إفريقيا.. الاقتصاد الألماني مطالب بمضاعفة نشاطه بشكل كبير
٩ فبراير ٢٠١٧ماذا تحقق منذ القمة الاقتصادية الألمانية الإفريقية في نهاية 2015 في العلاقات الاقتصادية الألمانية الإفريقية؟
هاينتس فالتر غروسه: أعتقد أن القارة الإفريقية تطورت في الأشهر الاثنى عشر الأخيرة على نحو يثير اهتمام الشركات الألمانية. وهذا الاهتمام مختلف من منطقة إلى أخرى ومن بلد لآخر، لكن التجارة الثنائية تنمو. وهذا ما تكشفه أيضا أرقام هذا التطور. ففي 2015 توسعت التجارة الألمانية مثلا مع إفريقيا لتحقق نحو 26 مليار يورو.
ولكن لماذا يوجد فقط نحو 1000 شركة ألمانية تنشط في إفريقيا؟
يجب علينا فعلا النظر بانتقاد لهذا الأمر. إفريقيا لا تمثل سوى 1.5 إلى 2 في المائة من حجم التجارة الألمانية. وهذا ينطبق أيضا على الشركات التي تدير أنشطتها التجارية في إفريقيا. ولا توجد شركة تحقق أكثر من 2 في المائة من عائداتها في إفريقيا. وحتى لو أننا نتحدث دوما عن قارة فرص، فهناك مجال واسع لتدارك الوضع في إفريقيا بالنسبة إلى الاقتصاد الألماني.
لماذا تبقى الشركات الألمانية متحفظة بهذا الشكل؟
إذا أخذنا شركة Braun Melsungen AG التي يرأسها هاينتس فالتر غروسه، فإننا نحقق اليوم حجم معاملات يساوي 6.5 مليار يورو. نحقق منها 100 مليون يورو في إفريقيا، وهذا يمثل 1.5 في المائة. نحن ركزنا في البداية على نمونا في أوروبا، ثم توجهنا باكرا إلى آسيا. وبموازاة ذلك اعتنينا بعلاقات تجارية مع إفريقيا. أعتقد أن تركيز الكثير من الشركات يستمر نحو آسيا، لكنه يبقى أضعف نحو إفريقيا.
الشركات الصينية تبني في إفريقيا موانئ وخطوط سكك حديدية وطرقات. هل تعتقد أن الشركات الألمانية بإمكانها تدارك هذا التفوق في يوم من الأيام؟
أعتقد أنه يوجد في إفريقيا ما يكفي من الفرص والمشاريع الكبيرة يمكن أن تشارك فيها شركات ألمانية. وللأسف لا يوجد حاليا في مجال البنى التحتية مشاريع كبيرة تتولى فيها شركات ألمانية القيادة. هناك العديد من المشاريع التي تتولاها شركات صينية تقود هذه المشاريع وتضمن أيضا التمويل. وهنا يوجد أيضا حاجة لتدارك الوضع بالنسبة إلى الاقتصاد الألماني. فإذا تمعنا في القارة الإفريقية، فإننا سنجد فرصا كافية للشركات الألمانية.
كيف تقيمون إجراءات الدعم العام الحالي للشركات الألمانية التي تلتزم في إفريقيا؟
يجب الإبقاء أيضا على إمكانيات التمويل والضمان تحديدا في المشاريع الكبرى. انظروا مثلا إلى ضمانات التصدير والاستثمار من خلال ضمانات هيرمس الحكومية. لقد كان جيدا توسيع تلك الضمانات في السنوات الأخيرة، لكننا يجب مواصلة العمل في هذا الاتجاه، ليس فقط لتأمين التجارة، بل أيضا لخلق تحفيز ووسائل استثمار، لاسيما للشركات الصغيرة.
ما رأيكم في اقتراح إدراج "مخطط مارشال مع إفريقيا" تدعم بموجبه السياسة الاستثمارات الخاصة؟
مخطط مارشال مع إفريقيا فكرة جاءت من وزارة التنمية. أعتقد أنه يلخص الموضوعات التي يجب علينا تناولها فيما يخص إفريقيا. لكن يجب متابعة تطويره ـ ويجب علينا الوصول إلى إجراءات ملموسة في بعض النقاط. وأعتقد أن وزير التنمية مولر جد نشيط في هذا الاتجاه.
ما هو مدى استعداد الاقتصاد الألماني لبذل الجهد ليستفيد أناس في إفريقيا من استثمارات ألمانية وإيجاد فرص عمل جيدة الدخل؟
وزير التنمية مولر يقيم بشكل كبير التجارة العادلة، ويكشف مثلا المواطن التي لا تكون فيها ظروف عادلة. لكن عندما تنشط شركات ألمانية في إفريقيا، فإن هذا يقود لإيجاد فرص عمل مسئولة. نحن من مبادرة إفريقيا جنوب الصحراء التابعة للاقتصاد الألماني نريد تشجيع شركات ألمانية أكثر للعمل في إفريقيا. الأمر مرتبط بفرص عمل وبإضافة القيمة التي يجب نقلها إلى إفريقيا. يجب علينا تشجيع التبادل التجاري للخروج من التصدير المحض للمواد الخام.
أجرى المقابلة: دنييل بيلتس/م.أ.م