أمن الطاقة والشراكة الإستراتيجية في صلب لقاء ميركل وبوتين
٢١ يناير ٢٠٠٧من المتوقع أن تطلب المستشارة الألمانية ميركل، التي تترأس حاليا الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، مزيدا من الضمانات الروسية فيما يتعلق بتأمين وصول مصادر الطاقة إلى ألمانيا بعد وقف شحنات النفط الخام الروسي إلى أوروبا عبر بيلاروسيا ثلاثة أيام في مطلع كانون الثاني/يناير وسط حرب جمركية روسية بيلاروسية.
أما الرئيس الروسي بوتين، الذي يستقبل المستشارة الألمانية كأول زائر أوروبي له منذ الازمة، فسيحرص كما هو متوقع على طمأنة أوروبا. وتعترف موسكو بان هذه المسالة سببت "كثيرا من الأذى" لصورتها.
وسيلتقي المسئولان في إطار غير رسمي في سوتشي، المنتجع السياحي على ضفاف البحر الأسود، الذي من شأنه أن يعطي طابعا اقل تشنجا للقاء بالرغم من استمرار بعض التوتر في علاقاتهما قياسا إلى العلاقة الجيدة التي كانت تربط بوتين بالمستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر. وستصل ميركل حوالى الساعة 30,16 بالتوقيت المحلي (30,13 تغ) الى المقر الصيفي للرئيس الروسي المطل على البحر. وستغادر سوتشي حوالى الساعة 00,21 (00,18 ت غ) بعد اجتماع يتبعه غداء.
مستقبل الشراكة الإستراتيجية
ولم تلجأ المستشارة الألمانية إلى تنميق عباراتها عند الوقف المفاجىء لشحنات النفط الخام مطلع الشهر الحالي، واصفة الوضع بـ"غير المقبول" ومتحدثة عن "تقويض الثقة" في موسكو، خاصة وأن موسكو لم تحيط الشركاء الأوروبيين علما بنيتها القيام بهذه الخطوة. وتطالب ألمانيا بمزيد من المشاورات بين موسكو والاتحاد الأوروبي في هذا المجال وبـ"آليات ملزمة لتسوية ألازمات" بغية تفادي تكرار أزمات سابقة مثل حرب الغاز بين روسيا وأوكرانيا في كانون الثاني/يناير 2006 والنزاع بين روسيا وبيلاروسيا.
وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية الألماني فرنك والتر شتاينماير لصحيفة "جنرال انتسا ياغر" الألمانية مؤخرا: "النزاعات مع اوكرانيا ومع بيلاروسيا اثارت الغضب. ولا يمكن أن يكون لموسكو أي مصلحة في ذلك (...) ويجب تجنب مواقف تصعيدية كتلك التي عشناها". لذلك ترغب برلين في إدخال "فصل حول التعاون في مجال الطاقة في اتفاق الشراكة" الاستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي وروسيا المفترض التفاوض بشأنه كما قال.
وفضلاً عن ذلك تأمل المستشارة الألمانية في دفع هذه المفاوضات إلى الأمام في ظل رئاستها للاتحاد الأوروبي، فيما يصل اتفاق الشراكة والتعاون الحالي الى نهايته في تشرين الثاني/نوفمبر، وذلك في الوقت الذي تبدو فيه روسيا محاوراً رئيسي للاتحاد الأوروبي أكثر من اي وقت مضى.