الأحزاب الألمانية تلعب "الورقة التركية" في الانتخابات المقبلة
(.....) " أوروبا تعني قيم أساسية مسيحية ـ غربية، أوروبا تعني تنوير، أوروبا تعني فصل بين الدين والدولة، أوروبا تعني مساواة بين الرجل والمرأة." (....) "ولكن هذا ليس تاريخ تركيا." من يسمع هذه الكلمات التي صدرت أمس الأحد (28.08.05) عن رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري إدموند شتويبر، لا يسعه إلا القول إن المحافظين يعدون العدة قبل ثلاثة أسابيع من إجراء الانتخابات الألمانية المبكرة للعب الورقة التركية في حملتهم الانتخابية التي إفتتحوها رسميا أمس الأحد في مدينة دورتموند. ولكن هذا لا ينطبق فقط على نهج الحزبين الألمانيين المحافظين، المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي البافاري بخصوص أكثر المسائل حساسية في أوروبا، بل أيضا على موقف الاشتراكيين الديمقراطيين الذين يحكمون البلاد منذ سبع سنوات ويعتبرون من أكبر المتحمسين لبدء محادثات الانضمام مع البلد المسلم في موعدها المحدد .....
شرودر:"الهدف هو عضوية كاملة"
..... ففي وقت شحذ فيه إدموند شتويبر رئيس وزراء ولاية بافاريا وأنغيلا ميركل منافسة المستشار شرودر في الانتخابات البرلمانية المقبلة همم رفاقهم، في إشارة منهم إلى بدء المعارضة الألمانية رسميا حملتها الانتخابية، أعرب المستشار الألماني غيرهارد شرودر، حسب مصادر يومية "حريات" التركية، أعرب في مأدبة غداء مع رجال أعمال أتراك وصحافيين في برلين عن عدم تفهمه لموقف الحزبين المسيحيين، قائلا " إنهم يتحدثون عن شراكة مميزة مع تركيا. ماذا يعني هذا؟ بالتأكيد ليس عضوية كاملة." وأضاف المستشار أن أنقرة "أوفت بوعدها، والآن يجب علينا نحن أن نوفي بوعدنا"، موضحا أن الحكومة التركية أوفت بالشروط التي فرضها الاتحاد الأوروبي كأساس لبدء محادثات الانضمام معها.
وميركل: "نعم للشراكة المميزة"
وفي دورتموند واصل شتويبر عرض موقف حزبي المعارضة من الملف التركي بالقول إن المسيحيين الديمقراطيين يعارضون لهذه الأسباب المذكورة عضوية كاملة لتركيا في المجموعة الأوروبية، ولكنهم يؤيدون ما سماه بـ" الشراكة المميزة" مع أنقرة. أما رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي ومنافسة شرودر في الانتخابات البرلمانية المقبلة أنغيلا ميركل فقد أكدت أن عضوية كاملة لتركيا في الاتحاد الأوروبي ستكلف أوروبا أكثر من وسعها، قائلة " نحن نريد علاقات صداقة مع تركيا، ولكننا نريد قبل كل شيء علاقات صادقة معها." وبادرت ميركل بالإعلان أنها بعثت رسالة إلى رؤساء الحكومات الأوروبية المحافظة طالبت فيها بوضع الركائز لشراكة مميزة مع تركيا وأن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيبحثون في اجتماعهم المقبل هذا الأسبوع المسألة التركية.
معايير كوبنهاغن
في القمة الأوروبية التي نظمت في كانون الأول / ديسمبر وضع رؤساء وزراء وحكومات الدول الأوروبية أسس بدء محادثات انضمام البلد المسلم إلى الاتحاد الأوروبي. ووفقا لهذه الأسس، فإن الهدف المشترك لمحادثات الانضمام مع دولة ما هو "الانضمام ذاته". ولكن هذه الأسس تؤكد في الوقت ذاته أن محادثات الانضمام هي " قضية نهايتها مفتوحة ونتائجها لا تضمن انضماما تلقائيا للدولة التي قدمت الطلب إلى الاتحاد الأوروبي." وتضيف المعايير (.....) "نظرا لجميع معايير كوبنهاغن، فإنه في حال عدم مقدرة الدولة مقدمة الطلب على الإيفاء بجميع شروط الانضمام، فإنه من الممكن ربط هذه الدولة بقوة بالتركيبة المؤسساتية للاتحاد الأوروبي." تجدر الإشارة إلى أن جميع الدول الراغبة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يجب عليها أن تفي بمعايير كوبنهاغن التي اتفق عليها رؤساء وزراء وحكومات الاتحاد الأوروبي. ويدور الحديث في المعايير قبل كل شيء عن ضرورة الاستقرار في المؤسسات القضائية وإرساء مبادئ دولة القانون والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان واحترام حقوق الأقليات واعتماد اقتصاد السوق.
ناصر جبارة ـ دويتشه فيله