استمرار تداعيات إفلاس بنك ليمان براذرز الأمريكي على الأسواق العالمية
١٦ سبتمبر ٢٠٠٨تفجرت موجة جديدة من القلق في القطاع المصرفي والمالي على مستوى العالم بعد إشهار إفلاس بنك ليمان براذرز يوم أمس الاثنين، رابع أكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة، وتنامي المخاوف من موجة إفلاسات جديدة في هذا القطاع. غير أن المسؤولين الألمان حاولوا التقليل من القلق إزاء تداعيات الأزمة، إذ اعتبر رئيس البنك المركزي الألماني، أكسل فيبر أن النظام المالي في ألمانيا مستقر وأن البنوك الألمانية حسنت مؤخراً من قدرتها على مقاومة التأثيرات الخارجية. وتوقع المسؤول البنكي الألماني أن تهدأ الأمور في أسواق المال العالمية قريباً. وجاءت تصريحات فيبر مشابهة لتصريحات وزير المالية الألماني بير شتاينبروك، الذي حذر بدوره من التهويل والمبالغة فيما يتعلق بالوضع في أسواق المال.
وأكد الوزير الألماني أنه على الرغم من أن الأمر يتعلق بأكبر أزمة مالية منذ عشرات السنين، إلا أن هذا لا يعني تطبيق "نظرية الدومينو" على المؤسسات المالية في أوروبا ولا يعني بالطبع إغلاق بنوك في أوروبا. من جانبه اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن بلاده معدة لمواجهة مثل تلك المخاطر بشكل أفضل من غيرها من الاقتصاديات الأخرى، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة تشديد القواعد المعمول بها في أسواق المال العالمية بشكل أسرع مما كان مخططاً حتى الآن، معتبراً الاضطرابات الحالية سببها "أزمة نظام"، متوقعا أن تصل المخاطر أيضا إلى أوروبا.
حالة قلق وتدخل من قبل الدولة
وفي انجلترا أثارت الأزمة الحالية موجة من القلق، لاسيما وأن عدد موظفي مصرف ليمان براذرز هناك يبلغ حوالي 5000 موظف. وكخطوة احترازية ضخ بنك إنكلترا اليوم ما يزيد عن 36 مليار دولار لحماية اقتصاد البلاد من تداعيات الأزمة. وتوقع محللون اقتصاديون أن الأزمة الحالية تهدد آلاف الوظائف الأخرى المرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر بالبنك وخاصة في قطاع الخدمات العامة وقطاع المصارف والاقتصاد.
وفي باريس سادت حالة من الفوضى والقلق في السوق المالية الفرنسية، واعتبرت وزيرة المالية كريستين لاغارد أن "الصدمة كبيرة ولكن من الممكن تجاوزها"، وأشارت إلى أن هذه الأزمة بينت أن الدولة قد لا تقف مكتوفة الأيدي أحياناً إزاء تعثر أحد البنوك. وافتتحت سوق المال الفرنسية تداولاتها بخسارة بلغت حوالي 4.5 نقطة، فيما تعرضت المصارف الفرنسية إلى خسارة ما يقارب 10 نقاط.
وأما في إسبانيا، التي تعاني منذ أشهر بحساسية مفرطة من اضطرابات أسواق المال، فقد شهدت تراجعاً في أسهم أكبر بنوكها سانتاندر و بي بي في آه وصل نحو 4 في المائة. كما أن الأزمة الأخيرة جلبت معها ارتفاع في الفوائد سيثقل كاهل ملايين ملاّك العقارات.
بورصات آسيا ليست في مأمن
ولم تسلم البورصات الآسيوية من الأزمة، فقد تراجعت بشدة اليوم الثلاثاء قيمة الدولار أمام العملات الآسيوية كرد فعل للأزمة التي يواجهها القطاع المصرفي الأمريكي وأغلق مؤشر نيكاي في طوكيو، ثاني أكبر بورصة في العالم، بتراجع بلغ أدنى مستوى يسجله منذ ثلاث سنوات. وأما بورصة شنغهاي فقد خسرت 47.4 في المائة عند الإغلاق رغم خفض معدلات الفائدة التي أعلنها المصرف المركزي الصيني. وتراجع مؤشر بورصة هونغ كونغ 44.5 في المائة، بينما انخفض المؤشر كوسبي في سيؤول 51.5 في المائة. ويذكر أن بورصات طوكيو وهونغ كونغ وشنغهاي وسيؤول كانت مغلقة أمس لاثنين في يوم عطلة ونجت من التقلبات التي شهدتها الأسواق أمس بسبب إعلان مصرف ليمان إفلاسه.