على الرغم من القيود المشددة والحراسة والسياج الحدودي أصبح طريق الهروب عبر بيلاروسيا إلى بولندا مسارا رئيسيا. يعتبر هذا الطريق أكثر أمانا، مقارنة بعبور البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، إلا أن العديد من اللاجئين يلقون حتفهم هنا في طريقهم إلى أوروبا. يفقدون أرواحهم في الغابات والمستنقعات بين بولندا وبيلاروسيا، على بعد آلاف الكيلومترات من بلدانهم الأصلية وعائلاتهم اليائسة التي غالبا لا تعرف ما حلّ بأحبتهم. تقدم مجموعة من سكان منطقة بودلاسكي الحدودية العون في معرفة مصير المفقودين والتعرف على الموتى. هذا الفيلم يرافق عائلة محمد صباح في بحثها عنه. في خريف 2021غادر محمد منزله في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي. وفي نوفمبر 2021 وجد نفسه عالقا في المنطقة المحايدة بين بولندا وبيلاروسيا. بعدها ببضعة أسابيع أعاده حرس الحدود البولندي إلى بيلاروسيا. تواصل محمد مع عائلته آخر مرة بداية شهر ديسمبر 2021 من خلال عمه ريكو، الذي يعيش في لندن منذ 15 عاما. واختفى أثره تماما بعدها إلى أن ظهر في أكتوبر 2022 مقطع فيديو يُظهر شخصا يعبر السياج الحدودي إلى بولندا، يُعتقد أنه محمد. كل الآمال معقودة الآن على العم ريكو الذي يتواصل مع السلطات والمنظمات غير الحكومية نيابةً عن العائلة ويسافر إلى بولندا بحثا عن أي أثر له. كل ما تتمناه عائلة محمد في أربيل هو أن يكون حيا يرزق. كما يريد والداه، على أقل تقدير الحصول على إجابة حول مصير ابنهما.