إقالة مورينيو من تشيلسي باهظة وليست بسبب النتائج فقط
١٧ ديسمبر ٢٠١٥عندما يخسر تشيسلي تسع مباريات من أصل 16 خاضها هذا الموسم في الدوري الإنجليزي، الذي يحمل لقبه، فإن تلك كارثة، خصوصا وأن الفريق مرصع بالنجوم العالميين، وعلى رأس إدارته الفنية المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الملقب بـ"سبيشال ون"، أي الشخص الفريد.
واليوم الخميس (17 ديسمبر/ كانون الأول 2015) أعلن تشيلسي إقالة مورينيو (52 عاما) "المدرب الأكثر نجاحا في تاريخ النادي الذي يمتد لـ110 أعوام"، حسب البيان الذي أصدره النادي الإنجليزي.
وحتى وقت قريب لم يرد مورينيو الاعتراف بأن هناك أزمة في إدارته لفريقه وأنه لا بد من رحيله، رغم سلسلة من النتائج الكارثية، التي جعلته من صاحب المركز الأول الموسم الماضي، إلى صاحب المركز السادس عشر في الموسم الحالي. فعندما خسر أمام ليستر سيتي يوم الاثنين الماضي أعلن أنه متمسك بالبقاء في ناديه المحبوب، وقال: "أريد حتما الاستمرار. وآمل أن تكون رغبة مجلس الإدارة وميستر أبراموفيتش هي أن أبقى."
لكنه أقيل رغم أن سجله مع الفريق هو الأفضل في تاريخ النادي، فقد حصد المدرب البرتغالي مع "البلوز" (لقب لاعبي تشيلسي) "ثلاثة ألقاب للدوري، ولقب في الكأس وآخر في درع المجتمع وثلاثة في كأس الرابطة خلال المرحلتين اللتين أشرف فيها على تدريب تشيلسي. وكانت المرحلة الأولى بين عامي 2004 و2007 وخاض فيها 120 مباراة فاز في 85، وخسر 10 وتعادل في 25، أي بنسبة فوز تتعدى الـ 70 في المئة.
التدهور ليس فقط رياضيا
وعاد مورينيو إلى "البلوز" للمرة الثانية في تاريخه كمدرب في يونيو/ حزيران 2013 وكان يملك عقدا من الفريق الإنجليزي حتى عام 2019 براتب أكثر من 13 مليون يورو سنويا، ويقول البعض إنه يبلغ حتى 18 مليون يورو. وفي هذه المرحلة خاض 92 مباراة فاز في 55 منها وخسر 18 وتعادل في 19 مباراة، بنسبة فوز تبلغ نحو 60 في المائة.
تكلفة إقالة مورينيو باهظة على مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش، حيث تقول وسائل إعلام إنه سيتعين عليه دفع تعويض لمورينيو يصل إلى 50 مليون يورو. فقد تم تجديد العقد في آب/ أغسطس الماضي بين الطرفين لمدة أربع سنوات جديدة. لكن مهما كلف الأمر الملياردير الروسي، فإن إنقاذ الفريق من الهبوط إلى الدرجة الثانية أهم من هذه المبالغ كلها.
وإضافة إلى النتائج السيئة فإن مورينيو، المثير للجدل، يضر بصورة النادي وصورته هو شخصيا، حيث يتعرض لانتقادات كثيرة بسبب سلوكه في الملعب. ومن بين منتقديه الألماني ديتمار هامان المحلل الحالي بقناة سكاي الرياضية واللاعب السابق في ليفربول الإنجليزي، الذي قال: "لسبب ما قرر مورينيو في الأسابيع العشر الأخيرة، أن يمسك بالبلطة ويضرب بها حوله. وقد سبب بذلك ضررا هائلا لدى الجمهور سواء بالنسبة لنفسه أو لفريقه." وتابع هامان منتقدا سلوك مورينيو: "عندما تعتقد أنك الأقوى والأوحد في هذا العالم، فإن النهاية تكون غالبا سيئة."
وإضافة إلى ذلك فإن مورينيو كان ينتقد مؤخرا لاعبيه علانية ويسخر من الأطفال الذين يجمعون الكرات في الملاعب. كما تسبب في طرد إيفا كارنايرو العضوة بالفريق الطبي لتشيلسي. وعلاوة على ذلك كله تشاحن وتشاجر المدرب البرتغالي مرات عديدة هذا الموسم مع الحكام ومدربي الفرق الأخرى.
مستوى اللاعبين في تدهور
وبالطبع ليس مورينيو وحده هو من يتحمل نتائج الفريق هذا الموسم، فاللاعبون مشاركون في ذلك أيضا. ففريقه الفائز بالدوري الموسم الماضي لم تتغير كوادره تقريبا، ورغم ذلك فإن المردود هذا الموسم سيئ جدا. فمثلا البلجيكي إدين هازارد سجل الموسم الماضي 14 هدفا واختير كأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، أما في الموسم الحالي فلم يسجل أي هدف. كما أن الأسباني سيسك فابريغاس بعيد عن مستواه كثيرا هذا الموسم. وكذلك الإسباني الآخر دييغو كوستا، حيث أنه لم يسجل سوى ثلاثة أهداف في 16 مباراة خاضها، بينما كان رصيده الموسم الماضي 20 هدفا في 26 مباراة. كوستا في الموسم الحالي "يفتقد إلى الثقة بالنفس ويبدو مشغولا بعض الشيء وعندما يقف أمام المرمى لا يسجل"، حسب ما قال مورينيو.