إقبال شديد على دورات التثقيف الجنسي في إيران
أصدرت الحكومة الإيرانية في عام 1993 قانونا يُجبر العازفين عن الزواج الالتحاق بدورات تأهيلية ودروس تثقيفية عن الحياة الجنسية. وتتضمن الدورات حصصا تثقيفية تستمر حوالي ساعة واحدة يحصل فيها المشاركون على معلومات عن الاحتياجات الجنسية، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي يبلغ طوله نصف ساعة يتعرف من خلاله المشاركون على مواضع تهيج الرجل والمرأة، ناهيك عن شرح عن الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية. ولأن الحديث عن الحياة الجنسية من الأمور الممنوعة في معظم الدول الإسلامية، يرى قسم كبير من الشباب الإيراني أن طرح هذا الموضوع وإعطاء الارشادات الخاصة حوله أمر جيد وفي غاية الأهمية. وفي هذا الخصوص تقول طالبة قسم الرياضيات مريم: "نظرا لسمتي الحياء والخجل التي تنتشر في مجتمعنا، نعتقد أن الحديث عن الأمور الجنسية بمثابة ارتكاب الخطيئة." وأضافت:" ... لكن هذه الدورات تعلمنا أن نتعامل مع هذه الأمور بهدوء وكذلك الحديث عنها بانفتاح."
خبرة قليلة لدى النساء
ويعتبر الحفاظ على عذرية المرأة الإيرانية حتى الزواج وخاصة لدى العائلات المحافظة من الأمور المتعارف عليها. ولذاك فإن الكثير من النساء يترقب ليلة الزفاف بشيء من الخوف أحيانا والخجل أحيانا أخرى. ومن هنا يأتي تركيز المحاضرات والدورات التعليمية على هذا الموضوع. وينصح د. أمينيان أحد المشرفين على هذه الدورات بعدم الإقبال على الممارسة الجنسية إذا كان الشخص متوترا أو يشعر بتعب جسدي أو إذا كانت لا توجد لدى أحد الزوجين رغبة في ممارسة الجنس. وتعتبر الخبرة الجنسية لدى النساء الإيرانيات وخاصة المنحدرات من عائلات محافظة ضئيلة جدا أو تكاد تكون معدومة. وهذا ينطبق على طالبة العلوم الاجتماعية سهري التي قالت: "لقد خجلت جدا خاصة وأن عمري الآن 20 عاما ولا توجد لدي أية معلومات عن الحياة الجنسية."
إرشادات خاطئة
ويقدر عدد المركز الصحية التي تقدم دورات الإرشاد الجنسي في إيران حوالي خمسة آلاف. ولكن الكثير من العائلات المحافظة يرفض حصول الفتيات على معلومات عن الحياة الجنسية قبل الزواج أو حتى عن موانع الحمل. وتقول المعلمة والمرشدة الجنسية زارغار: "إننا نتحدث إلى الأهل ونحاول أن نوضح لهم أن بناتهم ستصبح أمهات في القريب العاجل، ولذاك لا بد من إرشادهن وإعطائهن المعلومات الكافية حول هذا الموضوع." وتضيف المرشدة الاجتماعية: " ننصحهم بعدم ممارسة الضغوطات على بناتهم من أجل أن يحملن في أيام الزواج الأولى. وكذلك نحاول استئصال فكرة الإنجاب المبكر من عقولهن. وإذا لم ننجح في إقناع الأم بهذه الأمور فإننا لن ننجح كذلك في إقناع الابنة."
عقم الرجال
تعقد حلقات الإرشاد الجنسي ضمن برنامج حكومي يهدف إلى تحديد النسل، ولذاك فإنه يتم إرشاد المشاركين على طرق منع الحمل المختلفة. وتعتبر نسبة أخد موانع الحمل في إيران من أعلى النسب في الدول الإسلامية. إذ تقول الدراسات إن 73 بالمائة من النساء الإيرانيات يستخدمن وسائل لمنع الحمل. وهنا يقول د. أمينيان الذي قام في عام 2005 بإجراء أكثر من 170 عملية عقم لرجال إيرانيين: " بعد قيامنا بدورات التأهيل الجنسي في السنوات الأخيرة، ازدادت نسبة الوعي لدى الرجال بهذا الموضوع، ولذاك قام الكثير منهم بإجراء عمليات عقم." وتفيد المرشدة الجنسية زارغار بأن نسبة النمو السكاني قد انخفضت من 3.4 إلى 1.2 بالمائة في العقدين الماضيين. ويشار إلى أن دورات التأهيل الجنسي في إيران قد لقيت نجاحا واضحا، الأمر الذي انعكس على زيادة الأشخاص الذين كانوا قد شاركوا فيها لتلقي الإرشاد مرة أخرى بعد الزواج.
زاهي علاوي - دويتشه فيله