اكتشاف حفريات لمخ كائنات بحرية عمرها نصف مليار عام
١٧ يوليو ٢٠١٤
قدم باحثون وصفا لبقايا حفريات اكتشفت في الصين توضح بجلاء التفاصيل الدقيقة لتركيب المخ لدى مجموعة عجيبة من الكائنات البحرية التي كانت من أبرز المخلوقات المفترسة قبل نصف مليار عام. وتضمنت هذه الحفريات حيوانا اسمه العلمي (ليراراباكس انجويسبينوس) - ويعني اسمه ذو المخالب الشوكية- عاش خلال العصر الكمبري الذي يمثل منعطفا جوهريا في تاريخ الحياة على وجه الأرض عندما ظهر الكثير من المجموعات الحيوانية الرئيسية وينتمي هذا الكائن لمجموعة حيوانية بدائية - من أسلاف مفصليات الأرجل التي منها القشريات والحشرات والعناكب- التي تصطاد فرائسها بزوج من الزوائد الكلابية الشبيهة بالمخالب والتي توجد في مقدمة العينين.
ورغم عدم وجود أقارب في وقتنا الحالي على قيد الحياة تمت بصلة مباشرة لهذه المجموعة الحيوانية البدائية إلا أن تركيب المخ لديها يشبه إلى حد كبير حيوانات شبيهة بالديدان تسمى الديدان المخملية وتنتشر في غابات المناطق المدارية وشبه المدارية في نصف الكرة الجنوبي. وقال الباحثون إن أوجه التشابه هذه توحي بأن الحيوانات ربما تكون أسلافا بعيدة للمجموعة الحيوانية البدائية ومن أمثلتها حيوان (انومالوكاريس) الذي وجد في صورة حفرية في منطقة بورجيس شيل بكندا. وتنمو الديدان المخملية لتصل في الطول إلى بضع بوصات ولديها قرنا استشعار طويلان يمتدان من الرأس ولها أيضا أزواج عديدة من الأرجل القصيرة المكتنزة الأنبوبية غير المفصلية التي ينتهي كل منها بزوج من المخالب الصغيرة.
وعاش حيوان ليراراباكس -وهو من الكائنات المفترسة الشبيهة بالقيثارة في الشكل- قبل 520 مليون عام ويشبه في شكله التشريحي للجهاز العصبي الديدان المخملية في عدة أوجه منها بساطة تركيب المخ ووجود زوج من العقد العصبية تقع أمام العصب البصري ووجود قاعدة للزوائد المخلبية. وعادة ما تتحلل الأعضاء اللينة لأي حيوان عقب نفوقه مما يعني أن الحفرية لا تحتفظ إلا بالأجزاء الصلبة مثل العظام والأسنان والأصداف لكن في ظل ظروف استثنائية يمكن أن تحتفظ الأنسجة اللينة والأعضاء التشريحية بشكلها في صورة حفرية. يذكر أن حيوان ليراراباكس أصغر من رفاقه في نفس مجموعته الحيوانية إذ يصل طوله إلى 15 سنتيمترا أي ما يعادل تقريبا طول الروبيان الكبير.
هـ د/ ط.أ ( رويترز)