إشنيات وضفادع ومخلوقات أخرى في مسابقة تصوير للحياة البرية
١٠ أكتوبر ٢٠٢٤تم تطوير وإنتاج مسابقة ومعرض مصوِّر للحياة البرية هذا العام بواسطة متحف التاريخ الطبيعي بلندن. تمثل هذه المسابقة تناغماً كبيراً بين التصوير الفوتوغرافي والعلم والفن. بدأت المسابقة في عام 1965 كمسابقة مجلة بـ 361 مشاركة فقط، ثم تطورت الآن لتصبح واحدة من جوائز التصوير الفوتوغرافي الأكثر شهرة في العالم، إذ تجتذب اليوم أكثر من 45000 مشاركة كل عام مع حضور الملايين من جميع أنحاء العالم لمعرضها المتجول.
حصل المصور الصحفي الكندي شين غروس، المعني بالحفاظ على البيئة البحرية على لقب مصور الحياة البرية لعام 2024 عن صورته لصغار الضفادع، بعنوان "سرب الحياة" التي التقطها أثناء غوصه في بحيرة سيدار في جزيرة فانكوفر، الواقعة في مقاطعة كولومبيا البريطانية. صورة "سرب الحياة" كانت واحدة من ضمن 59228 صورة مشاركة من 117 دولة ومنطقة حول العالم، وهو ما يُعتبر رقماً قياسياً في تاريخ المسابقة.
وصف غروس لقناة "بي بي سي" كيف كان عليه التحرّك بعناية بين الزنابق عبر طبقة رقيقة من الطمي والطحالب في قاع البحيرة، ومع ذلك لم يكن متأكداً مما إذا كان قد حصل على لقطات جيدة إلى حين عودته إلى المنزل.
ووصفت كاثي موران، رئيسة لجنة التحكيم والمحررة هذه الصورة بأنها مليئة بالضوء والطاقة والإحساس بالحركة المتزامنة بين الزنابق وذيول صغار الضفادع، وبيّنت أن ما جمّلَ الصورة أكثر أنها تسلط الضوء على البيئات والأنواعالتي يتم تجاهلها غالباً.
بدورها، فازت المصوّرة الألمانية ألكسيس تينكر-تسافالاس عن فئة 15-17 سنة عن صورتها بعنوان " الحياة تحت الخشب الميت" التي تُظهر حشرة القافزات بالذنب بجانب فطريات العفن الغروي. استخدمت في تصويرها تقنية "تجميع التركيز"، حيث دمجت 36 صورة معاً، ركّزت عدستها على نقطة معينة ومختلفة في كل واحدة منها، وتهدف ألكسيس من خلال صورتها إلى تعريف الناس بوجود هذه الكائنات الصغيرة التي قد لا يتسنَّ لهم مشاهدتها بسهولة.
أما المصور الروسي إيغور ميتيلسكي فقد انتظر أكثر من ستة أشهر لالتقاط هذه الصورة لحيوان الوشَق الذي يصعب رصده عادةً، ولكنه أفلح أخيراً بالتقاط صورة مميزة بعنوان "حدود الوشَق" عن فئة الحيواناتفي بيئتها،. تُظهر الصورة الوشق وهو يتمدد تحت أشعة الشمس في وقت مبكّر من المساء، ويعكس جسدها المتموّج الحياة البرية.
يبلغ عدد الوشق الروسي حوالي 22500 فرد وفق دراسة استقصائية أجريت في عام 2013، بينما يبلغ عددها في أقصى شرق روسيا بما في ذلك تلك الموجودة في بريمورسكي كراي، 5890 فردًا.
وعن فئة النباتات والفطريات فازت صورة شجرة البتولا القديمة الشاحبة بعنوان "إشنيات لحية الرجل العجوز" والتي صوّرها فورتوناتو غاتو أثناء زيارته لغابات الصنوبر القديمة في غلين أفريك في المرتفعات الاسكتلندية، وتشير الخطوط الشاحبة على أغصانها إلى أن هذه المنطقة فيها الحدّ الأدنى من تلوّث الهواء. وتظهر حبوب اللقاح المحفوظة في الرواسب ذات الطبقات أن الغابة موجودة هنا منذ 8300 عام على الأقل.
الصورة بعنوان "لحظة هادئة" تظهر قرداً صغيراً ينام بين وجبتي الطعام بين ذراعي قرد بالغ، التقطها المصوّر هيكادوا لياناج براسانثا خلال استراحته التي كان يقضيها بعد في صباح يوم خصصه لتصوير الطيور والفهود، ولكنه اكتشف فجأة أن زوّارا آخرين أتوا إلى الغابة، وهم مجموعة من قرود المكاك التي تقفز على الأشجار عالياً. وقد فازت هذه الصورة بالجائزة عن فئة سلوك الثدييات.
كما فازت صورة "صراع الأراضي الرطبة" للمصورة كارين أيجنر بالجائزة عن فئة سلوك البرمائيات والزواحف. التقطت أيجنر هذه الصورة أثناء قيادتها جولة سياحية في البرازيل. وأثناء توقفها لتصوير الغزلان رصدت أناكوندا صفراء تلتف حول خطم تمساح ياكاري، وبالرغم من ذلك يصعب معرفة المُعتدي هنا، إذ يتغذى تمساح الياكاري على مجموعة واسعة من الكائنات، من ضمنها الثعابين، في حين أن الأناكوندا تتغذى على الزواحف عندما تصبح أكبر.
وفازت صورة "نمر في المدينة" للمصور روبن داريوس كونز بالجائزة عن فئة الحياة البرية الحضرية. التقط كونز هذه الصورة أثناء عملية تتبع هذا النمر مع فريق وثائقي يصور الحياة البرية في منطقة غاتس الغربية في ولاية تاميل نادو بالهند، ولالتقاط هذه الصورة استخدم طائرة بدون طيار لمراقبة النمر وهو يستكشف أرضه قبل الاستقرار في هذه البقعة منها.
تعتبر المناطق المحمية في منطقة غاتس الغربية، حيث تتم مراقبة النمور، من أكثر المناظر الطبيعية تنوعًا بيولوجيًا في الهند وتضم عددًا ثابتًا من النمور، ولكن انخفضت أعدادها خارج المنطقة بسب التنمية التي خلقت صراعاً بين البشروالكائنات البرية.
تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة ليس الهدف الوحيد للمسابقة، بل تسعى ايضاً إلى تعزيز تصوير الحياة البرية كوسيلة فنية، وتدعم الحياة المهنية لمحترفي التصوير الفوتوغرافي الشباب.
يشار إلى أنه يتم الحكم على الصور المشاركة في المسابقة دون معرفة هوية من التقطها، مع النظر في العمل الاحترافي جنبًا إلى جنب مع عمل الهواة والشباب، مما يوفر مجالًا متكافئًا لكل من الهواة والمحترفين.
م.ج / بريندا هاس