1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار ومخاوف من "حرب أوسع"

٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤

رفضت إسرائيل دعوات دولية لوقف إطلاق النار مع حزب الله فيما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي القوات بمواصلة القتال في لبنان بـ "كامل قوتها". يأتي ذلك في الوقت الذي اعترض فيه الجيش الإسرائيلي صاروخاً أُطلق من اليمن.

https://p.dw.com/p/4l8nf
دخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي على مرجعيون اللبنانية، بالقرب من الحدود مع إسرائيل
قالت وزارة الصحة اللبنانية إن طائرة حربية إسرائيلية قصفت مشارف العاصمة بيروت مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 15 بينهم امرأة في حالة حرجةصورة من: Karamallah Daher/REUTERS

رفضت إسرائيل أمس الخميس دعوات دولية لوقف إطلاق النار مع جماعة حزب الله اللبنانية في تحدٍّ للولايات المتحدة أكبر حلفائها، وواصلت غاراتها التي قتلت المئات في لبنان وزادت المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة.

ورغم موقف إسرائيل، سعت الولايات المتحدة وفرنسا إلى الإبقاء على احتمالات التوصل إلى هدنة مدتها 21 يوما قائمة، وقالتا إن المفاوضات مستمرة بما في ذلك على هامش اجتماع الجمعية العامة بالأمم المتحدة في نيويورك.

والتقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر وأبلغه بأن المزيد من التصعيد للصراع في لبنان سيزيد فقط من صعوبة عودة المدنيين إلى ديارهم على جانبي الحدود، حسبما ذكرت وزارة الخارجية في بيان لاجتماعهما.

رفض إسرائيلي

إلى ذلك، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة (27 سبتمبر/أيلول 2024)، إن فرقاً إسرائيلية عقدت اجتماعات لمناقشة مقترحات أمريكية لوقف إطلاق النار مع لبنان أمس الخميس وستواصل المناقشات في الأيام المقبلة، مضيفاً أنه يقدر الجهود الأمريكية.

وذكر في بيان "اجتمعت فرقنا (الخميس 26 سبتمبر) لمناقشة المبادرة الأمريكية وكيف يمكننا المضي قدماً في الهدف المشترك المتمثل في إعادة السكان بأمان إلى ديارهم. وسنواصل هذه المناقشات في الأيام المقبلة".

 وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانا أمس الخميس، تزامنا مع سفر نتانياهو إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، جاء فيه بأن "رئيس الوزراء أمر القوات الإسرائيلية بمواصلة القتال في لبنان بكامل قوتها". وأضاف البيان "إسرائيل تقدر الجهود الأمريكية في هذا الصدد لأن دور الولايات المتحدة لا غنى عنه في دفع الاستقرار والأمن في المنطقة".

من جهته، قال نتنياهو للصحفيين لدى هبوط طائرته في الولايات المتحدة حيث سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الجيش سيواصل ضرب حزب الله "بكل قوة ولن نتوقف حتى نحقق جميع أهدافنا، وأولها وقبل كل شيء إعادة سكان الشمال بأمن إلى منازلهم". وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة إكس "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال".

ويبدد الموقف الإسرائيلي الآمال في التوصل إلى تسوية سريعة.

في المقابل، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في إفادة صحفية أمس الخميس إن إسرائيل "أُبلغت بشكل كامل بكل كلمة" وردت في مقترح وقف إطلاق النار، وإن الحلفاء يتوقعون أن يتم أخذه على محمل الجد. فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يعتقد أن رفض إسرائيل ليس نهائيا. وأضاف للصحفيين في كندا "سيكون من الخطأ أن يرفض رئيس الوزراء ذلك لأنه سيتحمل مسؤولية التصعيد الإقليمي".

إسرائيل تواصل قصف لبنان

ميدانيا، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن طائرة حربية إسرائيلية قصفت مشارف العاصمة بيروت مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 15 بينهم امرأة في حالة حرجة. وبذلك يرتفع عدد القتلى نتيجة الضربات التي وقعت مساء الأربعاء وأمس الخميس إلى 28 وأكثر من 600 قتيلا منذ يوم الاثنين.

وقال حزب الله إن الغارة قتلت محمد سرور قائد إحدى وحدات القوة الجوية للجماعة ليكون بذلك أحدث قيادي كبير يتم استهدافه ضمن سلسلة اغتيالات وقعت خلال الأيام الماضية.

 من جانبه، -دعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب في مناشدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الخميس إلى إنهاء العنف في الشرق الأوسط.

وقال بو حبيب في كلمته:"هذا وضع يتطلب تدخلا دوليا عاجلا قبل أن تتصاعد الأمور إلى مستوى خارج عن السيطرة، مما يجعل هذه الأزمة مستحيلة الاحتواء". وأضاف: "مستقبل شعبنا وازدهارنا في خطر".

