إسرائيل تصعّد ضد حماس..وتحذيرات من كارثة إنسانية في غزة
٩ أغسطس ٢٠١٨قالت إسرائيل إن إطلاق الصواريخ من غزة على قراها وبلداتها القريبة من حدود القطاع استمر طيلة الليلة الماضية ولذا تعتزم السلطات إجراء عملية إجلاء لسكان المناطق المهددة بشكل أكبر، حسب تقارير إعلامية. وكانت عمليات إطلاق الصواريخ من غزة قد بدأت يوم الأربعاء واستمرت طيلة ليلة الخميس في تصعيد خطير، حسب التعبير الإسرائيلي، في وقت تجري فيه مشاورات بين الجانبين، حماس وإسرائيل، بوساطة مصرية للتوصل إلى اتفاق تهدئة مستدامة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى تعليقا على التصعيد الأخير إن حماس ستعرف في الساعات القادمة بأن هذا الاتجاه في التطور ليس الاتجاه الذي ترغب في التوغل فيه. وشهدت الليلة الماضية قصفا إسرائيليا واسعا لمناطق مختلفة في غزة.
من جانبه، أكد قيادي في حركة حماس الأربعاء أن محادثات تتوسط فيها الأمم المتحدة ومصر للتوصل إلى اتفاق لتهدئة التوتر بين إسرائيل وقطاع غزة "في مرحلة متقدمة". وأدلى نائب إسرائيلي بتصريحات مشابهة وتوقع إنفراجة بعد مواجهات مستمرة منذ أربعة أشهر أثارت تهديدات متبادلة بالحرب.
وقال الجيش الإسرائيلي إن العنف الليلة الماضية بدأ بإطلاق متشددين الرصاص على مركبة إسرائيلية مما دفع الجنود الإسرائيليين للرد بقذائف الدبابات. وفي وقت لاحق، أطلق فلسطينيون 36 صاروخا على الأقل عبر الحدود، وردت الطائرات الإسرائيلية بضرب نحو 12 هدفا في غزة.
وقالت إسرائيل إن إسرائيليا أصيب في هجمات الصواريخ. وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن خمسة مدنيين أصيبوا رغم إخلاء المواقع التي استهدفتها الضربات الجوية الإسرائيلية.
وفي غزة، قال مسؤولون فلسطينيون إن عضوا في حماس قتل في الضربات الجوية الإسرائيلية وكذلك امرأة فلسطينية ورضيعها البالغ من العمر 18 شهرا. وأصيب أيضا ما لا يقل عن خمسة مدنيين.
من جانب آخر، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في بيان أثناء الليل "أشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الأخير للعنف بين غزة وإسرائيل، لا سيما من خلال إطلاق الصواريخ المتعددة باتجاه التجمعات السكانية في جنوب إسرائيل". وأضاف أن الأمم المتحدة اشتركت مع مصر في "جهد لم يسبق له مثيل" لتجنب نشوب صراع خطير، لكنه حذر من أن "الوضع يمكن أن يتدهور بسرعة بعواقب مدمرة على الجميع".
إنسانيا، حذر الأردن الليلة الماضية من أن النقص المالي الحاد الذي يواجه وكالة تابعة للأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين يمكن أن يؤدي إلى تأثير "كارثي" على حياة ملايين اللاجئين في المنطقة. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بعد اجتماع مع بيير كراهينبول المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن أزمة الميزانية التي تواجه الوكالة يمكن أن تحرم اللاجئين من خدمات التعليم الأساسية والرعاية الصحية والأمن الغذائي مما سيعمق "معاناة اللاجئين الإنسانية".
ونقل بيان لوزارة الخارجية عن الصفدي قوله "الأونروا تواجه عجزا ماليا خطرا ينذر بتبعات كارثية على اللاجئين، إذا لم يتم سده قبل نفاد المخصصات المالية لدى الوكالة". وواجهت الأونروا أزمة مالية منذ أن خفضت الولايات المتحدة، وهي أكبر جهة مانحة لها، التمويل إذ قدمت 60 مليون دولار فقط من مبلغ 365 مليون دولار الذي تعهدت به هذا العام.
ح.ع.ح/ م.س(أ.ف.ب، رويترز)