الألمانية سابينه ليزيسكي: السير على خطى شتيفي غراف
١ يوليو ٢٠١١بفوز لم يكن من السهل على لاعبة كرة المضرب الروسية ماريا شارابوفا إنهاء حلم الشابة الألمانية سابينه ليزيسكي في الوصول إلى الدور النهائي في بطولة ويمبلدون العالمية. ورغم ذلك فإن وصول سابينه إلى دور نصف النهائي لم يكن متوقعاً، فبطموحها الذي لا يقهر وأدائها الممتع، أبهرت سابينه عشاق كرة المضرب، تصميماً منها على إحياء كرة المضرب الألمانية للسيدات بعد غياب دام حوالي 12 عاماً.
تميزت سابينه منذ صغرها بحس رياضي، إلا أن ذلك لم يكن موضع اهتمام معلميها في المدرسة التي ترعرعت فيها بمدينة تروسيدورف الألمانية. وبعد انتقالها للعيش في برلين مع عائلتها، التحقت بمدرسة رياضية خاصة تجمع بين الاهتمام بالتنشئة الرياضية والتعليم في آن واحد.
مواهب مميزة منذ الطفولة
سابينه، التي تعشق كرة المضرب منذ نعومة أظفارها، تلقت دروساً على يد والدها ريشتارد- البولندي الأصل- والذي كان يعمل كمدرب رياضي. وكان المشجع الأول لها على تطوير مواهبها وأدائها. وعندما بلغت الـ12 من العمر انضمت للعب في الدوري المحلي الألماني وتمكنت بمشاركتها من التغلب على أغلب نظيرتها اللواتي، يفقنها سناً وخبرة. وأما على الصعيد الدولي فلفتت سابينه بأدائها المميز مدرب كرة المضرب الأمريكي نيك بوليتيري، الذي نجح في صنع الكثير من مشاهير كرة المضرب مثل أندري أغاسي وجيم كورير وغيرهم. وقام بدعوتها إلى معسكر تدريبي في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 2004 بدأت الرياضية الألمانية مسيرتها الاحترافية من خلال مشاركتها في الكثير من المسابقات الدولية لكرة المضرب للشابات.
إصابات متعددة وابتعاد عن الملاعب
فرحة سابينه بدخولها عالم الاحتراف من خلال مشاركتها في المسابقات الدولية لم تستمر طويلاً، ففي عام 2005 أصيبت بكسر حاد في قدمها أبعدها عن التدريب لفترات طويلة. وتسبب غياب سابينه عن الملاعب تراجعاً ملحوظاً في أدائها، وظهر ذلك جلياً لدى خروجها المبكر من مسابقة برلين للتنس عام 2006، إضافة إلى أن جميع محاولاتها للتأهل والمشاركة في بطولات لاعبات كرة المضرب للمحترفات باءت بالفشل.
ورغم تعثر سابينه في بداية مشوارها الاحترافي، إلا أن ذلك لم يمنعها من تكثيف جهودها لتحقيق طموحها في الوصول إلى العالمية، إذ عادت إلى التألق في عالم كرة المضرب عام 2008، بعد مشاركتها في بطولة استراليا المفتوحة، لتتمكن حينها من الوصول إلى الدور الثالث. إضافة إلى وصولها إلى أول نهائي لها في عالم كرة المضرب في مسابقة طشقند للتنس. أما ذروة تألقها فبلغتها عندما وصلت إلى الدور ربع النهائي في بطولة ويبملدون الانكليزية عام 2009، إذ حصلت آنذاك على المرتبة 22 في التصنيف العالمي لكرة المضرب للسيدات.
بين التعثر والتألق
وما لبثت أن استعادت سابينه تألقها لتعود وتسقط في دنيا التعثر والإصابات، فلدى مشاركتها في بطولة أمريكا المفتوحة عام 2010 أصيبت بكسر حاد في كاحلها منعها من متابعة المشاركة. وابتعدت مرة أخرى عن عالم كرة المضرب، ما تسبب في تراجع تصنيفها بشكل حاد لتهبط إلى المركز 230 عالميا، لتمتنع بذلك من المشاركة في البطولات العالمية الأربعة الكبرى.
الابتسامة المشرقة والتواضع هو تماماً ما تتصف به سابينه، وهو ما يعزز تمركزها في قلب جمهورها. وترى لاعبة المضرب الألمانية أن الصبر وقوة الإرادة هما المنقذين الوحيدين لها من تعثرها. فرغم كل الانتكاسات التي تعرضت لها إلا أنها ما زالت تناضل من أجل إثبات نفسها في عالم كرة المضرب، حسبما أكدته في إحدى لقاءاتها الصحفية. وأضافت قائلة: "أريد بالفعل أن أحقق شيئاً مهماً في عالم كرة المضرب الألمانية للسيدات، وما أتمناه لن يتحقق إلا بالالتزام والتفاؤل".
كرة المضرب الألمانية للسيدات
وبالفعل تمكنت سابينه من تحقيق ما تطمح إليه، فبعد أسبوعين من خسارتها في بطولة فرنسا المفتوحة العام الماضي، تمكنت من الفوز في توتنهام الانكليزية، ما دفع بمنظمي بطولة ويمبلدون العالمية إلى إهدائها بطاقة دعوة للمشاركة في بطولة هذا العام رغم أن تصنفيها عالمياً لا يسمح لها بالتأهل لخوض هذه البطولة.
وبمشاركتها في هذه البطولة ارتفع رصيد نقاطها المتعلق بالتصنيف العالمي، ورغم اكتفائها بالوصول إلى دور النصف النهائي، إلا أن ما حققته يعد دليلاً واضحاً على جدارتها ورغبتها العميقة في إحياء كرة المضرب الألمانية للسيدات، الغارقة في سبات عميق بعد غياب المخضرمة شتيفي غراف التي فازت سبع مرات بلقب بطولة ويمبلدون.
فولفغانغ فان كان/ دالين صلاحية
مراجعة: عماد غانم