Wassernotstand in Nahost
٢٧ مايو ٢٠١١قدم رجل الأعمال السعودي، عبد الله علي المجدوي، إلى ألمانيا مع وفد اقتصادي سعودي بهدف تعميق العلاقات التجارية القائمة مع شركات ألمانية وبحث فرص إقامة مشاريع جديدة. رجل الأعمال السعودي يعتبر أن هناك متسعا كبيرا للاستثمار في المملكة العربية السعودية التي تشهد نموا سكانيا بمعدل 3 في المائة سنويا من مجموع 28 مليون نسمة تقل أعمار ثلثهم عن 20 سنة، ويقول في هذا السياق: "لدينا أقوى اقتصاد في المنطقة وسيصل الناتج القومي الإجمالي لدينا هذا العام إلى 520 مليار دولار". وقد أضحت السعودية بالفعل حقل استثمارات خصب، خصوصا في مجال تطوير البنية التحتية التي أنشأت خلال الـ 30 عاما الماضية والتي باتت اليوم بحاجة إلى تحديث وترميم، علما أن المملكة تتوفر على سيولة نقدية كبيرة لتمويل مثل هذه المشاريع".
دعوة لمؤسسات الصناعة الألمانية
وضمن سعيه لاستقطاب الشركات الألمانية للاستثمار في السعودية قال المجدوي: "ندعو الشركات الألمانية للمشاركة في نمونا الاقتصادي والانخراط معنا". وللسعودية، وهي أكبر منتج للنفط في العالم، خطط طموحة لبناء اقتصاد حديث قادر على المنافسة دوليا. بيد أن تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى إمدادات كافية من المياه مصحوبة بإدارة جيدة لهذه الموارد. ولحل هذه المشكلة تعمل الهيئة الألمانية للتعاون الدولي ( GIZ) وبالتعاون مع مركز هيلمهولتز لأبحاث البيئة في مدينة لايبتسيغ والجامعة التقنية في مدينة دارمشتات وشركة الاستشارات "Dornier"، تعمل حاليا في السعودية على تطوير أحد أكبر نماذج المياه الجوفية الرقمية في العالم.
ويوضح راندولف راوش، المدير الفني لدى الهيئة الألمانية للتعاون الدولي ( GIZ) أنه ينبغي دراسة كمية المياه المتبقية في طبقات المياه الجوفية تحت الأرض بشكل شامل من أجل ضمان استغلال مستدام لهذه الموارد. ويضيف بالقول: "علينا في البداية التعرف على كمية المياه الجوفية المتبقية"، مشيرا في هذا السياق إلى أن هذه المياه التي يتم استخراجها واستغلالها حاليا، هي "مياه جوفية أحفورية" مشكلة من قطرات المياه التي تعود للعصر الجليدي الأخير حين كان المناخ الرطب يسود المنطقة، لكن هذه المياه مهددة بالنفاد. وعليه فإن الحكومة السعودية حسب راوش مدعوة للتفكير بامعان فيما إذا كانت ترغب في استغلال المياه المتبقية وفي الكيفية التي ينبغي أن يتم بها ذلك. وهو ما ينبغي أيضا على الدول العربية الأخرى القيام به.
سوء استغلال المياه
غالبا ما تُهدر المياه الثمينة أو تُستخدم بشكل غير صحيح. ففي ألمانيا تبلغ كمية المياه التي يستهلكها الفرد الواحد سنويا حوالي 57 متر مكعب، في حين تبلغ هذه الكمية في المملكة العربية السعودية ومصر والعراق والكويت نحو 70 متر مكعب في المتوسط. أما في لبنان وليبيا والإمارات العربية المتحدة فتصل كميات المياه التي يستهلكها الفرد الواحد إلى حدود 100 متر مكعب.
ويدرك بيرند كورده، رئيس مجلس إدارة شركة Lahmeyer International الألمانية المتخصصة في مجال إدارة الموارد المائية في المنطقة العربية، سبب الاستهلاك المرتفع للمياه في هذه الدول. ويعزو ذلك إلى أنه في بعض المدن العربية تهدر نحو 60 في المائة من المياه الموزعة عبر شبكة أنابيب المياه. كما يرى أنه ينبغي في الدولة الغنية أن يصبح أمرا بديهيا معالجة مياه الصرف الصحي، فضلا عن استبدال الآلات المنزلية بأخرى موفرة للمياه.
الطاقة الشمسية لتشغيل محطات تحلية مياه البحر
تعتمد المملكة العربية السعودية ودول أخرى في المنطقة بشكل متزايد على محطات تحلية مياه البحر لتوفير المياه النظيفة. وحتى وقت قريب، كانت هذه المحطات تثير الانتقاد لكونها تستهلك كميات كبيرة من الطاقة. لكن بات من الممكن الآن تفادي ذلك من خلال تزويدها بنظم الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة اللازمة لتشغيل هذه المحطات.
فالشركات الألمانية مثل "Freiburger Firma Soitec" تملك خبرة كبيرة على حد تعبير يان دولباوم ممثل الشركة في الشرق الأوسط والأدنى. ويضيف بالقول: "تكنولوجيا الطاقة الشمسية هي تكنولوجيا متطورة أثبتت كفاءتها، وفي المناطق التي تشرق فيها الشمس على مدار السنة فإن هذه التكنولوجيا تعد على المدى البعيد الوسيلة الأقل تكلفة لتوليد الكهرباء".
زابينه كينكارت/ طارق أنكاي
مراجعة: محمد المزياني