إدانة دولية للهجوم على قوات اليونيفل في جنوب لبنان
٢٥ يونيو ٢٠٠٧أثار أول هجوم على قوات الأمم المتحدة المتواجدة في لبنان يسقط فيه قتلى منذ حرب الصيف بين إسرائيل وحزب الله في العام الماضي موجة من الإدانات الدولية، خاصة من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا. كانت سيارة مفخخة قد انفجرت بجنوب لبنان أمس الأحد 24 يونيو/حزيران، ما أسفر عن مقتل خمسة وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة. ضحايا الانفجار كانوا من أفراد الكتيبة الأسبانية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان التي تخدم على الحدود بين لبنان وإسرائيل (اليونيفيل). وقال مصدر الشرطة إنه عثر في الموقع على بقايا سيارة طراز رينو بداخلها رفات بشرية.
وزير الدفاع الأسباني: "الهجوم اعتداء مدبر"
ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأسبانية في مدريد مساء أمس وفاة جندي أسباني سادس يخدم ضمن قوة اليونيفيل متأثرا بجروح أصيب بها خلال الانفجار الذي وقع بالأمس. ووصف وزير الدفاع الأسباني خوسيه أنطونيو ألونسو الانفجار بأنه اعتداء مدبر، مشيرا إلى أنه وقع خلال أداء الجنود لدورهم في ساحة الواجب. وتوجه وزير الدفاع الأسباني خوسيه أنطونيو ألونسو في وقت مبكر من اليوم الإثنين إلى بيروت على متن طائرة عسكرية.
الانفجار وقع عشية زيارة قائد الشرطة ورئيس الحرس المدني الأسباني خوان ميسكيدا إلى لبنان لتفقد القوات الأسبانية بقاعدة ميجيل دي ثربانتس بجنوب البلاد. وبمقتل الجنود الستة ترتفع خسائر القوات الأسبانية العاملة في الخارج إلى 135 قتيلا منذ بداية مشاركة أسبانيا ضمن قوات حفظ السلام عام 1989.
تورط فتح الإسلام؟
لم تعلن أية جهة مسئوليتها عن الهجوم الذي حدث بالأمس، إلا أن جماعة "فتح الإسلام" والقوى الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة التي تخوض معارك مع الجيش اللبناني منذ 20 من شهر أيار/مايو الماضي عند مخيم نهر البراد للاجئين الفلسطينيين قد هددت باستهداف قوات يونيفيل في جنوب لبنان بدعوى اتهامها بمساعدة الجيش اللبناني في قصف مواقعهم في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين. وبعد أيام عثر على عبوة ناسفة صغيرة في صور قرب مسبح يرتاده أفراد قوة اليونيفل. ومنذ بدء القتال في نهر البارد، وضعت قوة اليونيفل في حالة تأهب وشيدت جدران مقاومة للانفجارات حول بنايات تضم وكالات الأمم المتحدة في وسط بيروت.
جدير بالذكر أن القائد السابق لقوة اليونيفيل قال هذا العام ان المتشددين الإسلاميين السنة يشكلون مصدر القلق الأمني الأكبر.ومن جانبها ذكرت صحيفة "ال بايس" الأسبانية الصادرة اليوم الإثنين 25 يونيو/حزيران أن وزارة الدفاع في مدريد حملت جماعة "فتح الإسلام" الفلسطينية المسئولية عن تنفيذ عملية التفجير.
إدانة لبنانية ودولية
وسارع السياسيون اللبنانيون الى إدانة الانفجار الذي وصفه سعد الحريري، زعيم التحالف الحكومي المدعوم من الغرب، بانه "عمل إرهابي خطير يستهدف امن لبنان كله وليس قوات الطوارئ الدولية فحسب." كما أدان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الهجوم في اتصال هاتفي بنظيره الأسباني.
وفي باريس قالت كوندوليزا رايس في إدانتها للهجوم على الجنود الأسبان: "أنضم إليكم في شجب أي هجوم على قوات حفظ السلام". ووصف حزب الله الشيعي الهجوم بأنه يساهم في زعزعة استقرار لبنان.، كما جاء في بيان لحزب الله أذاعه تلفزيون المنار: "الانفجار يضر بأهل الجنوب ولبنان ويساهم بالمزيد من العبث بأمن واستقرار لبنان وجنوبه المقاوم".
وعبرت إسرائيل عن أسفها لسقوط قتلى وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك ريجيف: "إسرائيل في اتصال مباشر مع اليونيفل ومع الحكومة الاسبانية وقد عرضنا اي وكل المساعدة الممكنة".