استقالة مدير البورصة الألمانية وإشاعات عن تفكيكها
تمخض الاجتماع الاستثنائي الذي عقده البورصة الألمانية أمس الاثنين في فرانكفروت مع المساهمين عن إعلان مديرها فيرنر زايفرت عن تنحيه عن منصبه. وأعلن رئيس مجلس إدارة البورصة رولف بروير في ختام الاجتماع عن استقالة رئيسها زايفرت وتوكيله بالبحث عن خليفة له. وأضاف المدير في مؤتمر صحفي أن مدير الشؤون المالية للبورصة الألمانية ماتياس هلوبيك سيدير شؤونها لغاية العثور على رئيس جديد لها.
وبهذه الاستقالة تكون أحلام الرئيس المستقيل زايفرت بضم بورصة لندن للأوراق المالية قد انتهت، وذلك بعد فشله في تنفيذ الخطط الرامية إلى ذلك مرتان متتاليتان، الأمر الذي فجر خلافا بين مجلس البورصة الإداري والمساهمين. وكان فيرنر زايفرت وصل إلى السلطة في البورصة الألمانية في عام 1993 ويعود له الفضل في نقلها من سوق مالية ألمانية متوسطة إلى مكان لتداول الأسهم له مكانته في الأسواق المالية الأوروبية ويضم في عضويته أكثر من 10000 شركة.
إشاعات عن تفكيك بورصة فرانكفورت
في غضون ذلك بدأت الإشاعات تتردد عن احتمال تفكيك البورصة الألمانية وضمها إلى بورصة "يورونيكست". إلى ذلك قال أحد مدراء صندوق "Hedgefonds" (TCI) للاستثمار في حديث مع أسبوعية "فيرتشافتس فوخه" الاقتصادية إنه "يرى مغزى في توحيد بورصة فرانكفورت مع بورصة "يورونيكست". وأضاف باتريك ديغورس أن فائدة توحيد البورصتين أكبر من قيام البورصة الألمانية بشراء بوصة لندن. وتابع مدير صندوق "Hedgefonds" في تصريحات مماثلة للصحيفة الألمانية الاقتصادية "هاندلسبلات" إن ضم البورصتين سيكون شيء رائع إذا تحقق. أما بخصوص خليفة زايفرت فقد اقترح مدير الصندوق تعيين الشخصية البارزة في الحزب المسيحي الديمقراطي فريدريخ ميرتس خليفة لزايفرت. وفي هذا الخصوص أضاف المدير أن تعيين ميرتس أمر مشجع جدا، عازيا ذلك إلى أن مدير البورصة يحتاج إلى أن يكون على علاقة جيدة مع بروكسل. وقال إن هذه المعايير تتوفر لدى السياسي الألماني ميرتس.
تواريخ الفشل
وكان المجلس الإداري بقيادة مديرها السابق فيرنر زايفرت حاول في مارس/آذار عام 2004 ضم بورصة لندن (إل إس إي). وعرضت بورصة فرانكفورت في حينها مبلغ 2 مليار يورو لشراء بورصة لندن ولكن الأخيرة رفضت العرض. وفي شهر يناير/كانون الثاني من العام الحالي حاولت البورصة الألمانية من خلال خفض أسعار أسهمها بشكل كبير كسب المساهمين في بورصة لندن. وفي فبراير/شباط من العام الحالي فاجأ مدير البورصة الألمانية السابق زايفرت الرأي العام والمراقبين بالقول إنه لا يستبعد ابتلاع بورصة لندن، ولكن هذه التصريحات لاقت انتقادات كبيرة وخاصة من قبل المساهمين. وفي مارس/آذار من عام 2005 تخلت بورصة فرانكفورت عن خططها الرامية إلى شراء بورصة لندن بعد تصريحات قيادة الأخيرة بأن العرض لم يناسبهم.
مدير المجلس الإداري يغادر أيضا
وعلى ما يبدو أن تبعات فشل ضم بورصة لندن لم تقتصر على استقالة مديرها زايفرت، بل امتدت لتشمل رئيس مجلسها الإداري رولف بروير. في هذا السياق قال بروير في حديث لأسبوعية "كابيتال" إنه سيتخذ لغاية نهاية العام الجاري الإجراءات اللازمة لسد الفراغ الذي تركه زايفرت خلفه ومن ثم سيعلن هو الآخر عن استقالته. وأعرب المدير عن استعداده للاستقالة الفورية، ولكنه قال إن ذلك لن يحل المشكلة، بل سيزيدها تعقيدا. في الوقت ذاته وجه بروير انتقادات شديدة اللهجة لمدير صندوق (TCI) كريستوف هون، قائلا إن الأخير كان معارضا لشخص زاتيفرت وليس لمشاريعه وهذا الأمر لا يكفي لاتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية، على حد قوله.
ناصر جبارة