كرة القدم البرازيلية في مهب السياسة
٣ نوفمبر ٢٠٢٢رحب كثيرون بكسر ألتراس كرة القدم البرازيلية للحواجز التي أقامها أنصار اليمين المتطرف ومناصرو الرئيس السابق جاير بولسونارو.
وأصبح ينظر اليوم في البرازيل إلى التراس كرة القدم على أنها أبطال وأنصار للديمقراطية بعد فتحهم للطرق التي أغلقها أنصار الرئيس اليميني السابق بولسونارو الذين رفضوا قبول هزيمته أمام لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في الانتخابات الرئاسية التي أعلنت نتيجتها قبل أيام.
ويطالب أنصار بولسونارو المتشددون والذين يحتجون على نتيجة الانتخابات بتدخل عسكري على غرار الانقلاب العسكري الذي وقع عام 1964، بحسب صحيفة غارديان البريطانية.
وتشهد البرازيل انقساماً حاداً بين مؤيدي اليمين المتطرف بزعامة الرئيس السابق بولسونارو وبين أنصار اليسار بزعامة الرئيس دا سيلفا، فيما دخلت كرة القدم بقوة في المنافسة المحتدمة بين الفريقين حتى أن نجم كرة القدم البرازيلي نيمار يعد واحداً من أشد المؤيدين للرئيس السابق بولسونارو ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه تأييده للحملة الانتخابية لبولسونارو.
ويوم الأربعاء، تجمع الآلاف من أنصار بولسونارو خارج القيادة العسكرية الشرقية لمدينة ريو للتعبير عن غضبهم من هزيمة بولسونارو والمطالبة بانقلاب عسكري."وهتف البعض منادين القوات المسلحة أن "أنقذوا البرازيل!" بحسب وكالة أسوشيتد برس.
كان متظاهرون مؤيدون لبولسونارو قد زعموا أن الانتخابات الرئاسية تم تزويرها ليقوموا لاحقاً بإغلاق عشرات الطرق السريعة والشوارع الرئيسية في جميع أنحاء البلاد منذ ليلة الأحد، الأمر الذي تسبب في حدوث فوضى وإلغاء رحلات جوية وتصاعد المخاوف من نقص الوقود.
وفي صباح يوم الثلاثاء، قضت المحكمة العليا في البرازيل بأن على شرطة الطرق السريعة الفيدرالية أن تتخذ على الفور إجراءات لفتح الطرق، لكن أظهرت مقاطع فيديو أن بعض ضباط الشرطة كانوا يشجعون الاحتجاجات.
وحتى صباح الأربعاء، قالت شرطة الطرق السريعة إنها طهرت أكثر من 600 نقطة من العوائق، بينما ظل 156 حاجزاً على الطرق السريعة الفيدرالية في جميع أنحاء البلاد.
لكن مع فشل أو تباطؤ قوات الشرطة في عملها بحسب أنصار الرئيس الفائز في الانتخابات دا سيلفا، قرر مشجعو كرة القدم تولي زمام الأمور بأنفسهم. فوفقًا لصحيفة "أو غلوبو" فإن أربع اتحادات على الأقل لألتراس كرة القدم - المعروفة في البرازيل باسم torcidas organisadas - اخترقت حواجز أقامها أنصار بولسونارو في عدة ولايات بهدف الوصول إلى ملاعب كرة القدم لمشاهدة المباريات دوري كرة القدم البرازيلي .
وأظهرت مقاطع الفيديو متداولة عبر الإنترنت مشجعي كرة القدم وهم يزيلون الإطارات من الطريق ويبعدون الشاحنات التي أغلقت حركة المرور.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ، وجه برازيليون الشكر للألتراس على دفاعهم عن الديمقراطية. تقول غردت فيرا ماجالهايس، الصحفية الداعمة للديمقراطية والتي غالباً ما تعرضت لمضايقات من قبل الرئيس بولسونارو وأنصاره: "أنا أؤيد خسارة فريقي أمام فريق جالو اليوم لمجرد مساهمة الالتراس في دعم المؤسسات الديمقراطية".
في هذه الأثناء، أزال مشجعو فريق Gaviões do Fiel في ساو باولو حواجز طريق في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أثناء توجههم من ساو باولو إلى ريو، لمشاهدة مباراة فريقهم مع فلامينغو في استاد ماراكانا.
وبعد فتح جزء من الطريق السريع في ساو باولو، علق مشجعو نادي كورينثيانز لافتة كُتب عليها "نحن هنا من أجل الديمقراطية"، وهم يهتفون باسم الرئيس لولا.
بالإضافة إلى كونه فريق الرئيس المنتخب، فإن كورينثيانز معروف بمعارضته للديكتاتورية العسكرية البرازيلية 1964-1985 من خلال تأسيس حركة "ديموكراسيا كورينتيانا" بقيادة لاعبي كرة القدم الكبار مثل سقراط وكاساغراند.
كان الرئيس السابق بولسونارو ، الذي كسر أخيرًا صمته بعد الانتخابات بخطاب قصير بعد ظهر يوم الثلاثاء ، أيد ضمنيًا مزاعم المحتجين التي لا أساس لها بتزوير الانتخابات. وقال إن "الحركات الشعبية الحالية هي ثمرة سخط وشعور بالظلم حول كيفية سير العملية الانتخابية" ، مضيفًا أن الاحتجاجات لا يمكن أن تعرقل حق الناس في المجيء والذهاب.
ورفض بولسونارو الاعتراف بفوز لولا في خطابه، كما لم يقم بتهنئته. لكنه عملياً أمر رئيس الأركان بالبدء في عملية نقل السلطة واعترف للمحكمة العليا بأن "المباراة انتهت" بحسب ما ورد قال لقضاة المحكمة العليا خلال اجتماع يوم الثلاثاء.
عماد حسن