1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اعتلال الدماغ الرضحي - كيف أثر على حياة بعض الرياضيين؟

٢٦ سبتمبر ٢٠٢٤

يعتقد أن ثلث لاعبي كرة القدم الأمريكية المتقاعدين مصابون باعتلال الدماغ الرضحي، الذي لا يمكن تشخيصه إلا بعد الوفاة. ولكن محترفين في رياضات أخرى أصيبوا به أيضا. فما هو هذا المرض؟ وما تأثيره على من يصاب به؟

https://p.dw.com/p/4l0hp
كرة القدم الأمريكية - أرشيف
ثلث لاعبي كرة القدم الأمريكية المتقاعدين يعتقدون أنهم مصابون باعتلال الدماغ الرضحيصورة من: Darron Cummings/picture alliance

أفاد استطلاع جديد نُشر في المجلة الطبية JAMA Neurology أن ثلث لاعبي كرة  القدم المحترفين المعتزلين قد يكونوا مصابين بمرض اعتلال الدماغ الرضحي المزمن، وهو حالة دماغية تنكسية تُعزى إلى الإصابات المتكررة في الرأس.

ووفقا للمجلة، فإن الأعراض مثل الاكتئاب وضعف الإدراك والأفكار الانتحارية كانت أكثر شيوعا بين اللاعبين الذين يعتقد أنهم مصابون باعتلال الدماغ الرضحي المزمن. ووجد الباحثون أن هؤلاء اللاعبين كانوا أكثر عرضة بمرتين للإبلاغ عن أفكار انتحارية أو إيذاء النفس، حتى بعد التحكم في عوامل أخرى قد تؤثر عليهم. ومع ذلك، لا يزال من غير الممكن تشخيص اعتلال الدماغ الرضحي لدى الأحياء، مما يعني أن الباحثين لا يستطيعون تأكيد أن الأعراض عند هؤلاء اللاعبين ناتجة عن هذا المرض.

كما أشارت الدراسة إلى أن الاعتقاد بوجود اعتلال الدماغ الرضحي المزمن قد يزيد من مشاعر اليأس والاكتئاب لدى اللاعبين، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.

وقالت راشيل جراشو، الباحثة الرئيسية في الدراسة من  جامعة هارفارد ، إن حالات مثل انقطاع النفس أثناء النوم، وانخفاض هرمون التستوستيرون، والألم المزمن قد تسهم في مشاكل التفكير والذاكرة. وبالتالي، يمكن أن تُعزى العديد من الأعراض التي يعاني منها اللاعبون إلى عوامل قابلة للعلاج، وليست بالضرورة مرتبطة باعتلال الدماغ الرضحي المزمن.

تم تشخيص أكثر من 300 لاعب في دوري كرة القدم الأمريكية بعد وفاتهم باعتلال الدماغ الرضحي المزمن، حيث ظهرت عليهم قبل وفاتهم أعراض مثل فقدان الذاكرة وتقلبات المزاج. ومن أبرز الحالات ديف دورسون وجونيور سيو، اللذان توفيا انتحارا، وتبين لاحقا وجود علامات هذا المرض عندهم في الدماغ.

الفهم المتزايد لمخاطر كرة القدم الأمريكية

ويقول الدكتور روس زافونتي، الباحث في الدراسة وأستاذ الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل في مستشفى ماساتشوستسالعام وجامعة هارفارد، في مقابلة مع NPR إن "العلاقة الدقيقة بين اعتلال الدماغ الرضحي المزمن والأفكار الانتحارية لا تزال غير واضحة". وأضاف أن الأبحاث المتعلقة بالانتحار تُظهر أن مجموعة متنوعة من العوامل يمكن أن تلعب دورا في زيادة خطر الأفكار الانتحارية.

وأشار زافونتي إلى أنه نظرا لأن اعتلال الدماغ الرضحي المزمن لا يمكن تشخيصه إلا من خلال تشريح الدماغ بعد الوفاة، فإن الأسئلة حول انتشاره تظل قائمة مع تزايد الوعي بين لاعبيكرة القدموالجمهور الأمريكي. وتُطرح تساؤلات حول مدى شيوع اعتلال الدماغ الرضحي المزمن بين لاعبي كرة القدم السابقين، ونسبة اللاعبين الحاليين الذين قد يصابون بالمرض.

الدكتور ف. بيري ويلسون من كلية الطب بجامعة ييل يقول: "عندما علمت لأول مرة عن اعتلال الدماغ الرضحي المزمن في كلية الطب، كان ذلك في سياق الملاكمين المحترفين. حيث تعرفنا على ما يُعرف بـ "متلازمة سكارى اللكمات" أو الخرف عند الملاكم، وهي حالة عصبية تنجم عن الضربات المتكررة للرأس".

لكن اليوم، عند ذكر اعتلال الدماغ الرضحي المزمن، تتبادر إلى الذهن غالبا كرة  القدم الأمريكية. كانت أول حالة موثقة في عام 2002، عندما توفي مايك ويبستر، نجم فريق بيتسبرغ ستيلرز، وتم اكتشاف اعتلال الدماغ الرضحي المزمن في دماغه خلال التشريح.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت كرة القدم الأمريكية مرتبطة ارتباطا وثيقا بهذه المتلازمة، رغم أنه تم تسجيل حالات مشابهة في رياضات أخرى مثل هوكي الجليد، والرغبي، وأحيانا كرة القدم.

ومع تطور فهمنا لاعتلال الدماغ الرضحي المزمن، أصبحنا ندرك أن الأعراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، أكثر شيوعا من الأعراض الباركنسونية التي كانت تُلاحظ سابقا، مثل حالة محمد علي.

ن.ف.د