مدربيه سواء في الاندية التي لعب لها او المنتخب المصري اخرها أمس الثلاثاء مع المدرب حسن شحاتة. وتتميز مسيرة ميدو الاحترافية والتي بدأت في سن مبكرة (17 عاما) بالعديد من المشاكل بسبب طباعه الحادة وسرعة انفعاله وردة فعله وكلها عوامل تؤثر على ادائه في الملاعب وقد يكون لها عواقب وخيمة على مسيرته الكروية سواء مع الاندية او المنتخب المصري. وما ان ينتهي ميدو من حل مشكلة ما مع احد المدربين حتى يقع في مشكلة اخرى, وذهب البعض الى القول بان "ميدو لا يمكنه اللعب دون مشاكل, وانها الوحيدة التي تلفت الانظار اليه".
الشعرة التي قصمت ظهر البعير
جاءت مشكلة الامس مع شحاتة بمثابة "النقطة التي افاضت الكأس" وأثبتت بما لا يدع للشك بان ميدو لا يستحق تسمية "نجم محترف" ولا حتى السمعة الطيبة التي خلفها في الدوري الانكليزي قبل الالتحاق بالمنتخب. ويبدو ان النجومية هي السبب في تمادي ميدو في مشاكله لانه لا يرضى بالتبديل وهو ما جاء على لسانه عندما وجه اليه سؤال حول ما اذا كان سيتصرف مع مدرب توتنهام التصرف ذاته الذي قام به تجاه شحاتة, فقال "في توتنهام العب 90 دقيقة ولا يقوم المدرب بتغييري". وليست هي المرة الاولى التي يفتعل فيها ميدو مشكلة مع مدرب المنتخب المصري, فقبل عامين وعندما كان المنتخب المصري باشراف المدرب الايطالي ماركو تارديللي قام الاخير باستبعاد ميدو من مباراة تدريبية ضد الاعلاميين بسبب تدخله الخشن بحق احد اللاعبين. ولم يعجب القرار ميدو فاعتذر عن خوض المباراة الاولى في تصفيات المونديال ضد السودان متصنعا الاصابة. وقرر الاتحاد المصري وقتها استبعاد ميدو من صفوف المنتخب المصري برغم ان الاخير كان بحاجة الى خدماته في تصفيات المونديال. وعاد ميدو الى تشكيلة المنتخب المصري بمجرد استلام شحاتة مهامه خلفا لتارديللي, لكن عودته لم تكن طبيعية لانه ارغم على الاعتذار علنا وامام الجميع لما بدر منه في مؤتمر صحافي مؤكدا انه لن يكرر مثل هذه الأخطاء. وكبر ميدو في عيون المشجعين المصريين الذين يكنون له احتراما كبيرا وودا لا يضاهى خصوصا بعد السمعة الطيبة التي بات يحظى بها في انكلترا مع فريقه توتنهام, بيد ان ميدو اعاد الامور الى الصفر بتصرفه "اللاأخلاقي" مع شحاتة في مباراة السنغال.
علاقة ميدو بالمدرب
وجه ميدو وابلا من الاسئلة للمدرب عندما قرر تغيره: "لماذا تغيرني؟ ولماذا أنا بالذات؟ ولماذا أنا في كل مبارا؟" لم يعر شحاتة تساؤلات ميدو اي اهتمام, لكنه انفعل بعد ذلك لان ميدو أفرط في الاحتجاج ورفض ترك الملعب, فقال له "انا المدرب ويجب ان تنصاع لقراراتي". وترك ميدو ارضية الملعب لكنه استمر في الاحتجاج على شحاتة وتدخل حسام حسن لثني ميدو عن مواصلة الاحتجاج لكن دون جدوى, وتوجه بوابل من الشتائم الى مدربه حتى تدخل الجمهور وطالب ميدو بمغادرة الملعب. والود مفقود بين ميدو وشحاتة منذ زمان بعيد وتحديدا قبل 3 اعوام عندما رفض الثاني استدعاء ميدو الى المشاركة في بطولة العالم للشباب في الامارات, علما بان الاول لم يكن يرغب بدوره في المشاركة بسبب تواجد شحاتة على رأس الجهاز الفني. كانت الامور تسير بشكل طبيعي بالنسبة الى ميدو منذ بدء مسيرته الكروية مع الزمالك موسم 99-2000 حيث ساهم باحرازه مسابقة دوري ابطال افريقيا وأثبت بانه يملك مؤهلات فنية وكروية تمكنه من الاحتراف في الخارج.
مسيرة كروية متذبذبة
بعد سطوع نجم ميدو في الزمالك انضم في الموسم التالي الى لاغانتواز البلجيكي بعد تجربة قصيرة في ستاندار لياج لم تكن ناحجة لان المدرب الكرواتي توميسلاف ايفيتش لم يعجب به. ولم يتأخر ميدو في لفت انتباه اياكس امستردام الهولندي وانضم الى صفوفه موسم 2001-2002 وقاده الى احراز اللقب المحلي في الموسم ذاته, بيد ان مشاكل بينه وبين المدرب رونالد كومان اضطرت الاخير الى استبعاده من التشكيلة قبل ان تتم اعارته الى سلتا فيغو الاسباني وسجل معه 4 اهداف في 8 مباريات. وانتقل ميدو الى مرسيليا الفرنسي لمدة 5 اعوام لكنه لم يعمر طويلا بسبب تذبذب مستواه ومشاكله ايضا مع الادارة الفنية للنادي الفرنسي, فانضم الى روما الايطالي دون ان ينجح في اقناع جهازه التدريبي. ولم تخل التجربة الايطالية لميدو من مشاكل لانه عبر مرات عدة عن تذمره من الجلوس على مقاعد الاحتياط فاعير الى توتنهام الانكليزي. وخلاصة القول بان ميدو دخل نهائيات كأس الامم الافريقية بمثابة النجم الاوحد للمنتخب الوطني, لكنه خرج من الباب الضيق تلاحقه لعنة 70 مليون مصري.