الأسواق العراقية تشهد ارتفاعا جنونيا للأسعار في شهر رمضان
١٧ سبتمبر ٢٠٠٩الأسواق العراقية تشهد هذه الأيام حركة نشطة تدل على انتعاش وعافية اقتصاديين على شرف انتهاء شهر رمضان الكريم وحلول عيد الفطر المبارك. وتعج الأسواق العراقية والمراكز التجارية خصوصا في بغداد بأنواع جيدة من الملابس والأجهزة والأثاث المنزلية وغيرها من البضائع الفاخرة غالبتها من مناشئ أجنبية. أمر مفرح فبعد سنوات الحصار الاقتصادي والعقوبات الاقتصادية على العراق باتت الاسواق العراقية امتدادا طبيعيا للأسواق العالمية. ولكن عندما نلقي نظرة على أسعار البضائع تتحول الفرحة إلى نوع من التأمل والحذر وتبدأ الأسئلة بالتبلور.
وأول سؤال لماذا هذا الغلاء الفاحش؟ ثم من يملك القوة الشرائية لمواجهة هذا الغلاء؟ والغريب في هذا الأمر انه يتم استغلال شهر رمضان الكريم لتحقيق اكبر الأرباح على حساب العوائل الكبيرة ذات الدخل المحدود. بل الاسؤ من ذلك أن الغلاء شمل حتى المواد الغذائية الضرورية كالعدس والتمر واللبن كما تقول التقارير الواردة من العراق.
وحتى نرى كيف قضت بعض العوائل العراقية هذا الشهر الكريم وكيف تستقبل العيد نستمع إلى أراء بعض ربات البيوت الكريمات من بغداد. ربات بيوت عراقيات أكدن في حديثهن هذه الظاهرة ووصفت ارتفاع الاسعار بالجنوني وغير مبرر. واشارت النساء الى معاناة العوائل الكبيرة ذات الدخل المحدود. وما يزيد الطين بلة في هذا العام تزامن نهاية شهر رمضان والعيد السعيد مع بدء السنة الدراسية لكل المراحل في العراق. وبذلك ارتبط تبضع العيد مع توفير مستلزمات الاطفال المدرسية. وهو أمر يشكل عنصر ضغط مالي كبير على العوائل الكبيرة والضعيفة ماليا.
الأعلامي العراقي المستقل هادي جلو شارك الاراء المطروحة بشأن ارتفاع الاسعار وارجع اسباب ذلك الى عوامل عديدة منه جشع التجار بالاضافة الى ضعف الدولة في رقابة وتنظيم الاسواق العراقية. كما بات واضحا أن علاقة بعض التجار بمسؤولين في الدولة قد اطلق ايديهم في التلاعب بالاسعار دون رادع قانوني.
)للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: هادي جلو:احد اسباب ارتفاع الاسعار هو ان التجار في العراق غير مرتبطين بنظام اقتصادي متكامل )
الخبير الاقتصادي الدكتور سعد الحيالي افتقد في حديثه المنهجية في العملية الاقتصادية وانعدام التخطيط على المستوين العام والخاص. وطالب بضرورة احياء دور غرفة تجارة بغداد على سبيل المثال وتنظيم الاستيراد حسب حاجة الاسواق العراقية. وبذلك يكون مبدأ العرض والطلب هو الحاسم في تحديد الاسعار وليس جشع التجار.
)للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د. سعد الحيالي : مسألة ارتفاع الأسعار مرتبطة بندرتها في السوق )
ربة بيت عراقية طالبت في حديثها بضرورة احياء الاسواق المركزية، التي كانت قائمة قبل الحرب وتوفر البضائع المختلفة بما في ذلك المواد الغذائية للعوائل الكبيرة ذات الدخل المحدود باسعار زهيدة اي باسعار تحظى بدعم حكومي.
للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: ليلى من بغداد : ضرورة احياء الاسواق المركزية من جديد )
كما طالب الخبير الاقتصادي الدكتور سعد الحيالي بضرورة تفعيل دورالجمعيات الاستهلاكية بالاضافة الى تأسيس جمعيات حماية المستهلكين، وذلك في إطار خطة كاملة وشاملة لاحتواء ظاهرة الفوضى والتسيب وارتفاع الاسعار في الاسواق العراقية.
)للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د. سعد الحيالي : ضرورة تفعيل دورالجمعيات الاستهلاكية بالاضافة الى تأسيس جمعيات حماية المستهلكين )
الكاتب : حسن حسين