الأبناء المفقودون: مئة عام من الحداد
جثث في مقابر عسكرية جماعية رسمت معنى جديداً للحداد، أكانت المحرقة أو فيتنام أو الحرب الأهلية في الأرجنتين أو بوسنة أو 9/11. معرض "الأبناء الضائعون" في قاعة الفنون في مدينة بون يوضح ثقافة الحداد التي خطتها الحروب بدمائها.
حرب الدول الصناعية الناشئة
كبيرة كانت الآثار السلبية للحرب العالمية الأولى، فلأول مرة تمكنت الدول الصناعية من إنتاج الأسلحة بكميات كبيرة كأي منتج صناعي آخر. ناهيك عن الغاز السام، فهنا يترقب الجنود الألمان هجوماً غازياً عليهم. إلا أن الحمامة الطائرة تنبئهم بفوزهم ببعض من الوقت قبيل حلول الهجوم.
أموات بلا وجوه
لم يتوانَ الحلفاء عن استخدام أسلحة بقوتها الفتاكة تمحي تشوه وجوه الضحايا بشكل يصعب التعرف عليهم بعد اندثار فرص التعرف عليهم في أراض بعيدة عن الوطن. يوضح المعرض في بون طبيعة الثقافة الجديدة للحداد على الموتى البالغ عددهم 10 ملايين إبان الحرب العالمية الأولى.
أموات بلا أسماء
هنا في مقبرة العظام داخل الصرح التذكاري في مدينة فيردون الفرنسية تشابكت رفات 130.000 جندي فرنسي وألماني. سخرية الأقدار شاءت أن تترابط أجسادهم أمواتاً رغم شدة كراهيتهم لبعضهم أحياءً.
رثاء الأبناء
لم يبلغ بيتر كولفيتس سوى الثامنة عشرة من عمره حين سقط في الإقليم الفلامندي في بلجيكا في أكتوبر 1914. والدته الفنانة كاتي كولفيتس لم تنفك تبكي ولدها في أعمالها الفنية حتى وفاتها عام 1945.
أين نبكيهم؟
ليس لضحايا الحرب العالمية الأولى قبور يبكي عليها أهاليهم، فجل ما بقي منهم كان اسمهم. من هنا بدأت فكرة ضرحة الشهداء للتذكير بهم. في الصورة نرى ضريح بيتر كولفيتس في فلادسلو البلجيكية.
أبناء مفقودون
كان رودي يارد كيبلينغ أحد أهم الكتاب البريطانيين في مطلع القرن العشرين، فنال جائزة نوبل للأدب في عام 1907. وحين اندلعت الحرب دفع الوالد بابنه جون على المشاركة فيها وهو ما تندم عليه طيلة عمره، حيث اعلن عن فقدانه في 1915 ولم تلتق عينا الأب بجسد ابنه بعدها أبداً.
لم يبق سوى أسماؤهم
ضريح شهداء الحرب العالمية الأولى التذكاري في مقبرة تاين كوت في إيبر البلجيكية. دموع رابطة قبور الحرب حفرت على كافة الأضرحة المركزية العبارة ذاتها: "اسمك سيخلد للأبد"
مواقع للحداد
أحد ابرز مميزات ثقافة الحداد المرتبطة بالحرب العالمية الأولى هي تقديس الأسماء وتخليدها. اللوحة اليمنى تبين النصب التذكاري لضحايا المحرقة في باريس والثانية للنصب التذكاري المدعو "نقطة التجمع" في وارسو، حيث كانت تنطلق منها القطارات المتجهة إلى معسكرات الاعتقال.
كي لا ننسى
58 ألف اسم لضحايا حرب فيتنام مدون على الصرح التذكاري الصخري الأملس. يذكر أن عدد ضحايا الحرب الفيتنامية (1964- 1975) الفعلي بالملايين.
معرفة الأقدار كخطوة أولى للحداد
اختفى آلاف السياسيين المعارضيين خلال فترة حكم المجلس العسكري في الأرجنتين بين عامي 1976 إلى 1983. وتتظاهر حتى يومنا هذا امهاتهم كل خميس أمام القصر الرئاسي في أهم ساحة في بوينوس آيرس "بلازا دي مايو"، مطالبات بالإعلان عن مصير أبنائهم.
مجزرة سربرنيتشا
تظهر الصورة فريق التحقيق التابع لمحكمة جرائم الحرب للأمم المتحدة أثناء عملية إخراج جثث عشرات الضحايا المسلمين. ففي عام 1995 قتل الصرب حوالي 8 آلاف شاب و رجل من البوسنة و دفنوهم في قبور جماعية.
أموات بلا قبور
نصف ضحايا تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول اختفوا بلا أثر. حفظاً للضحايا من النسيان وتخليداُ لهم وتضامناً مع أهاليهم شيد صرح لهم.