لماذا قبلت إيران بهدنة بايدن.. ورفضتها إسرائيل؟

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أن مقاتلات قصفت بنية تحتية على الحدود اللبنانية السورية لوقف نقل أسلحة من سوريا إلى حزب الله في لبنان. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن معظم قتلى أمس الخميس سوريون وسقطوا في بلدة يونين في سهل البقاع. ويعيش نحو 1.5 مليون سوري في لبنان بعدما فروا بسبب الحرب الأهلية في بلادهم.

وعلى الجانب الآخر من الحدود مع لبنان، أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبا يحاكي توغلا بريا في لبنان، فيما قد يمثل مرحلة تالية محتملة بعد الغارات الجوية المتواصلة وتفجيرات أجهزة الاتصالات.

وقال قائد القوات الجوية الإسرائيلية الميجر جنرال تومر بار أمس الخميس إن سلاح الجو يخطط لدعم القوات في حالة حدوث عملية برية وسيوقف أي عمليات نقل أسلحة من إيران.

وأضاف في حديثه للجنود حسبما جاء في مقطع مصور نشره الجيش الإسرائيلي "نستعد جنبا إلى جنب مع القيادة الشمالية لمناورة برية. مستعدون، إذا جرى تفعيلها. هذا قرار يتعين اتخاذه من القيادة العليا".

وتتعهد إسرائيل بإعادة الأمن لشمالها من أجل عودة الآلاف من السكان إلى المجمّعات التي نزحوا منها بسبب الهجمات التي ظلت جماعة حزب الله تشنها طيلة عام عبر الحدود لدعم المقاتلين الفلسطينيين في غزة.

مخاوف من الانزلاق لحرب أوسع

ووسط هذه التطورات، حذر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن القتال بين إسرائيل وحزب الله قد ينزلق إلى حرب أوسع "لا يمكن لأحد السيطرة عليها".

وذكرت وكالة بي إيه ميديا البريطانية أن ستارمر ناشد في كلمته الطرفين للتراجع عن الوصول إلى الهاوية والاتفاق على وقف إطلاق النار بعد تصاعد الاشتباكات عبر الحدود اللبنانية.

وشدد على ضرورة حدوث منع نزاع إقليمي في الشرق الأوسط، قائلاً:"المزيد من التصعيد لا يخدم أحداً"، مضيفاً :"أدعو إسرائيل وحزب الله. أوقفوا العنف. تراجعوا عن الهاوية". وأضاف: "نحتاج إلى رؤية وقف فوري لإطلاق النار لتوفير مساحة للتسوية الدبلوماسية، ونعمل مع جميع الشركاء لتحقيق ذلك".

مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعقد اجتماعًا طارئًا بشأن لبنان بينما تستمر الضربات الإسرائيلية في 25 سبتمبر 2024، في مدينة نيويورك
حذر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن القتال بين إسرائيل وحزب الله قد ينزلق إلى حرب أوسع "لا يمكن لأحد السيطرة عليها".صورة من: Selcuk Acar/Anadolu/picture allianzce

وحذر من أن البديل هو "معاناة أكثر للناس الأبرياء من جميع الأطراف وآفاق حرب أوسع لا يمكن لأحد السيطرة عليها، مع عواقب لا يمكننا التنبؤ بها". وفيما يتعلق بالأزمة الإنسانية، قال: "إنه من العار علينا جميعا أن يستمر تزايد المعاناة في غزة".

بدوره، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بأن المزيد من التصعيد للصراع في لبنان سيزيد فقط من صعوبة عودة المدنيين إلى ديارهم على جانبي الحدود، حسبما ذكرت وزارة الخارجية في بيان لاجتماعهما.

وفي لندن، حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن من خطر اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، لكنه أضاف أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا. وقال "لذلك دعوني أوضح.. بوسع إسرائيل ولبنان اختيار مسار آخر، وعلى الرغم من التصعيد الحاد في الأيام القليلة الماضية، فإن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا".

صاروخ يمني يستهدف تل أبيب

وفي خبر ذي صلة، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخا أُطلق من اليمن بعد سماع صفارات إنذار وانفجارات. وذكر الجيش في بيان "بعد صفارات الإنذار التي دوت في وسط إسرائيل، تم اعتراض صاروخ سطح-سطح أُطلق من اليمن بنظام حيتس خارج الأراضي الإسرائيلية".

وأضاف "لا يوجد حاليا أي تغيير في المبادئ التوجيهية الدفاعية لجيش الدفاع الإسرائيلي".

يذكر أنه في يوليو/تموز، أطلق الحوثيون طائرة مسيرة على تل أبيب لأول مرة مما أدى إلى مقتل رجل وإصابة أربعة. ورداً على ذلك، شنت إسرائيل غارات جوية على أهداف عسكرية للحوثيين بالقرب من ميناء الحديدة أسقطت ستة قتلى وأصابت 80.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أطلق الحوثيون صاروخا وصل إلى وسط إسرائيل التي قالت إنها اعترضته.

ع.ح/و.ب (رويترز ، د ب أ)