أوباما يثير حفيظة باريس وبرلين بتأييده انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي
٦ أبريل ٢٠٠٩اختتمت في العاصمة التشيكية براغ أعمال القمة أوروبية الأميركية بحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما، حيث تناولت هذه القمة الرؤية الأميركية لقضايا مختلفة منها التطورات المتعلقة بالمناخ وملف توسيع الاتحاد الأوروبي ومصير معتقلي غوانتانامو. وفي هذا السياق، أعلن الرئيس أوباما في كلمته أمام القادة الأوروبيين تأييده انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال أوباما "على الولايات المتحدة وأوروبا أن تتعاملا مع المسلمين كأصدقائنا وجيراننا وشركائنا في التصدي للظلم وعدم التسامح والعنف". وأضاف بالقول: "إن التقدم نحو انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي سيشكل إشارة مهمة إلى التزامكم في هذا الصدد، وسيؤكد أننا نواصل ربط تركيا بقوة بأوروبا"، وذلك حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
رفض فرنسي ألماني
من ناحيتها أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل موقفها المنتقد لخطط انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي على الرغم من الموقف الأمريكي المؤيد لأنقرة. وقالت ميركل في ختام أعمال هذه القمة إن موقف الولايات المتحدة إزاء هذا الأمر تقليدي. وأضافت: "أعتقد أن تعزيز صلة العالم الإسلامي، خاصة تركيا، بالاتحاد الأوروبي يقع ضمن مصلحتنا". لكنها أضافت: "ولكننا ما نزال نبحث الشكل الذي ستكون عليه هذه العلاقة الوثيقة، أي هل تكون شراكة مميزة أم انضمام كامل"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقد جدد موقفه الرافض لانضمام تركيا إلى الكتلة الأوروبية. وقال "أعمل يداً بيد مع الرئيس أوباما، ولكن فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي فإن القرار يعود إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي". كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الرئيس ساركوزي قوله: "لطالما عارضت هذا الانضمام وسأبقى كذلك. أعتقد أن بإمكاني القول إن غالبية ساحقة من الدول الأعضاء (في الاتحاد الأوروبي) تؤيد موقف فرنسا"، مشددا على أن "تركيا بلد كبير جداً، حليف لأوروبا وحليف للولايات المتحدة ويجب أن يبقى شريكا مميزاً".
يُذكر أن محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي تعرقلت بسبب بواعث قلق أوروبية إزاء حقوق الإنسان وما اعتبر عدم إحراز تقدم في الإصلاحات، بالإضافة إلى المسألة القبرصية.
ملف التغير المناخي
كما حظي ملف التغير المناخي بحضور كبير في أعمال القمة الأوروبية الأمريكية، حيث قال رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، إن الآراء في أوروبا والولايات المتحدة تتقارب بشأن كيفية مكافحة التغير المناخي. وقال للصحفيين عقب انتهاء أعمال القمة: "نرحب بالخطوات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية الجديدة والتقارب المتزايد بين الموقف الأوروبي والأمريكي في هذا الصدد". وأضاف بالقول: "معا فقط يمكننا أن نقنع الآخرين بالانضمام إلى جهودنا المشتركة لمحاربة التغير المناخي"، وذلك حسب تصريحات نقلتها وكالة رويترز للأنباء. يذكر أن أوباما قد أعلن عقب توليه السلطة عزمه إجراء تحول في السياسة الأمريكية المتبعة حيال قضية حماية المناخ وضخ المليارات في استثمارات الطاقة المتجددة.
(هــــ.ع/ د.ب.ا/ أ.ف.ب/ رويترز)
تحرير: عماد م. غانم