استمرار الاحتجاجات في إيران وتصاعد العنف ضد المحتجين
٢٥ سبتمبر ٢٠٢٢استمرت المظاهرات في إيران حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد (25 أيلول/ سبتمبر 2022) احتجاجا على مقتل الشابة مهسا أميني (22 عاما)، حيث تم تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر المحتجين في طهران ومناطق أخرى بالبلاد.
وحسب لشهود عيان، فإن قوات الأمن والمتظاهرين أصبحوا أكثر عنفا. وأضافوا أن قوات الأمن تقمع المتظاهرين بصورة أكثر عنفا، كما سُمع دوي طلقات نارية بصورة متزايدة. من ناحية أخرى، أصبح المتظاهرون الأصغر سنا أكثر عنفا، حيث يقومون بتخريب المباني وإشعال النيران في السيارات وحاويات القمامة وضرب رجال الشرطة.
وقد بلغت حصيلة قتلى المظاهرات 41 شخصا، وفقا لشبكة الاذاعة والتلفزيون الإيرانية. كانت الاحتجاجات والاضطرابات قد اندلعت في إيران بعد وفاة مهسا أميني التي تم اعتقالها في 13 أيلول/ سبتمبر الجاري، بسبب عدم التزامها بقواعد الزمي الإسلامي الصارم. وتوفيت مهسا يوم الجمعة الماضي بعدما أصيبت بغيبوبة. وفي حين من غير الواضح ما الذي تسبب في وفاتها، يقول المنتقدون إن الشرطة استخدمت العنف ضدها، وهو ما نفاه وزير الداخلية.
وفي هذا السياق يرى المحلل الأمريكي من أصل إيراني راي تقية أنه رغم الاحتجاجات واسعة النطاق التي فجرتها وفاة أميني، فإن خطاب رئيس البلاد إبراهيم رئيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا، يشير إلى أنه من غير المرجح أن يخفف النظام موقفه تجاه الشعب أو الغرب.
سلسلة احتجاجات مستمرة
وقال تقية، وهو خبير في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في تقرير، إنه مازال يتعين النظر إلى هذه المظاهرات على أنها جزء من سلسلة مستمرة من الاحتجاجات التي تتعلق بمجموعة كبيرة من المخاوف. ففي الشهور القليلة الماضية فقط، هزت إيران مظاهرات مدفوعة بشكاوى اقتصادية شارك فيها معلمون ومتقاعدون ومزارعون بين مجموعات أخرى. وأضاف تقية، الذي عمل سابقا في وزارة الخارجية الأمريكية، أن الاحتجاجات على الأوضاع الاقتصادية أصبحت مزمنة في إيران حيث خفضت الحكومة الدعم للخدمات الاجتماعية في ظل ارتفاع معدل التضخم.
ومثل هذه الاحتجاجات تأخذ على نحو متزايد منحى سياسيا في الوقت الذي يسعى فيه النظام لتشديد قبضته على السلطة. وفي شهر آب/ أغسطس الماضي، وقع الرئيس رئيسي مرسوما يقضي بالتطبيق الأكثر صرامة للقواعد التي تطالب النساء بارتداء حجاب في كل الأوقات في الحياة العامة، وهذه قواعد سارية بالفعل منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. ولاقت هذه الخطوة قبولا على نطاق واسع من جانب رجال الدين المحافظين الذين يسيطرون الآن على المؤسسات الإيرانية التي يتم انتخاب أعضائها أو تعيينهم، بوصف ذلك استعادة للمعايير الثقافية التي بدت أنها تتلاشى.
وفي هذا الإطار امتنع رئيسي خلال مشاركته في الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة حضور مقابلة مع مذيعة شبكة "سي إن إن" كريستيان امانبور بعدما رفضت طلبه بارتداء غطاء للرأس. وتابع تقية أن نساء إيرانيات قد شاركن في احتجاجات سابقة، ولكن الأمر اللافت للنظر بالنسبة لهذه الاحتجاجات هو الشراسة في معارضة سياسات النظام. وقامت نساء إيرانيات مشهورات بقص شعورهن احتجاجا على مقتل مهسا أميني.
وفي الأثناء ذكرت وكالة الطلبة الإيرانية شبه الرسمية للأنباء اليوم الأحد أن وزارة الخارجية استدعت سفيري بريطانيا والنرويج أمس السبت. وأضافت الوكالة أن السفير البريطاني تم استدعاؤه بسبب "الطبيعة العدوانية" لوسائل الإعلام الناطقة بالفارسية التي مقرها لندن، بينما تم استدعاء السفير النرويجي لطلب إيضاح بشأن "موقف ينطوي على تدخل" من رئيس البرلمان في بلاده في شؤون إيران.
ع.ج/ ع.غ (د ب أ، رويترز)