استمرار الجدل حول توسيع الاتحاد الأوروبي
١١ يوليو ٢٠٠٩في عام 2004 عمت الاحتفالات كافة دول الاتحاد الأوروبي بمناسبة انضمام عشرة دول جديدة إلى الاتحاد. آنذاك اعتقد البعض أن انقسام أوروبا بات في عداد الماضي، بيد أن العديد من الأوروبيين كانت مشاعرهم في ذلك الوقت ممزوجة بعدم الارتياح والخوف. وخير من عبر عن تلك المشاعر المستشار النمساوي السابق فولفغانغ شوسل، الذي أكد في 2006 على أن قدرة الاتحاد الأوروبي على التوسع ستكون موضوعا ذا أهمية بالغة في المستقبل، مشيراً إلى عدم تحميل أوروبا أكثر من طاقتها.
لا توسيع للاتحاد قبل المصادقة على معاهدة لشبونة
وبعد انضمام كل من رومانيا وبلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي مطلع عام 2007 ازدادت حدة الرفض ضد انضمام دول جديدة إلى الاتحاد. وفي الأثناء يؤيد معظم قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الاتجاه الذي يرفض توسيع الاتحاد الأوروبي قبل المصادقة على معاهدة لشبونة لإصلاح مؤسسات الاتحاد، باستثناء انضمام كرواتيا، الذي لا تزال تعترضه عقبات بسبب خلاف حول الحدود مع سلوفينيا الدولة العضو في الإتحاد الأوروبي.
وفور تولي السويد الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي تم سؤال وزير الخارجية السويدي كارل بيلد عما إذا كان سيقوم بمحاولة وساطة جديدة بين البلدين في هذا الشأن، وكانت إجابته بـ "لا"، موضحاً بأن الخلاف بين البلدين ثنائي وأن التوصل إلى حل يتوقف على رغبتهما في ذلك.
انقسام حول انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي
يدور حالياً الجدل حول عملية توسيع الاتحاد الأوروبي برمتها بغض النظر عما إذا كان الأمر يتعلق بدول البلقان الغربية أو بتركيا التي يجري الاتحاد الأوروبي معها منذ وقت طويل مفاوضات في هذا الشأن. وفي بروكسل أكد مؤخراً إيغمين باغيس الوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي على أن بلاده لا ترغب في شيء أكثر من العضوية الكاملة في الاتحاد، وأضاف قائلاً: "إن تركيا تنتظر بعد نجاح المفاوضات أن يكون انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي كشريك له نفس الحقوق والواجبات."
بيد أن أنتونيو ميسيرولي من مركز السياسة الأوروبية الذي يتخذ من بروكسل مقراً له يرى أن تركيا حالة فريدة تختلف تماماً على سبيل المثال عن دول البلقان، وهي دول صغيرة ذات كثافة سكانية ضئيلة وتعاني من نزاعات عديدة لم تُحل بعد، مثل النزاعات الحدودية التي اندلعت بعد استقلال إقليم كوسوفو. لكن ميسيرولي يعتقد أن الاتحاد الأوروبي قادر على إيجاد حلول لمشاكل هذه الدول المعقدة في حال انضمامها للاتحاد، وذلك لأن مجموع سكانها يقل عن عدد سكان رومانيا. أما تركيا ونظراً لعدد سكانها الكبير، فيمكنها، حسب ميسيرولي أن تؤثر بشكل كبير على قرارات المجلس والبرلمان الأوربي. وهذا برأيه هو سبب تردد الاتحاد الأوروبي في الموافقة على انضمام تركيا.
التوسيع ضمان للاستقرار والأمن
وبشكل عام يبدي ميسيرولي تفاؤلاً كبيراً فيما يخص توسيع الاتحاد الأوروبي ويقول في هذا الإطار: "إن عملية توسيع الاتحاد الأوروبي كانت تقريباً أنجح سياسة خارجية وأمنية قامت بها حتى الآن دولة أو مجموعة دول. ونحن إذا تخلينا عن هذه الدول وخيبنا آمالها في الانضمام إلى الإتحاد نكون قد فقدنا بذلك أنجع وسيلة لإحلال الاستقرار في هذه الدول وإصلاح أنظمتها". وفي الوقت الحالي بإمكان دول الاتحاد الأوروبي تجنب التطرق لعملية توسيع الاتحاد بحجة أن معاهدة لشبونة لم تُحل بعد، لكنها ستجد نفسها مجبرة على اتخاذ قرار في هذا الشأن، إذا ما تمت المصادقة على المعاهدة.
الكاتب: كريستوف هاسيلباخ/ مجاهد عبد العزيز
مراجعة: عماد م. غانم