القضاء الألماني يبدأ النظر في ملف تسليم بوجديمون
٢٦ مارس ٢٠١٨خرج حوالي 50 ألف شخص إلى الشوارع في مدينة برشلونة الإسبانية، في وقت متأخر من يوم الأحد، وذلك عقب احتجاز الزعيم الانفصالي السابق لإقليم كتالونيا كارليس بوجديمون في ألمانيا. وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الشرطة في العاصمة الإقليمية في برشلونة أطلقت أعيرة نارية تحذيرية في الهواء واستخدمت الهراوات ضد المحتجين.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو، نشرت عبر الإنترنت، متظاهرين يرمون أشياء على الشرطة وهم يسيرون من مكتب المفوضية الأوروبية إلى القنصلية الألمانية. وتم القبض على أكثر من 92 شخصاً وأربعة متظاهرين على الأقل. وأصيب سبعة أشخاص في تجمع صغير في مدينة لاردة كما أصيب آخر في تاراجونا.
وقالت منظمة (إيه.إن.سي) الانفصالية واسعة النفوذ، التي دعت إلى المظاهرة: "نحن نطالب ألمانيا بعدم تسليم الرئيس بوجديمون إلى إسبانيا لجرائم مختلقة لأسباب سياسية". ورفع الكثير من المتظاهرين لافتات صغيرة حملت عبارات بالألمانية: "حرروا رئيسنا، ولا تكونوا أعواناً"، فيما رفع آخرون أعلام الاستقلال وماسكات بوجديمون كعلامة على التأييد.
هل ستسلمه ألمانيا لإسبانيا؟
وتم إلقاء القبض على بوجديمون، المطلوب من السلطات الإسبانية بتهم التمرد، بعد عبوره الحدود إلى ألمانيا. وأيد بوجديمون استفتاءً، عُقد في تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي، يسعى إلى استقلال كاتالونيا عن إسبانيا. والذي اعتبرته الحكومة المركزية غير قانوني، لكن بوجديمون، الذي كان رئيسا للإقليم وقتها، مضى قدما في عقد الاستفتاء على أي حال. وتم عزل بوجديمون من منصبه نهاية تشرين أول/أكتوبر العام الماضي وفر إلى بلجيكا لتجنب توجيه اتهامات بإثارة الفتنة والتمرد، بينما حلت مدريد الحكومة في كاتالونيا. وتم اعتقال بوجديمون في ألمانيا بناء على مذكرة اعتقال أوروبية.
ومن المنتظر أن يمثل بوجديمون اليوم الاثنين، أمام قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية المختصة في ولاية شلزفيغ هولشتاين شمالي ألمانيا، من أجل البت في وضعه في سجن الترحيل، أما من سيحدد ما إذا كان ترحيله إلى إسبانيا قانونيا فهي محكمة الولاية العليا في شلزفيغ هولشتاين.
وفي حوار مع موقع "شبيغل أونلاين" نشر صباح اليوم الإثنين (26 مارس/ آذار) قال قاضي الجنايات الألماني مارتين هيغر إنه مقتنع بأن "ألمانيا ليس لديها خيار آخر سوى تسليم بوجديمون للقضاء الإسباني".
ص.ش/ م. س (د ب أ)