إحياء الذكرى الستين لتحرير معسكر الإبادة بوخنفالد
شارك المستشار الألماني غيرهارد شرودر ورؤساء حكومات الولايات الألمانية في احتفال مركزي أقيم أمس في مدينة فايمار بمناسبة الذكرى الستين لتحرير معسكر الإبادة النازي "بوخنفالد" من قبل الجيش الأمريكي. وشارك في الاحتفال المهيب أيضاً 500 معتقل سابق من أكثر من 26 دولة. وقد تبعه وضع أكاليل من الزهور على ضريح ضحايا المعسكر الذي كان يبعد 8 كيلومترات عن فايمار.
معسكر "بوخنفالد" رمز للبشاعة النازية
دخل معسكر "بوخنفالد" التاريخ كأحد أكبر معسكرات الإبادة النازية وأكثرها بشاعة على الإطلاق. وتم إرساءه في يوليو/ تموز 1937، وعمل رئيس الوحدات النازية الخاصة هيرمان بيستر مديراً له. أما إسم "بوخنفالد" فقد أطلقه هاينريش هملر، أحد كبار مخططي جرائم الحقبة النازية عليه في نفس العام. ومن المعروف أن معسكر "بوخنفالد" كان مقسماً إلى قسمين، أحدهما "كبير" خُصص للمعتقلين الذين أجبروا على العمل القسري، والآخر "صغير" خُصص لعزل المعتقلين، تم تحول في بداية عام 1945 إلى معسكر للإبادة المنظمة. ويقدر عدد المعتقلين الذين لقوا حتفهم فيه نظراً للظروف المعيشية البشعة بأكثر من 43.045 معتقلاً.
والجدير بذكره في هذا السياق أن المعتقلين الأوائل اللذين تم إحتجازهم فيه كانوا معارضين سياسيين لإستبداد الحكم النازي، وفيما بعد تم إعتقال عدد كبير من اليهود، و"رافضي العمل"، وكذلك العديد من مواطني الشعوب "غير الآرية" الأخرى مثل الغجر.
مسئولية ألمانيا جزء من هويتها الديمقراطية
شدد المستشار الألماني غيرهارد شرور في الخطاب الذي ألقاه في إطار الاحتفال المركزي أمس على أن التذكير بضحايا الحقبة النازية ومسئولية ألمانيا تجاههم يبقيان "واجباً أخلاقيا" و"جزءاً من الهوية الألمانية الديمقراطية". وأضاف:"إن جذور ما تم تشييده في الخمسين عاماً الأخيرة تعود إلى التصميم على عدم السماح بتكرار ذلك". ومن المعروف أن تبني ألمانيا بعد تحريرها من براثن النازية للمسئولية التاريخية تجاه ضحايا هذه الحقبة الظالمة في تاريخها وضع حجر الأساس لعودتها إلى المجتمع الدولي.
ويأتي هذا الـتأكيد الذي لا لبس فيه في ظل تزايد المخاوف من عودة الأحزاب النازية إلى الحياة السياسية الألمانية. ويمثل هذا الأمر تحدياً كبيراً وجديداً من نوعه للتجربة الديمقراطية في البلاد. ويكمن جوهر خطورة هذا التطور في التحسن الملحوظ في عمل هذه الأحزاب على الصعيد التنظيمي. كم يكمن في محاولاتها استغلال الخوف المنتشر من ارتفاع معدلات البطالة لكسب المزيد من المؤيدين لأيدلوجيتها الشمولية وفرض نفسها بصفتها تشكل جزءاً من المجتمع وهمومه.