الأرجيلة في الأردن.. حظرها صحي ويرفع نسبة البطالة
٣ فبراير ٢٠١٤شكل قرار حظر الأرجيلة في الأردن صدمة لأصحاب المقاهي والمطاعم الذين أكدوا أنه سيتسبب بإغلاق عدد كبير من المقاهي والمطاعم وبالتالي "تزداد البطالة المرتفعة أصلا"، كما شكل القرار صدمة لمحبي الأرجيلة وارتياحا لكارهي التدخين.DW عربية حاولت استطلاع أراء الشباب من الجنسين.
تقول دلال فياض (ممثلة) أنها ضد منع الأرجيلة والتدخين بشكل عام في المقاهي لأن تطبيق مثل هذا القانون سيحرمها وصديقاتها من الدخول لهذه الأماكن، التي تعتبر "متنفسا في مدينة لا يوجد فيها بحر أو نهر" حسب قولها. أما هبة العمري (صحفية) فتقول إنها "لا تعتقد أن قرار منع الأرجيلة له علاقة بصحة وسلامة المواطن الأردني" فهناك الكثير من الأمور التي تؤثر على صحة المواطنين أكثر من تأثير التدخين والأرجيلة كـ"الدخان المنبعث من السيارات والوجبات السريعة وحرق النفايات وغيرها الكثير".
"فرصة للخروج والترويح عن النفس"
من جهتها تقول عالية طوقان (مذيعة تلفزيونية) إنها مع حظر الأرجيلة في المطاعم وإبقائها في المقاهي مع ضرورة منع دخول الأطفال. فيما ترى حنان خندقجي (إذاعية) أن الأرجيلة بالنسبة للفتيات فرصة للخروج والترويح عن النفس وتضيف "لكن في الآونة الأخيرة نجد أنها أصبحت ظاهرة بين الفتيات تحت سن 18 سنة وفي بعض الدول يطلب النادل جواز السفر أو الهوية للتأكد من العمر".
رأي مؤيد لحظر الأرجيلة يعبر عنه ميخائيل حتر، وهو مغترب ومقيم في الولايات المتحدة، الذي يقول إن قرار حظر الأرجيلة صائب، "فآفة تدخين الأراجيل أو الشيشة أصبحت منتشرة بشكل جنوني في الأردن وأصبحت تُعتبر نوعاً من التطور "وبلغة الشباب "فياعة" (مصطلح يطلق في الأردن على الشباب المتحررين)"، لكنه يضيف أن الكثير من المقاهي والمطاعم السياحية ستتأثر من الناحية الاقتصادية من هذا القرار.
من جهته يقول شرف أبو رمان ( إعلامي) إن الجهات المعنية لم تستطع إقناع المواطن لغاية الآن بغايات وأهداف قرار منع الأرجيلة مما فتح المجال أمام الإشاعات والتنبؤات للأهداف والأسباب الحقيقية وراء هذا القرار ويضيف أن الأرجيلة باتت " معلما سياحيا " أردنيا كأي أثر تاريخي أو سوق شعبي.
"سيتم الاستغناء عن عدد كبير من العمال"
يعبر أصحاب المطاعم والمقاهي في الأردن عن استيائهم من القرار، ويقول أيمن أبو غنيم مدير مطعم ومقهى "تشاركول" بمنطقة عبدون في عمّان في حوار مع DW عربية، إن الطلب على الأرجيلة أصبح كبيرا في الأردن خلال السنوات العشر الأخيرة واتجه المستثمرون نحو هذا القطاع الذي يشغل "نسبة عالية من العمالة" سواء الأردنية أو العربية.
ويضيف أنه في حال تنفيذ القرار المتعلق بالأرجيلة فإن نسبة كبيرة من المقاهي والمطاعم سوف تقلص نفقاتها وسيتم الاستغناء عن عدد كبير من العمال، "هذا إذا لم يضطر المستثمرون إلى إغلاق مطاعمهم ومقاهيهم"، لأن الأرباح تعتمد بشكل أساسي على تقديم الأرجيلة.
ويؤكد أبو غنيم أن قطاع السياحة سيتأثر سلبيا نتيجة القرار، لأن الأردن أصبح مقصدا سياحيا نتيجة "عدم تأثره باضطرابات الدول المحيطة به"، "فالكثير من العرب يأتون إلى عمّان للاستمتاع بسهراتها الجميلة" ونسبة كبيرة منهم تعشق الأرجيلة، ويطالب الحكومة بعدم المضي قدما في هذا القرار و"التريث ومحاولة الوصول إلى حلول وسط" كأن يكون المكان الذي تقدم فيه الأرجيلة "ذا تهوية جيدة" وأن يكون هناك مكان خاص لغير المدخنين وتشديد القرار القديم المتعلق بعدم السماح للأشخاص دون سن الثامنة عشرة من دخول هذه المقاهي.
"القانون سيتم تطبيقه على جميع محلات التي تقدم الارجيلة"
تؤكد الدكتورة ميرفت مهيرات مديرة الرقابة الصحية في أمانة عمان في حوار مع DW عربية، إن قرار منع الأرجيلة جاء انطلاقا من الاتفاقيات مع منظمة الصحة العالمية لمكافحة التدخين وتطبيقا لقانون الصحة العامة الذي يحظر مزاولة مهنة لها مساس بالصحة.
وتضيف أن أمانة عمان الكبرى جهة حكومية تنفيذية تلتزم بالتشريع والقانون، الذي صدر وفقا لمنهجية محددة ومر بمراحل تشريعية وتم أخذ رأي جميع المعنيين فيه لمصلحة عامة. وتخلص مهيرات إلى القول إن القانون "سيتم تطبيقه على جميع المحلات التي تزاول المهنة وتقدم الارجيلة" بعد قرار الحظر.
أما الدكتور حسين محادين أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة فيشير إلى صعوبة تعديل أو حتى تحديد سلوك تدخين الأرجيلة رغم القرارات الرسمية المطروحة لمنعها "فالتدخين عموما سلوك متجذر لدى محبي الأرجلية على المستوى الفردي وعلى الصعيد الجمعي.
ويضيف أن هذا السلوك انتزع بحكم طول عمره في يوميات الأفراد والجماعات نوعا من "الشرعية والاعتياد"، الأمر الذي ولـّد تعلقا طاغيا ومرتبطا بإشباع نفسي داخلي عبر "التلذذ بكركرات الماء والتأمل بالجمر واحتراق التبغ". ويخلص إلى القول بأن ليس من الدقة الاعتقاد أن تفعيل القانون المقر من قبل مجلس النواب يمكن أن ينجح، "كون النواب يدخنون أثناء جلسات المجلس الرسمية وعلى مرأى من المواطنين". حسب قوله.