إسرائيل تأسف لمقتل مصريين على حدودها وتتعهد بإجراء تحقيق

في محاولة لتهدئة الأزمة المتفاقمة بين مصر وإسرائيل أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن "أسف بلاده" لمقتل خمسة أفراد من الأمن المصري خلال مطاردة مرتكبي سلسلة الاعتداءات أول أمس الخميس (18 آب/ أغسطس 2011). وأضاف أنه أصدر توجيهات إلى الجهات المختصة بإجراء تحقيق مسهب في الموضوع، ثم إجراء تحقيق مشترك مع الجهات المصرية المختصة.

وتابع باراك بقوله إنه ينظر ببالغ القلق إلى سلسلة الاعتداءات الأخيرة التي انطلقت من قطاع غزة مشيراً إلى أن معظم مرتكبيها والمسؤولين عنها قد قتلوا. وأكد رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد السبت (20 آب/ أغسطس 2011) أن العلاقات مع مصر هي علاقات سلام تعتمد على التحاور المستمر وتعتبر ذخراً استراتيجياً بالنسبة لإسرائيل.

من ناحية أخرى ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن قوات المراقبة الدولية العاملة في سيناء أكدت أن تل أبيب "ارتكبت مخالفتين" داخل شبه جزيرة سيناء. وأضافت الوكالة أن قوات المراقبة الدولية أوضحت في تقرير أعدته حول مقتل خمسة من أفراد الأمن المصريين أن "مخالفتي إسرائيل تمثلتا في اجتياز الحدود، وإطلاق الرصاص في الجانب المصري" عند العلامة رقم 79 بمنطقة النقب بوسط سيناء.

جهود لاحتواء الموقف

كما وصل إلى القاهرة شالوم كوهين، السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر، ومستشار من السفارة الإسرائيلية في القاهرة لعقد اجتماع مع السفير حسام زكي في أعقاب الاحتجاجات المصرية الرسمية والشعبية. ويشغل كوهين حالياً منصب مسؤول ملف العلاقات المصرية في الخارجية الإسرائيلي. وقد رفضت مصر دخول كوهين ومرافقه من صالة كبار الزوار، كما تعودا قبل أحداث سيناء في أول رد فعل مصري غاضب على الأحداث الأخيرة.

وتظاهر المئات خارج السفارة الإسرائيلية في القاهرة مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي ومنددين بالدولة اليهودية. ومن جانبه قال رئيس الوزراء المصري عصام شرف إن "دم الإنسان المصري أغلى من أن يذهب بلا رد". وقال شرف في رسالة نشرها على صفحته الرسمية على فيسبوك: "إن ما كان مقبولاً في مصر ما قبل الثورة، لن يكون مقبولاً في مصر ما بعد الثورة" في إشارة إلى سقوط نظام حسني مبارك الذي كان معروفاً بعلاقته الجيدة مع إسرائيل.

وكان رئيس الأركان المصري سامي عنان قد توجه إلى سيناء الجمعة للتحقيق في مقتل خمسة من قوات الأمن المصري، وذلك بعد أن وردت تقارير متضاربة من الجيش والشرطة في مصر بشأن ملابسات الحادث الذي قتل فيه المصريون. وفي تلك الأثناء يباشر الجيش المصري عملية لمدة أسبوع في سيناء للقبض على المسلحين الإسلاميين المشتبه في مسؤوليتهم عن هجمات على الشرطة المصرية وعلى أنبوب نقل الغاز إلى إسرائيل.

(س. ج / د ب أ، رويترز، أ ف ب)

مراجعة: عماد غانم