إعلانات ضد التطرف تثير حفيظة المسلمين في ألمانيا
٣١ أغسطس ٢٠١٢قرر المكتب الاستشاري لمكافحة التطرف الإسلامي التابع للدائرة الاتحادية للجوء والهجرة في ألمانيا نشر ملصقات وإعلانات شبيهة بتلك التي تنشر للإعلان عن شخص مفقود. و تحتوي هذه الإعلانات على صورة لشاب ذو ملامح شرقية أو ألمانية أو لفتاة ترتدي الحجاب وتحت الصورة يُكتب: "ابننا أحمد (أو صديقتنا فاطمة) نفتقده كثيرا، لأننا لا نستطيع التعرف عليه من جديد، إذ بدأ الانعزال بنفسه كثيرا وبدأت تطغو عليه علامات التطرف الديني. نحن نخاف أن نخسره بصورة نهائية وأن ينزلق للتيارات الدينية المتطرفة ولتأثير المجاميع الإرهابية..."
مبادرة الشراكة الأمنية ضد التطرف في ألمانيا
المكتب الاستشاري لمكافحة التطرف الإسلامي يقدم مساعدة ومعلومات عامة لمشاكل "الميل للتطرف" ويوجه إرشاداته لعوائل "الشباب المتطرف أو الشباب المائلين إلى التطرف" لمساعدتهم في إنقاذ هؤلاء الشباب عن طريق تقديم "استشارات متخصصة واحترافية". وتأسس المكتب الاستشاري في أوائل العام الحالي كجزء من "مبادرة الشراكة الأمنية" الصادرة من مقررات "القمة الوقائية" التي أقامتها وزارة الداخلية الألمانية منتصف العام الماضي بالتعاون مع الجمعيات الإسلامية في ألمانيا، وتم الاتفاق في هذه القمة على الوقوف المشترك ضد دعوات التطرف والعداء الصادرة من قبل جماعات إسلامية متطرفة في ألمانيا.
وزارة الداخلية الألمانية والتي تشرف على المكتب الاستشاري لمكافحة التطرف الإسلامي علقت بتفاؤل على المبادرة الأخيرة قائلة: تقديم صورة مؤثرة بهذا الشكل يعزز عمل "مبادرة الشراكة الأمنية" ضد التطرف وبشكل كبير. المكتب الاستشاري صرح بأنه سيصدر هذه الملصقات بثلاث لغات وهي الألمانية والتركية والعربية ومن ثم يقوم بتعليقها في المدن الألمانية، وخاصة في المناطق المتخمة بالمهاجرين في مدن برلين وبون وهامبورغ.
انتقادات واسعة
ردود فعل الجمعيات الإسلامية في هذه المدن جاء منتقدا لهذه الإعلانات. ففي برلين وصف رئيس الجالية التركية في المدينة بكر يلماز المبادرة وفي حديث خاص لـ DW بأنها " تعميم للقضية، لأنها تقدم أن جميع المسلمين بطريقة ما قد يتجهوا إلى التطرف"، وهذا حسب نظره يعبر عن "إذلال للمسلمين الذين يعيشون في برلين وفي ألمانيا".
أما بيرول كوجامان محرر مجلة "MiGAZIN" المختصة بشؤون المهاجرين في ألمانيا فقد حذر بشدة من نشر هذه الإعلانات الرمزية وأضاف" الخطير في هذه المبادرة انه هؤلاء الأشخاص الظاهرين في هذه الصور قد يكونوا أحد زملائك في العمل أو في النوادي الرياضية أو أحد جيرانك في المنطقة، أي أنهم يمثلون أي مواطن مسلم في المجتمع. وبذلك وضعنا جميع المسلمين تحت قائمة الاشتباه العام بكونهم أشخاصا يعدون خطرا على المجتمع".
بكر يلماز رئيس الجالية التركية في برلين وضح من جانبه بان المسلمين لا يشكلون خطرا على المجتمع، بل أنهم من الأكثر المتضررين منه. وأضاف يلماز "مواطنون ذوو أصول تركية كانوا في السابق ضحايا لعمليات قام بها اليمين المتطرف في ألمانيا في مدن مولن وزولنغين. بالإضافة إلى أن معظم ضحايا عمليات القتل التي قامت بها المنظمة الإرهابية السرية النازية كانوا أيضا من الأتراك".
أما مجلة "MiGAZIN" المختصة بشؤون المهاجرين في ألمانيا فقد ردت على هذه المبادرة بطرحها صورة ساخرة لوزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش مكتوب تحتها: "هذا وزير الداخلية الإتحادي هانز بيتر فريدريش. نحن لا نفتقده كثيرا، لأننا لا نستطيع التعرف عليه من جديد، إذ بدأ الانعزال بنفسه كثيرا وبدأت تطغو عليه علامات التطرف اليميني. نحن نخاف أن نخسره بصورة نهائية وأن ينزلق للتيارات اليمينية المتطرفة والمجموعات الإرهابية..."