بغداد تستدعي السفير السعودي بعد تصريحات مثيرة للجدل
٢٤ يناير ٢٠١٦أعلنت وزارة الخارجية العراقية الأحد (24 كانون الثاني/ يناير 2016) أنها استدعت السفير السعودي لدى بغداد لإبلاغه احتجاجها الرسمي بخصوص تصريحاته الإعلامية التي اعتبرت "تدخلاً في الشأن الداخلي العراقي".
وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد جمال، في بيان إن "الخارجية استدعت اليوم السفير السعودي لدى بغداد لإبلاغه احتجاجها الرسمي بخصوص تصريحاته الإعلامية التي مثلت تدخلاً في الشأن الداخلي العراقي، وخروجاً عن لياقات التمثيل الدبلوماسي والحديث بمعلومات غير صحيحة"، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء الإعلام العراقي (واع).
وأضاف بيان الخارجية أن تعرض السفير "لتشكيلات الحشد الشعبي التي تقاتل الإرهاب وتدافع عن سيادة البلد وتعمل تحت مظلة الدولة وبقيادة القائد العام للقوات المسلحة وتمتلك تمثيلاً برلمانياً يجعلها جزءاً من النظام السياسي، إضافة إلى إبداء رأيه للإعلام بما يتعلق بطبيعة المواقف السياسية لبعض مكونات الشعب العراقي، يعدان خروجاً عن دور السفير وتجاوزاً غير مسموح به للأعراف الدبلوماسية".
وتابع جمال أن "من المفترض أن يتمثل دوره في إيجاد المشتركات الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي يحرص العراق على تعزيزها وتوطيدها وفق مبادئ الاحترام المتبادل وبما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين".
وكان السفير السعودي قد قال إن "مشاركة مقاتلين مدعومين من إيران في قتال داعش يفاقم الطائفية في العراق". وقال السفير السعودي في بغداد، ثامر السبهان، في حديث مع قناة "السومرية" التلفزيونية أمس السبت إن "قوات الحشد الشعبي يجب أن تترك قتال المتشددين للجيش العراقي وقوات الأمن الرسمية لتجنب تصعيد التوترات الطائفية".
وأثارت تصريحات السبهان استياء مسؤولين شيعة اعتبروها "مثيرة للفتن الطائفية" كونها تتحدث عن "رفض الأكراد والسنة العراقيين" وجود قوات الحشد الشعبي الشيعية في مناطقهم. وأضاف السبهان، رداً على سؤال حول قوات الحشد الشعبي: "لماذا بعض المناطق العراقية، الأكراد ومناطق سنية، ترفض الحشد الشعبي في مناطقها (...) ليس مقبولاً لأبناء المجتمع العراقي".
ورداً على ذلك، اعتبر أحمد الأسدي، المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي، في بيان أن "ما تحدث به السفير السعودي (...) تجاوز فيه كل الحدود واللياقات الدبلوماسية". وأضاف: "هذا تجاوز (...) على الحشد والحكومة والأغلبية السكانية والسياسية"، في إشارة إلى الشيعة العراقيين.
وطالب الأسدي "الحكومة العراقية ووزارة الخارجية بطرد هذا السفير ومعاقبته على تصريحاته الوقحة (...) وتحريضه المباشر على الفتنة بين مكونات الشعب العراقي".
يذكر أن السفير السعودي ثامر السبهان قد سلم أوراق اعتماده لوزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري يوم الرابع عشر من كانون الثاني/ يناير.
ع.خ/ ي.أ (د ب ا، ا ف ب)