Musik Gehörlose
١٧ أغسطس ٢٠١٠في الوقت الذي تشرع فيه "دينسي لكتاك" بتقديم برنامج الحفل، يقوم "سيد علي محبز" مدير المهرجان بترجمة كلماتها إلى لغة الإشارات. فالأمر هنا يتعلق بحفل "سينسيتي" الغنائي العالمي، الموجه بالأساس إلى عشاق الموسيقى والغناء من الصم والبكم. وقد اتخذت كل الترتيبات لإنجاح هذا الحفل الغنائي الذي ينظم لأول مرة في ألمانيا، فإيقاعات الدي جي تنبعث من مكبرات الصوت الضخمة الموجودة في النادي، وتظهر صور متحركة وأفلام تنشيطية على شاشات كبيرة معلقة على حائط قاعة الحفل، إضافة إلى سحابة عطر تطلق في فضاء النادي تتغير بتغير الموسيقى.
ولكون أغلبية الحاضرين من الصم والبكم، فإن لغة الإشارات هي التي تطغى على هذا الحفل، ولتسهيل التواصل مع الأشخاص الذين لا يعرفون هذه اللغة، يتم الاستعانة بمترجمين حتى يعم التواصل بين جميع الحضور. ولتمكين الصم والبكم من الاستمتاع بالموسيقى، تم تجهيز ساحة الرقص في النادي بأجهزة تحول الإيقاعات الموسيقية إلى اهتزازات يشعر بها الشخص بمجرد الوقوف عليها. وهو ما يعتبره الكثير من الصم أمرا رائعا كما يقول توماس جروبر:" يشعر المرء باهتزاز قوي فوق حلبة الرقص، إنه أمر رائع ومشجع على الرقص".
الحلم أصبح حقيقة
وترجع فكرة تنظيم حفلات موسيقية مخصصة للصم والبكم إلى الهولندي "رونالد ليشتنبيرغ" من مؤسسة "سكيواي"، حيث أراد عن طريق مهرجان سينسيتي تحقيق ما كان يبدو للوهلة الأولى مجرد خيال، وهو تنظيم حفل موسيقي للصم والبكم.
ويحط مهرجان سينسيتي الرحال لأول مرة في أغسطس/ آب في ألمانيا بعد أن كان قد نظم في فنلندة وجنوب إفريقيا والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية و جاميكا. وتؤكد "ليسلي أوتو" البالغة من العمر 26 عاما والتي تطوعت مع سبعة أشخاص آخرين بتنظيم جولة مهرجان سينسيتي في ألمانيا، أن لا أحد كان يراهن على نجاح هذا الحفل في برلين، بل إن الكثيرين كانوا يستبعدون حضور الصم والبكم لهذا الحفل. غير أن هذه التوقعات لم تكن صائبة، فقد حضر جمهور غفير فاق 700 شخص وغالبيتهم من الصم.
وشهدت العروض الموسيقية تجاوبا كبيرا من الحاضرين، حيث امتزجت الإيقاعات الموسيقية بلغة الجسد والإشارات، لاسيما وأن النصوص الموسيقية كانت تترجم إلى لغة الصم والبكم. كما كانت تتعالى الأيادي بالتلويح رمزا إلى التصفيق بلغة الصم. وهو أمر شكل للكثيرين تجربة فريدة، على اعتبار أن أغلبيتهم تحضر لأول مرة حفلا غالبية جمهوره من الصم.
نجم الحفل مغني راب أبكم من فنلندة
وعرف هذا الحفل الغنائي كذلك مشاركة مغني الرب الأبكم الفنلندي "سينمارك الياس ماركو" البالغ من العمر 32 عاما والذي قدم على التو من حفل أحياه في لوس أنجليس. وقد نجح هذا المطرب رغم الإعاقة السمعية في توقيع عقد مع إحدى شركات الإنتاج المشهورة.
و جاء سينمارك للمشاركة في هذا الحفل حاملا معه رسالة إلى الصم والبكم، تحثهم على الثقة بإمكانياتهم وعدم الاستسلام، ويقول في هذا الصدد:" عندما كنت طفلا صغيرا كان أصدقائي ومعلمي يقولون لي إنه ليس بمقدوري العمل في مجال الموسيقى . والآن أنتم تشاهدون بأنفسكم، فأنا رغم الإعاقة موجود أغني في حفل موسيقى هنا في برلين".
وقد شكل عرض سينمارك ذروة هذا الحفل، حيث تقاسم مع مغني الراب "براندون" الأدوار. ففي الوقت الذي كان سينمارك يغني ويرقص الراب بلغة الإشارة، كان براندون يترجم ذلك إلى كلمات. وهو ما تفاعل معه الجمهور الحاضر سواء من الصم أو غيرهم. وهكذا وعلى الرغم من اختلاف لغة التواصل بين الصم والبكم وغيرهم من الجمهور الحاضر فقد وحدتهم لغة أخرى، وهي لغة الرقص والاحتفال.
أكسيل بريمافيزي/ هشام الدريوش
مراجعة: منى صالح