1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
مجتمعفرنسا

اغتصاب واستغلال جنسي.. معاناة المهاجرات في مخيمات شمال فرنسا

٨ ديسمبر ٢٠٢٤

تتعرض النساء اللاتي يعشن بمفردهن في مخيمات شمال فرنسا، لمخاطر وصعوبات عديدة، فهن معرضات بشكل خاص لخطر الاغتصاب والإجبار على العمل في الدعارة. ومن جانبها، تحاول الجمعيات العثور عليهن في المخيمات، ونقلهن إلى أماكن آمنة.

https://p.dw.com/p/4nUDX
صورة رمزية لإمرأة تقف خلف نافذة وتنظر إلى الخارج
يتم استغلال بعض النساء في شبكات الاتجار بالبشر، ويُجبرن على ممارسة الدعارة لدفع تكاليف عبور بحر المانش من فرنسا إلى إنكلتراصورة من: Jens Büttner/ZB/picture alliance

بعد مرور ثلاثة أعوام على أسوأ حادثة غرق في بحر المانش، يقدّم فريق مهاجرنيوز تغطية خاصة، حول وضع المهاجرين في شمال فرنسا، حيث تتزايد محاولات العبور المميتة إلى بريطانيا في ظل تشديد الرقابة على الحدود.

يلعب آدم في الساحة بشاحنة حمراء صغيرة، فيما تراقبه أمه خلود من بعيد وهي تدخن سيجارتها. يبلغ الطفل عامين فقط، قضاها كلها على  طريق الهجرة. تروي والدته المتحدرة من أصول سورية وكويتية، قصتها لمهاجر نيوز، فهي لم تسمع أي أخبار عن والد طفلها، وهو سوري التقت به في تركيا، "هرب إلى ألمانيا عندما أخبرته أنني حامل". وسافرت الشابة البالغة من العمر 26 عاما إلى شمال فرنسا، بهدف الوصول إلى المملكة المتحدة.

خلال فترة بعد الظهر من هذا اليوم البارد من تشرين الثاني/نوفمبر، جاءت خلود لتستريح في المركز النهاري التابع لمنظمة "الإغاثة الكاثوليكية"، في كاليه شمال فرنسا. حيث يستقبل جناح مخصص للنساء، المهاجرات المتواجدات في المنطقة أربع مرات في الأسبوع. ويمثل هذا المكان ملجأ لهؤلاء النساء العازبات، سواء كن مع أو من دون أطفال. وتنتهز خلود الفرصة للاتصال بأحبائها بينما يقضي ابنها بعض الوقت مع أحد المتطوعين في مقر الجمعية.

مخيم عشوائي للمهاجرين في كالية الفرنسية 10.09.2021
وفقاً لجمعية "يوتوبيا 56"، يعيش ما بين 1000 و1500 مهاجر في مخيمات بين كاليه ودانكيرك، شمال فرنسا. المصدر: مهاجرنيوزصورة من: Forrest Crellin/Reuters

"مواقف صعبة للغاية"

وخلال هذا اليوم، لم يطرق باب المركز سوى 10 نساء، معظمهن يقضين أيامهن في منزل في كاليه تديره إحدى الجمعيات. تقول مريم من منظمة الإغاثة الكاثوليكية "في الوقت الحالي، نستقبل عددا أقل من الأشخاص، ولكن في أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر، قد يصل عدد الأشخاص المستفيدين من خدماتنا إلى 60 شخصا يوميا".

وتعيش مريم، وهي مغربية الأصل، في  فرنسا منذ أكثر من 30 عاما، وهي مسؤولة بشكل خاص عن العثور على النساء في المخيمات، أثناء قيامها بجولات ميدانية، ومساعدتهن على العثور على مسكن عن طريق شبكة الجمعيات المتواجدة في المنطقة. وتعترف قائلة "أواجه مواقف صعبة للغاية".

