Serie: Nationale Minderheiten
٣٠ مارس ٢٠٠٨توجد في ألمانيا منذ قرون أقليات عدة استطاعت رغم مرور الزمان أن تحافظ على هويتها وثقافتها، لتضفي بذلك على المجتمع الألماني طابع التنوع الثقافي. وتعد الأقلية الغجرية أو ما يطلق عليها في أوربا "روما" "Ruma" إحدى هذه الأقليات التي قاومت محاولات تهجينها وإلغاء هويتها، وعملت على التمسك بتقاليدها وعاداتها مع سعيها في نفس الوقت إلى التمتع بكافة حقوقها مثلها مثل المواطنين العادين.
نبذة عن تاريخ الغجر
الأقلية الغجرية من الأقليات المعترف بها رسميا في ألمانيا. والغجر في رأي بعض المؤرخين جاءوا من الهند وإيران ومناطق وسط آسيا، وهاجروا من أراضيهم في أواسط القرن الخامس عشر، حيث وصلوا في بداية الأمر إلى المجر (هنغاريا) وبلاد البلقان، ثم انتشروا بعد ذلك في بولندا روسيا وألمانيا، واستمر انتشارهم إلى أن بلغوا إنجلترا في القرن السادس عشر الميلادي.
الغجر كانوا من ضحايا النازية
بعدما كان الغجر قبل وصول النازية إلى الحكم، يمارسون حياتهم بشكل عادي دون أي يكون هناك فرق بينهم وبين غيرهم من المواطنين الألمان، حيث كان منهم العمال والموظفين والحرفيين والفنانين، تغيرت أحوالهم والنظرة إليهم بعد وصول النازيين إلى الحكم، حيث عانى هؤلاء كغيرهم من الأقليات من الاضطهاد التصفية العرقية والإبادة الجماعية. وتشير بعض المصادر التاريخية إلى انه في عام 1938 بدأت معاناة الغجر تحت الحكم النازي، إذ تعرضوا للإبادة الجماعية. وتذكر هذه المصادر إلى انه في سنة 1943 ثم جمع أكثر من 500 ألف من الغجر من الدول الأوروبية التي كانت واقعة تحت الحكم النازي، وتمت إبادتهم بشكل بطريقة وحشية.
المجلس المركزي للأقلية الغجرية
للدفاع عن حقوق هذه الأقلية والمطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم أثناء الحقبة النازية تم سنة 1982 إنشاء المجلس المركزي للأقلية الغجرية في مدينة نورنبرغ. ويسعى هذا المركز إلى تمثيل الغجر الذين يعيشون في ألمانيا لدى الجهات المختصة والتحدث باسمهم سواء على صعيد الولايات أو على الصعيد الاتحادي. وبالإضافة إلى التعويضات عن الظلم الذي لحق بهؤلاء، يطالب مجلس الغجر بملاحقة المسؤولين الذين نكلوا بهم واضطهدوهم والذين مازالوا على قيد الحياة. كما يناضل هذا المجلس من أجل إزالة كل أشكال الميز العنصري تجاه الغجر وتصحيح الصورة السيئة التي ألصقت بهم.
من جهتها، تساهم الحكومة الألمانية من خلال لإدارة الخاصة بشئون الأقليات التابعة لوزارة الداخلية، في تسهيل إدماج هذه الفئة في المجتمع. يذكر أن ألمانيا من الدول الموقعة على الاتفاقية الأوروبية الخاصة بدعم الأقليات والتي تلزم الدول الموقعة عليها احترام ودعم الأقليات ومساعدتها في الحفاظ على تقاليدها وتراثها ولغتها.