إسلام آباد تنفي اتهامات طهران لها بالتورط في الهجوم الانتحاري
١٩ أكتوبر ٢٠٠٩أكدت باكستان اليوم الاثنين (19 أكتوبر /تشرين الأول) للحكومة الإيرانية تعاونها الكامل في التحقيق في تفجير انتحاري وقع أمس في محافظة سيستان وبلوشستان المتاخمة للحدود الإيرانية الباكستانية واستهدف قوات من الحرس الثوري. وأدان الرئيس الباكستاني آسيف علي زرداري بشدة الهجوم الانتحاري ووصفه "بالبربري"، مشدّدا على أن إسلام أباد ستواصل دعم طهران على المستويين الثنائي والإقليمي لـ"كبح جماح التطرف والقضاء على المسلحين"، على حد قوله. كما أكد وزير الداخلية الباكستاني رحمان مالك في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني مصطفى محمد نجار، على "أن بلاده ستبذل كافة الجهود اللازمة للقبض على المتورطين في الهجوم الانتحاري".
باكستان تنفي أي صلة بالهجوم الانتحاري
يأتي ذلك عقب اتهامات وجّهها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى جهات في باكستان بالضلوع في التفجير الانتحاري، قائلاً: "إن بعض رجال الأمن في باكستان يتعاونون مع العناصر الرئيسية في هذا الحادث الإرهابي"، معتبرا أنّه من "حق إيران المطالبة بهم"، وفقا لما جاء في وكالة فارس الإيرانية. ونقلت صحيفة دايلي تايمز ردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية على الاتهامات الإيرانية، بالقول إن "باكستان لا تتورط في أنشطة إرهابية"، لافتا إلى أن بلاده "تبذل كل ما في وسعها لاستئصال هذا الخطر".
على صعيد آخر، أعلن الجنرال محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني، اليوم الاثنين أن إيران ستطلب من باكستان تسليمها عبد المالك ريجي زعيم مجموعة جند الله السنية المتمردة التي تبنت اعتداء أمس الأحد. وقال الجنرال جعفري إن وفدا إيرانيا سيتوجه إلى باكستان لتسليم "دليل لهم لكي يعلموا أن طهران مدركة للدعم الذي يُقدّم لمجموعة جند الله"، وذلك بحسب وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية.
هل هناك علاقة بين مدبري الهجوم والقاعدة؟
وكانت جماعة "جند الله" السنية قد أعلنت أمس الأحد مسؤوليتها عن الهجوم، الذي أسفر عن مقتل العشرات. وتعتقد إيران أن قائد الجماعة، عبد الملك ريجي، يختبئ في باكستان، بينما نفى وزير الداخلية الباكستاني الاتهام الإيراني مؤكّدا أن "المعلومات المتوفرة لديهم تؤكد أن عبد الملك ريجي ليس في باكستان"، وذلك بحسب قناة "جيو" الباكستانية. ووفقا لتقارير إعلامية إيرانية فقد استدعت وزارة الخارجية السفير الباكستاني في طهران وأبلغته "أن لدى إيران دليلا يؤكد أن منفذي الهجوم قادمين من باكستان".
ويعتقد بعض المحللين أن لجماعة جند الله علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة ومسلحي طالبان، مشيرين في الوقت نفسه إلى سهولة التسلل عبر الحدود الإيرانية الباكستانية وذلك نظرا لضعف الحراسة. وأوردت وكالة رويترز للأنباء أن بعض المراقبين يعتقدون أن جماعة جند الله تطورت من خلال تغيير تحالفاتها مع أطراف متعددة. وأضافت رويترز أن ضمن حلفائها طالبان وجهاز المخابرات الباكستاني، الذي اعتبر الجماعة "أداة يمكن استخدامها ضد إيران".
يشار إلى أن عدد القتلى في الهجوم الانتحاري بلغ 41 شخصا على الأقل، من بينهم العديد من كبار القادة المحليين لقوات حرس الثورة، وذلك بحسب آخر حصيلة نشرتها الاثنين وكالة فارس الإيرانية نقلا عن مسؤول قضائي.
(ش.ع / د.ب.أ / رويترز/ أ.ف.ب)
مراجعة: سمر كرم