استطلاع للرأي: نصف الألمان يعتبرون بلدهم قوة عظمى
١٣ ديسمبر ٢٠٠٧"كما هو الحال في استطلاع عام 2005 الماضي بالغ الألمان في الاعتداد بدور بلادهم عالميا"، بهذه العبارة علقت مجلة دير شبيغل الألمانية في موقعها الالكتروني على نتائج استطلاع الرأي، الذي نظمته للمرة الثانية مؤسسة بيرتلزمان الألمانية. واشترك في الاستطلاع، الذي أجراه معهد جالوب امنيد الدولي المتخصص بتكليف من مؤسسة بيرتلزمان العملاقة للنشر وعالج دور القوى العظمى وظيفتها، قرابة تسعة آلاف شخص من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن (أمريكا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) والبرازيل بصفتها أكبر دولة صناعية في أمريكا اللاتينية، إضافة إلى الهند واليابان والصين.
ثقة بالنفس أم جنون العظمة؟
وأظهر الاستطلاع أن 49 بالمائة من الألمان يعتبرون بلادهم قوة عظمى. كما توقع 46 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع من ألمانيا أن تظل بلادهم تلعب دورا هاما في السياسة الدولية. ولا يشارك الألمان في نظرتهم هذه سوى البريطانيين، استنادا على أسس تتعلق بالتاريخ وظهور المستشارة الألمانية انجيلا ميركل كرئيس دوري للاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من العام الجاري ورئاستها دول الثمانية الأخيرة في ألمانيا.
الجدير بالذكر أن استطلاع مشابه نشرته مجلة "السياسة الدولية" الألمانية المتخصصة في تحليل توجهات العلاقات الدولية قبل أيام قليلة من تولي ألمانيا مهام الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أظهر أن أكثر من 80 بالمائة من الألمان لا يقتنعون بقدرة بلادهم على لعب دور قوة عظمى على حلبة السياسة الدولية.
أما تقييم المشتركين من دول أخرى في الاستطلاع لمكانة ألمانيا فانه لم يكن كبيراً كما كان الحال لدى الألمان، فنسبة الذين يرون أن لألمانيا دوراً عالمياً لم يتجاوز الثلاثين بالمائة من مجموع المشتركين. ومن المتوقع أن تنخفض هذه النسبة حتى عام 2020.
الولايات المتحدة "أكبر الخاسرين مستقبلاً"
من جهة أخرى أظهر استطلاع الرأي أن سمعة الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى ستشهد تراجعا واسعا في تسع دول حتى عام 2020. وأفادت مؤسسة بيرتلزمان الألمانية لدى الإعلان عن نتيجة الاستطلاع يوم أمس في برلين أن الصين ستشاطر أمريكا هذه المكانة بحلول عام 2020. ورغم أن الولايات المتحدة تتزعم حاليا قائمة الدول الأكثر قوة في العالم حسب 81 بالمائة، مقابل 50 بالمائة للصين، ممن شملهم الاستطلاع، إلا أن هذا التقدم يتراجع بشكل ملحوظ للغاية بحيث يصل إلى 61 بالمائة بحلول عام 2020. وبالمقابل ستتحسن فرص الصين كدولة عظمى، إذ ستحصل على سبع نقاط إضافية. الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة كانت قد حققت نتائج جيدة في استطلاع مشابه أجري عام 2005 حيث حصلت على تأييد 57% من المستطلعة آراؤهم للاضطلاع بدور أقوى في العالم عام 2020 مقابل 55 بالمائة للصين.
وحسب الاستطلاع فإن 33 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع يعتبرون الاتحاد الأوروبي واليابان من القوى العظمى، أي في المركز الرابع بعد أمريكا والصين وروسيا، التي عززت روسيا من مكانتها كدولة عظمى خلال العامين الماضيين، فقد قفزت من المركز السادس إلى المركز الثالث بعد الصين مباشرة.
أسس الدولة العظمى
يرى المشاركون في الاستطلاع أن أكثر ما يجعل دولة بعينها قوة عظمى في عالم اليوم هو قوتها الاقتصادية والاستقرار السياسي ونظام التعليم والأبحاث العليمة. وزادت أهمية البحث العلمي كأحد أهم معالم الدولة العظمى مقارنة بالاستطلاع الماضي. وفي هذا الإطار صرح يوزيف ياننغ من مؤسسة بيرتلزمان أن المشاركين في الاستطلاع "لا يتوقعون أن يسود التوازن بين القوى في العالم والذي تسعى إليه الأمم المتحدة بصفتها المنظمة الدولية التي تحاول أن تلعب دور حكومة العالم".