أول لقاء بين ميركل وترامب على خلفية توتر
١٢ مارس ٢٠١٧لم تكشف الحكومة الألمانية عن المسائل التي ستناقش في الاجتماع بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقرر يوم الثلاثاء، لكنها اعتبرت أنه "سيكون فرصة لتبادل وجهات النظر حول مختلف المواضيع الثنائية والدولية وحلف شمال الأطلسي".
ورفضت ميركل التي كانت مقربة جدا من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، "التحدث" أيضا عن مضمون اللقاء. لكنها وافقت على الذهاب إلى واشنطن بصفتها ممثلة للاتحاد الأوروبي الذي قلل ترامب من أهميته في السابق، حتى أنه أعرب عن الأمل في أن يكون خروج بريطانيا منه مثالا يحتذى. وقالت ميركل على هامش قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، "سأشدد بالتأكيد على أن بلادنا وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي هما وجهان لعملة واحدة".
وتنتظر أوروبا اللقاء بفارغ الصبر، وما زالت تتساءل عما إذا كان ترامب ينوي التمسك بالرسالة المطمئنة التي حملها في شباط/فبراير نائب الرئيس مايك بنس حول الطابع الثابت للعلاقة بين ضفتي الأطلسي. وذكرت مجلة "دير شبيغل" أن رئيسي شركتي "سيمنس" و"بي.ام.دبليو" العملاقتين، سيرافقان المستشارة "للمساعدة في إيجاد أجواء جيدة للنقاشات" و"تسليط الضوء على فرص العمل (الأميركية) المتوافرة" بفضل الاستثمارات الألمانية.
وكان ترامب هدد مؤسسات في طليعتها "بي.ام.دبليو" برسوم جمركية مرتفعة على مبيعاتها التي تنتجها في المكسيك. وتعرب "دير شبيغل" عن اعتقادها بأنه "إذا كانت الإدارة الأميركية جادة على صعيد الرسوم الجديدة، فان المستشارة قد أعدت مجموعة من التدابير الانتقامية".
من جهته، لم يقدم البيت الأبيض معلومات كثيرة عن المحادثات وذكر مسؤول أنها ستكون "ودية" و"تركز على المجالات التي يمكننا التعاون فيها". وسيشدد الرئيس ترامب مرة أخرى على ضرورة أن يزيد شركاؤه في الحلف الأطلسي النفقات العسكرية. وقال المسؤول الأميركي إن ترامب يريد أيضا الاستفادة من "تجربة" المستشارة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما لا تزال النوايا الأميركية حيال موسكو تتسم بالغموض.
شخصيتان متناقضتنان
وكانت الاتصالات بين ترامب وميركل محدودة جدا حتى الآن. وقد اقتصرت على اتصال هاتفي بروتوكولي جدا بعيد تولي ترامب مهام منصبه. لذا، فان التناقض بين هاتين الشخصيتين مثير جدا للاهتمام.
ففي الشكل، عندما يسترسل ترامب في الخطب المرتجلة على تويتر، تعتمد المستشارة الألمانية التحفظ حتى الضجر من خلال استخدام عبارات طابعها الاتزان الشديد. وفي المضمون، تعرب المستشارة عن اقتناعها بالحلف الأطلسي والتبادل الحر، أما الرئيس الأميركي فينادي بـ "أميركا أولا"، مرفقا شعاره هذا بالتشديد على تدابير حمائية.
وقبيل تولي مهامه، وجه ترامب انتقادا شديد اللهجة إلى ميركل و"الخطأ الكارثي" الذي اقترفته العام 2015 عندما فتحت أبواب بلادها لاستقبال مئات آلاف اللاجئين. واتهم برلين أيضا بأنها حولت الاتحاد الأوروبي "أداة لألمانيا". وفي نهاية كانون الثاني/يناير، اعتبر أحد المقربين منه، بيتر نافارو أن برلين "تستغل ما تبقى" من شركائها، من خلال ضمان فائضها التجاري القياسي بواسطة يورو "تم تسعيره بأقل من قيمته إلى حد كبير".
ومن المتوقع أن تطلع المستشارة التي تؤيد التعددية، الرئيس الأميركي على أولويات رئاستها لمجموعة العشرين، تمهيدا لقمة هامبورغ في تموز/يوليو. وفي هذا المجال، تريد المستشارة أن تشدد على التعاون الدولي والمساعدة في التنمية، لكن هذين الموضوعين لا يشكلان أولوية لدى إدارة ترامب.
ورفض المتحدث باسم ميركل الرد على السؤال إذا ما كانت ستطرح مسألة احترام الحريات، فيما كانت المستشارة ذكرت ترامب غداة انتخابه، بأهمية "الديمقراطية" و"كرامة الإنسان بمعزل عن لونه وديانته وجنسه وميوله الجنسية أو معتقداته السياسية".
س.ك/ط.أ (أ.ف.ب)