إيران - المواقع الاجتماعية المحجوبة في الحملة الانتخابية
١٤ أبريل ٢٠١٧في الـ 10 من أبريل عبر الرئيس حسن روحاني عن افتخاره عندما قال:"لو لم تكن حكومتي لما وُجدت مواقع التواصل الاجتماعي في إيران". جاء هذا التصريح خلال مؤتمره الصحفي قبل بداية الحملة الرسمية للانتخابات الرئاسية في إيران. وإلى حد الآن لا يُعرف إسم المرشح لمنصب الرئيس. اليوم الثلاثاء 11 أبريل بدأت عملية التسجيل الرسمية لمرشحي الرئاسة، وللمرشحين فترة خمسة أيام لتسجيل أسمائهم. وبعدها تأتي العقبة الأولى في طريق الوصول لمنصب الرئاسة، حيث يجب على مجلس صيانة الدستور الموافقة على الترشيح.
مجلس صيانة الدستور هو جزء من النظام السياسي في إيران وهو الذي يؤكد قبل الانتخابات "المؤهلات الإيديولوجية" للمرشحين، حتى بالنسبة للرئيس الحالي روحاني، الذي يجب عليه أن يخضع مجددا لهذا الاختبار. في هذه الأثناء يواجه الرئيس روحاني الذي يُعتبر إصلاحيا معارضة قوية داخل الإدارة. أمس الاثنين رفضت التلفزة الحكومية نقل الوقائع الحية للمؤتمر الصحفي لروحاني، والمدير العام للإذاعة والتلفزة الإيرانية يتم تعيينه مباشرة من زعيم الدولة أية الله خامنئي، وهو ينتمي للدوائر المحافظة.
في المقابل كان بالإمكان تتبع المؤتمر الصحفي لروحاني مباشرة عبر موقع إنستغرام المرخص له في إيران. ويملك روحاني عبر إنستغرام أكثر من مليون من الأنصار ـ وهو عدد أكبر من أنصار مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم. ويقول خبير العلوم السياسية زادي زيباكلام من جامعة طهران:"إن المعسكر الإصلاحي له قاعدته في الفئات الشابة المتعلمة داخل المجتمع، وهم يتواصلون مع أنصارهم عبر المواقع الاجتماعية".
وكان روحاني قد وعد مؤيديه في الحملة الانتخابية الأخيرة بتنفيذ بعض الأشياء. فقبل أربع سنوات أعلن أنه سيعمل من أجل وقف الحصار على الإنترنيت، مؤكدا أن للمواطنين الإيرانيين الحق في ولوج عالم الأخبار.
في غياب فيسبوك وتويتر
الصحفي رضا حج غاتنيجاد يعتبر أن "الرئيس روحاني لا يمكن له تحقيق ذلك لوحده. ومنذ 2012 يتم اتخاذ القرارات السياسية بهذا الشأن من خلال المجلس الأعلى للشبكة العنكبوتية. وقد أنشأ هذه المؤسسة سابقا قائد الدولة أية الله علي خامنئي. وللحكومة في هذا المجلس ممثل واحد فقط".
إيران دولة ناشئة، ومتوسط العمر فيها 30 سنة، وأكثر من نصف عدد سكانها البالغ 80 مليون يستفيد من شبكة الإنترنيت، حسب بيانات رسمية، رغم أن بعض المواقع الاجتماعية، مثل فيسبوك وتويتر ماتزال مغلقة في إيران حتى الآن. العديد من الإيرانيين يتفادون الرقابة من خلال استخدام المواقع المحجوبة. وينطبق ذلك على السياسيين أيضا: فجميع أعضاء الحكومة الإصلاحية تقريبا لديهم حساب تويتر. خدمة تويتر للأخبار القصيرة هي وسيلة مستعصية في إيران. فبعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل عام 2009 شكل تويتر الوسيلة الاعلامية لنشر أخبار حول الحركة الاحتجاجية. وقد استخدم المتظاهرون تويتر في الغالب لتنسيق أنشطتهم. وتويتر بات أيضا وسيلة لعمل "الحركة الخضراء". وخلال ولاية حكم الرئيس المثير للجدل محمود أحمدي نجاد كان تويتر يخضع لمراقبة مشددة. خلال ولايتي حكمه بين 2005 و 2013 الرئيس أحمدي نجاد على إطلاق تهديدات ضد إسرائيل وبناء البرنامج النووي وإثارة توترات مع الغرب مما تسبب في العزلة السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد.
تويتر: وسيلة في الحملة الانتخابية حتى للمتشددين
الخبير في الشؤون السياسية زادي زيباكلام من جامعة طهران يتذكر أن "وزير الخارجية ظريف بدأ خلال المفاوضات النووية في إخبار جماهيرالشاب عبر تويتر. والدوائر المحافظة كانت ضد تلك المفاوضات وهي جهة تراقب جميع وسائل الإعلام الحكومية، لكن هذه الدوائر لم تتمكن من فعل شيء لمواجهة ظريف. وبعدها شرعت هذه الدوائر أيضا في استخدام المواقع الاجتماعية".
قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية المقبلة كتب الرئيس السابق أحمدي نجاد عبر تويتر بداية مارس مخاطبا أنصاره قائلا: "أنا هنا في سلام وحب وتحية حارة". وقد تم تقييم مبادرته هذه كإستراتيجية انتخابية جديدة للمتشددين.
وكان أحمدي نجاد قد تخلى عن الترشح عندما أوصاه الزعيم الروحي أية الله خامنئي في سبتمبر 2016 بالعدول عن ذلك. حاليا يهاجم أحمدي نجاد والمتشددون الحكومة عبر تويتر، حيث يتهمونها مثلا بنشر إحصائيات خاطئة عن عدد العاطلين عن العمل عن ونسبة النمو الاقتصادي في البلاد.
شبنام فون هاين/ م.أ.م