افتتاح معرض هانوفر الصناعي الدولي بمشاركة عربية متواضعة
٢٨ أبريل ٢٠٠٦تحتضن مدينة هانوفر الألمانية مجددا المعرض الصناعي الدولي Hannover Messe الذي يحمل اسمها. ويعد هذا المعرض الأهم من نوعه في ألمانيا إذ يشكل نافذة تطل من خلالها على العالم الخارجي من خلال أحدث تقنياتها وصناعاتها الرائدة التي تحمل علامة " صنع في ألمانيا". وقد بدأت اليوم فعاليات هذا المعرض والتي تمتد على مدى أربعة أيام من 24 إلى 28أبريل/ نيسان الجاري. وتشارك الهند في دورته لهذا العام كضيف شرف.
يشكل معرض هانوفر هذا ملتقى هاما لكبرى شركات صناعة التكنولوجيا في العالم وخاصة في ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي. فهي تعرض من خلاله آخر مبتكراتها وإنجازاتها العملية والتطبيقية في مختلف مجالات الصناعة والخدمات بغية التوريج لها وتسويقها. وتعود إقامته إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث كان يعاني الاقتصاد الألماني من ويلات الدمار والخراب. وقد ظهرت آنذاك فكرة إقامة المعرض من أجل استقطاب رؤوس الأموال للاستثمار في ألمانيا وإعادة إعمارها لا سيما في مجال البنية التحتية التي تشكل العمود الفقري لأية نهضة صناعية.
أهمية على الصعيد المحلي
وبالنسبة لسكان هانوفر والمناطق المحيطة بها يشكل المعرض تظاهرة اقتصادية كبرى، إذ تتحول المدينة ومحيطها إلى منطقة جذب سياحي لآلاف الزوار الذين يفدون إليها على مدى أربعة أيام. وهذا ما يساهم في تنشيط الحركة التجارية والسياحية. ومن خلال ذلك يوفر المعرض فرص العمل لكثير من الشباب لا سيما في مجالات الخدمات السياحية المتعلقة باستقبال الزوار وإرشادهم. على صعيد آخر وضعت إدارة المعرض كل الإمكانيات اللازمة لإنجاح هذه التظاهرة من خلال توفير البنية التحتية اللازمة لاستقبال الزوار والشركات ومعروضاتها وتوفير سبل الراحة للزائرين بغية الوصول إلى أجنحة المعرض بأيسر الطرق.
أقسام المعرض
يشمل معرض هذا العام عشرة أقسام أبرزها قسم الطاقة الذي يحتل حيزا هاما لاسيما وأنها أضحت قضية عالمية. وهنا تبرز العروض الألمانية في مجال تقنيات الطاقة البديلة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية. وفي هذا الإطار تعرض الشركات نماذج تطبيقية في مجال إنتاج طاقة نظيفة وصديقة للبيئة. ومن بين أهم أقسام المعرض أيضا قسم الأتمتة الصناعية الذي تشارك فيه 1300 شركة ألمانية وعالمية تعرض آخر المبتكرات في هذا المجال وتطبيقاتها. كما يضم المعرض قسم خاص بالتكنولوجية الرقمية، حيث تُعرض آخر التطورات في عالم البرمجيات ونقل المعلومات. وكذلك يشمل هذا المعرض على أجنحة متخصصة في تقنيات السوائل والجزيئات والأبحاث التكنولوجية الدقيقة.
الهند ضيف الشرف
يكتسب معرض هذا العام أهمية خاصة للهند كونها تحضره كضيف شرف. وقد استغل القطاعين الخاص والعام فيها هذه الفرصة من أجل الترويج لصناعاتها وإبداعاتها في مختلف المجالات لاسيما في قطاع المعلوماتية. وفي هذا الصدد قال نادان نيل كان مدير إحدى شركات تكنولوجيا المعلومات:" يجب أن يعرف الناس الوجه الجديد للهند". غير أن الأخيرة لم تحضر بأحدث تقنياتها فقط، وإنما بالعديد من الأنشطة الثقافية التي أضفت طابعا خاصا على المشاركة. وفي هذا الإطار ستقدم حسناوات هنديات وفرق فولكلورية عروضا متنوعة عن الثقافة الهندية من أجل تنشيط حركة السياحة والاستثمار.
وتشارك الهند بعدد كبير ضم 300 من المسؤلين ورجال الأعمال يتقدمهم رئيس الوزراء مانموهان سينغ. ويحاول المسؤولون ورجال الأعمال الهنود الخروج من المعرض بأكبر عدد ممكن من الصفقات التجارية والاستثمارية على ضوء انخفاض تكاليف الإنتاج وأجور العمالة لديهم. أما الشركات الألمانية فتحاول بالمقابل ترسيخ أقدامها في السوق الهندية الواعدة من خلال مزيد من المشاريع المشتركة. ويشجع على ذلك التطور السريع في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إذ وصلت قيمة التبادل التجاري بين الدولتين إلى 6.2 مليار يورو عام 2004. ويعلق الهنود كثيرا على الاستثمارات الألمانية في قطاع الطاقة وخاصة البديلة منها. فعلى الرغم من محاولات تشجيع التعاون في هذا الإطار فإن مستواه ما يزال دون المستوى المرجو منه كما أشار مونتيك سينج أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء الهندي.
مشاركة عربية ضعيفة
احتلت المشاركة الألمانية النصيب الأكبر في حجم المعروضات والمشاركات بوصفها البلد المضيف وكذلك الشركات الهندية ضيف الشرف. ويمثل هذه الأخيرة 343 عارضا. كما حضرت الصين بشكل قوي من خلال 250 شركة. وفيما يتعلق بحجم المشاركة العربية فقد جاءت متواضعة نسبيا سواء من خلال عدد الدول أو حجم الشركات المشاركة، فقد شاركت ست دول عربية في هذا المعرض وهي مصر والبحرين والكويت و سلطنة عمان وتونس والإمارات العربية المتحدة من خلال عروض متواضعة وعدد محدود من رجال الأعمال.
بقلم هشام العدم
موقع دويتشه فيله في الإنترنت