أوروبا ترحب بالمشاركة الأمريكية في لقاء خاص بملف إيران النووي
١٨ يوليو ٢٠٠٨منذ أن أغلقت واشنطن سفارتها في طهران قبل نحو ثلاثين عاما والعلاقات الأمريكية الإيرانية السياسية والاقتصادية مقطوعة، وتقتصر فقط على تصريحات نارية من الجانبين.
وقد دأبت واشنطن على اتخاذ موقف متشدد حيال الملف النووي الإيراني، وكثيرا ما لوحت بالخيار العسكري. لذلك كان إعلان الخارجية الأمريكية بأن ويليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية، والرجل الثالث في الوزارة، سينضم إلى المناقشات التي يقودها الاتحاد الأوروبي مع سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، كان بمثابة خطوة تخلت بها واشنطن عن سياستها التي تنتهجها منذ فترة طويلة.
ترحيب بالقرار الأمريكي
وقد استقبلت هذه الخطوة بترحيب كبير من قبل عدد من المسؤولين الأوروبيين، فقد صرحت كرستينا جالاخ المتحدثة باسم خافيير سولانا، المنسق العام لشؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لصحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع قائلة: "نحن سعداء لقرار الإدارة الأمريكية. إنه إشارة واضحة للإيرانيين، تدل على التزام الولايات المتحدة بخيار التفاوض. في الوقت نفسه، يحمل القرار رسالة واضحة للإيرانيين حول مدى الأهمية التي تحظى بها هذه المفاوضات".
ومن المتوقع أن تقدم إيران خلال اجتماع جنيف الذي سيعقد غدا السبت (19 يوليو/تموز) ردها على حزمة الحوافز الدبلوماسية والاقتصادية التي طرحتها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا الشهر الماضي مقابل تعهد طهران بوقف تخصيب اليورانيوم. معروف أن الغرب يتهم إيران بتطوير أسلحة نووية، في حين تقول طهران أن أنشطتها النووية تهدف فقط إلى توليد الطاقة وليس إلى تطوير قنابل نووية.
إشارة قوية وتوقعات متواضعة
وتعقيبا على مشاركة الولايات المتحدة في المحادثات النووية في جنيف، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إنه "أمر ايجابي". وأضاف في مؤتمر صحفي في دمشق: "نحن نتطلع لمشاركة بناءة". لكن فرنسا قالت إن القوى الكبرى مازالت ترغب في أن تقدم طهران مقترحات محددة لحل النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنر، إن الحضور الأمريكي سيكون "إضافة قوية" وأن استعداد إيران لإجراء مزيد من المحادثات أمر مشجع رغم ردها الأولي برفض حزمة الحوافز. لكن كوشنر بدا متشائما حين أضاف في تصريحات بعد اجتماع أمني أوروبي في فيينا: "نحن نتكلم ونتكلم مع الايرانيين لكن الأمر ينتهي دائما بنهاية مخيبة".
بوادر تحسن
من ناحيتها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس: "ما نريد أن نؤكده هو أن الولايات المتحدة تقف بثبات وراء هذه الدبلوماسية وتقف بثبات وراء حلفائنا وتتفق معهم. نأمل أن تصل هذه الرسالة إلى الإيرانيين". وفي الوقت نفسه، نفى البيت الأبيض ووزارة الخارجية ما تردد عن أن واشنطن تتبع موقفا يتسم ببعض اللين مع إيران وقال إن الولايات المتحدة لم تتراجع عن موقفها بأنه يجب على طهران تعليق تخصيب اليورانيوم مقابل إجراء مفاوضات مباشرة، مؤكدا على أن بيرنز سيشارك للاستماع إلى الرد الإيراني ولن يجري أي مفاوضات ثنائية مع الجانب الإيراني.
ويقول محللون إن واشنطن، التي لا ترتبط بعلاقات مع إيران منذ عام 1980 سيكون لديها القدرة الأكبر على التحرك لتخفيف العقوبات الاقتصادية والسياسية الدولية مما يجعل المشاركة الأمريكية حاسمة لحل الأزمة.
ويبدو أن العلاقات الأمريكية الإيرانية ستشهد المزيد من التطورات، فقد ذكرت صحيفة بريطانية أمس الخميس أن الولايات المتحدة ستعلن الشهر القادم أنها تعتزم إنشاء قسم لرعاية المصالح الأمريكية في طهران، لأول مرة منذ 30 عاما. وقالت صحيفة الجارديان في تقرير بالصفحة الأولى: "إن هذه الخطوة ستشهد تمركز دبلوماسيين أمريكيين في البلاد". وأضافت الصحيفة أن هذا التطور يعد "تحولاً ملحوظاً في سياسة الرئيس جورج بوش، الذي انتهج موقفا متشددا من طهران طوال فترة ولايته".