تروي مريم قصص هؤلاء النساء بالتفاصيل، وكأنها لا تريد أن تنسى أي شيء. وفي بعض الأحيان، عندما تكون القصص صعبة للغاية، تمتلئ عيناها بالدموع. تقول "عندما يصلن (إلى شمال فرنسا)، يتم رصد النساء بسرعة من قبل المهربين، الذين يتظاهرون بأنهم أزواجهن ويعتدون عليهن. روت بعض النساء أنهن يتعرضن للاغتصاب كل مساء في خيمتهن، وأحيانا من قبل عدة رجال". كما يتم استغلال بعض النساء في شبكات الاتجار بالبشر، ويُجبرن على ممارسة الدعارة لدفع تكاليف المرور إلى إنكلترا.

مخيم عشوائي للمهاجرين في كاليه الفرنسية 10.09.2021
إخلاء مستمر لمخيمات المهاجرين في كاليهصورة من: Forrest Crellin/Reuters

"من الصعب جدا أن تكوني امرأة وحيدة هنا"

انتهت خلود من إجراء مكالماتها وجلست على الطاولة مع ابنها الذي يحب تناول الحلويات، في المقابل، تجلس حليمة* وتتناول قطعة خبز صغيرة أثناء ترفيهها عن آدم.

وتقول الشابة الصومالية إن عمرها 20 عاماً لكنها تبدو أصغر بخمس سنوات، وتشرح أنها هربت من زواج قسري من رجل يبلغ من العمر 70 عاماً في بلدها. وصلت الفتاة إلى  شمال فرنسا في أيلول/سبتمبر، وأمضت شهرا ونصف في مخيمات كاليه قبل أن تعثر مريم عليها، وتساعدها على الخروج من المخيم.

وتعترف حليمة قائلة "من الصعب جدا أن تكوني امرأة وحيدة هنا"، وترفض الخوض في تفاصيل حياتها اليومية في "الغابة"، وهو الاسم الذي يطلقه المهاجرون على المخيمات غير الرسمية. وعندما تتحدث عن حياتها في الشارع تخفض عينيها وتظل صامتة، قبل أن ترفع رأسها وتغير الموضوع "أحب القدوم إلى (مركز) الإغاثة الكاثوليكية، أشعر وكأنني أعود إلى الحياة الطبيعية".

تضييق بريطانيا وفرنسا الخناق على مهاجرين غير قانونين

الوصول إلى المملكة المتحدة بأي ثمن

ويقوم بعض المهاجرين القاصرين بعدم الإفصاح عن أعمارهم الحقيقية، حتى لا تتكفل بهم خدمات "الرعاية الاجتماعية المخصصة للأطفال"، وبالتالي يبقون على مقربة قدر الإمكان من شواطئ شمال فرنسا للوصول إلى المملكة المتحدة.

وبالعودة إلى حليمة، فقد حاولت سبع مرات  الإبحار على متن قارب مطاطي إلى المملكة المتحدة، وتوضح قائلة "إن الطقس ليس جيدا في الوقت الحالي، لذا فإن رحلات المغادرة متوقفة".

وبحسب المتطوعين العاملين في المركز، فإنهم يستقبلون عددا أكبر من النساء مقارنة بالسنوات السابقة. تقول كريستين، وهي متطوعة في السبعينات من عمرها وتعمل في منظمة الإغاثة الكاثوليكية منذ ثلاث سنوات، "إنهم (المهاجرين) لا يفكرون إلا في إنكلترا، وهم على استعداد لتحمل كل المخاطر". وتضيف مريم "لهذا السبب أيضا لا يريدون التحدث كثيرا، فهم يركزون على هدفهم النهائي ويخشون أن يعرضهم سرد قصتهم للخطر".

ولا تقتصر معاناة النساء على المخيمات في شمال فرنسا، بل يتعرضن لمصاعب خاصة بهن عند الصعود على متن القوارب المطاطية، ويوضعهن في وسط القارب رفقة الأطفال، ما يجعلهن عرضة للتدافع والدهس أحياناً. تتذكر مريم لقائها بفتاة صغيرة "وصلت مصدومة مع والدتها. أمضت جزءا من محاولتها لعبور البحر وهي تحاول إبقاء أختها على قيد الحياة. حيث تعرضت أختها للدهس في القارب، ولم تكن تتنفس. أمسكت الفتاة بيد أختها حتى وصلت المساعدة، لكنهم لم يتمكنوا من فعل أي شيء، كانت قد ماتت بالفعل بسبب الاختناق".

مهاجر نيوز 2024

 ليسلي كاريتيرو