أمير الكويت يبحث في برلين سبل التعاون المشترك
٢٧ أبريل ٢٠١٠قلّد رئيس الدولة الألمانية هورست كولر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي يزور ألمانيا حاليا بدعوة رسمية منه، أرفع وسام في ألمانيا هو "وسام الاستحقاق الاتحادي" في قصر الرئاسة "بل فو" في برلين بعد أن استقبله لدى وصوله مع الوفد المرافق بثلة من حرس الشرف وبعزف للنشيدين الكويتي والألماني. وفي المقابل قلّد أمير الكويت الرئيس الألماني كولر "قلادة مبارك الكبير".
وعقد الرئيس الألماني هورست كولر على الأثر اجتماعا مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح استعرضا فيه العلاقات التقليدية الجيدة بين بلديهما. كما تطرق الزعيمان إلى المواضيع الدولية، وخاصة إلى أزمة الشرق الأوسط التي تشهد حاليا جمودا كبيرا حيث أعربا عن قلقهما الشديد.
قلق من جمود عملية السلام في الشرق الأوسط
وكان الأمير الكويتي الذي وصل الأحد (25 نيسان/ أبريل 2010) إلى برلين قد أجرى محادثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، يوم أمس الاثنين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. كما تطرقت محادثات ميركل مع ضيفها الكويتي إلى عدد من القضايا الدولية والملفات الساخنة وفي مقدمها أزمة الشرق الأوسط المستمرة، والبرنامج النووي الإيراني، والأوضاع الراهنة في أفغانستان والعراق.
وذكرت مصادر مطلعة أن المستشارة الألمانية شدّدت خلال اللقاء على ضرورة الإسراع بفرض مزيد من العقوبات على طهران لإحراز تقدم على المسار الدبلوماسي في هذا الشأن، مبرِّرة هذه الخطوة "باستمرار القيادة الإيرانية في تعنّتها ورفضها الحوار". وقالت إن ميركل لفتت "إلى المخاطر التي تهدد منطقة الخليج بصفة خاصة في حال تمكَّنت إيران من التسلّح نوويا". وذكر الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية أورليش فيلهيلم أن المباحثات بين الأمير وميركل تطرّقت كذلك إلى اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي الذي ترأسه الكويت حاليا.
الكويت تطالب إسرائيل بالالتزام بـ "خارطة الطريق"
وفي تصريحات أدلى بها إلى وكالة الأنباء الكويتية "كونا" قال الشيخ محمد صباح السالم الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، إن المباحثات بين الجانبين تطرقت أيضا إلى القضية الفلسطينية، وأن الكويت تطالب "بضرورة تحمل المجتمع الدولي المسؤولية الأخلاقية لإجبار إسرائيل على الانصياع إلى قرارات مجلس الأمن الدولي والالتزام بخارطة الطريق".
وأوضح الوزير الكويتي بأن المحادثات شملت كذلك "الأوضاع في العراق إثر الانتخابات التي جرت أخيرا، وأكدت على ضرورة استعادة العراق دوره الأساسي في تعزيز الاستقرار في المنطقة". ويرافق الأمير الصباح أيضا نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الاقتصاد والتنمية والإسكان أحمد الفهد، ووزير المال مصطفى الشمالي.
"رفض أي إجراء ضد إيران خارج مجلس الأمن"
وفي موضوع الملف النووي الإيراني شدّد الوزير الصباح "على ضرورة التزام جميع الأطراف بقواعد وشروط التعاون"، معربا عن رفض حكومته "أي إجراء يتم خارج إطار مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة". وحذر رئيس الدبلوماسية الكويتية من "فتح المجال أمام الفوضى العالمية عندما تقوم دول أو دولة باتخاذ إجراء (يهدّد) الأمن والسلام الدوليين كالذي نسمعه من تصريحات إسرائيلية".
وتابع وزير الخارجية الكويتي بأن من الضروري "انتهاج المسار السلمي والدبلوماسي من خلال الأطر الشرعية لمعالجة الملف النووي الإيراني". وأوضح الوزير بأن الأمير والمستشارة بحثا الوضع في اليمن وأفغانستان، والمساهمة في دعم استقرار البلدين من خلال تنفيذ مشاريع إنمائية فيهما.
وزار أمير الكويت مقر البرلمان الاتحادي (البوندستاغ) والتقى رئيسه نوربرت لامرت كما استقبل رئيس الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، وزير الخارجية السابق فرانك فالتر شتاينماير، وأجرى مع كل منهما جولة من المحادثات في الشؤون العامة وتعزيز العلاقات الثنائية.
وستكون شتوتغارت المحطة الثانية والأخيرة للأمير الصباح حيث سيعقد لقاءات مع كبار مسؤولي ولاية بادن فورتمبيرغ. كما سيجري الوفد المرافق له محادثات مع شركة "دايملر بنز" الضخمة التي تشارك الكويت في جزء هام من رأسمالها وأسهمها. ومن شتوتغارت سيتابع الأمير والوفد المرافق له جولته الأوروبية فيطير إلى روما تلبية لدعوة رسمية حيث سيلتقي رئيسي الدولة والحكومة الإيطاليين، كما سيزور الفاتيكان ويجتمع مع البابا بينيديكت السادس عشر.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: أحمد حسو