علاقة استهلاك الحشيش في اسبانيا بتمويل الإرهاب
٩ فبراير ٢٠١٥مصادرة 22 طنا من الحشيش ومليوني يورو واعتقال مائة شخص، هذه الأرقام الملفتة أعلنتها الشرطة الإسبانية حين نشرت في الأيام القليلة الماضية، تفاصيل عملية "نيسي" وكيف كانت تعمل العصابة التي تم كشفها وتفكيكها خلال العملية. تعتقد الشرطة أن كمية الحيشيش التي صودرت قد تم تهريبها من المغرب خلال نقل الفواكه أو بواسطة قوارب صغيرة سريعة. وتحقق الشرطة فيما إذا كانت عائدات تهريب وتجارة المخدارت تستخدم في تمويل الجماعات الإسلامية والجهاديين؟ كارلوس ايشفيريا، الخبير في شؤون الإرهاب والجماعات الإرهابية، لا يستبعد ذلك ويضيف في حوار مع "أي آر دي" (القناة الألمانية الأولى) بأن "الحشيش يزرع بكميات كبيرة في شمالي المغرب حيث توجد مجموعات إسلامية متطرفة، تزداد شعبيتها باستمرار" ويتابع بأن الإسلاميين لا يترددون في تمويل نشاطاتهم من المخدرات، رغم أن ذلك مخالف للشريعة الإسلامية".
علاقة وثيقة بين شبكات الإسلاميين
معروف منذ زمن طويل أن تهريب الكوكائين من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا يتم عبر الصحراء الكبرى التي تعتبر منطقة نفوذ للإسلاميين الذين يحققون أموالا طائلة من عمليات التهريب. والجماعات الإسلامية في اسبانيا أيضا لا تتورع عن استغلال أموال المخدرات، حيث تقول مصادر وزراة الداخلية الاسبانية إن نحو 20 بالمائة من الجهاديين المعتقلين، قد سبق وأدينوا بجرائم تهريب مخدارت أو تزوير وثائق. وتقول صحيفة "الموندو" الاسبانية المحافظة، إن اسبانيا مركز لتمويل الجهاد في سوريا والعراق، وتشير في إحدى تقاريرها إلى أن هناك شبكة تضم 250 محلا لبيع اللحوم والمواد الغذائية تجمع الأموال وترسلها عبر قنوات سرية إلى جماعات إسلامية.
ويقول خبير الشؤون الإسلامية، فرناندو رايناريس، الباحث في جامعة الملك خوان كارلوس في مدريد "هناك علاقة وثيقة بين شبكات تجنيد الإسلاميين في اسبانيا والمغرب"، مشيرا بأن اسبانيا تجاور منطقة (المغاربية) تشكل معقلا لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وتعد مصدرا لنحو نصف المقاتلين الأجانب في صفوف"الدولة الإسلامية".
داعش والمخدرات
وأكثر ما يثير قلق الخبراء في شؤون الإرهاب هو مدينتا سبتة ومليلة (تقعان تحت نفوذ إسبانيا)، حيث تعتبر سبتة مركزا لتجارة المخدرات، ففي هذه المدينة الصغير التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ 80 ألف نسمة تم عام 2013 التبليغ عن نحو 900 عملية تهريب للمخدرات. وعلاوة على ذلك تعتبر سبتة معقلا للجماعات الإسلامية، حسب رأي الباحث فرناندو رايناريس الذي يقول "مدينتا سبتة ومليلة على ارتباط وثيق جدا مع شمالي المغرب، حيث تنشط الجماعات الإسلامية" ويتابع "لقد تأكد لنا بأن الجماعات الإسلامية تنشط على جانبي الحدود، وهذا تهديد فعلي لنا". فقبل أيام قامت الشرطة الاسبانية في سبتة باعتقال أربعة رجال ذوي أصول مغربية، يعتقد أنهم كانوا على وشك تنفيذ عمليات انتحارية. ما شكل صدمة للاسبان الذين لم ينسوا بعد العمليات الإرهابية التي وقعت في مدريد عام 2004.
ليس واضحا بعد إلى أي حد أو فيما إذا كان تجار المخدرات يمولون تنظيم "الدولة الإسلامية". لكن المؤكد على الأقل، أن تجار المخدرات والإسلاميين المتطرفين في سبتة على علاقة وثيقة مع بعضهم.